ما الفرق بين فقدان وتساقط الشعر

أخصائية الشعر هايلي مورتاغ.. تستعرض ل "هي" فقدان وتساقط الشعر وكيفية علاجهما

جمانة الصباغ
31 أكتوبر 2025

لم تزعجني أشياء كثيرة ألمَت بي، صحية ونفسية وحياتية، كما فعل فقدان شعري مؤخرًا؛ هنا، أحسستُ بفقدان جزءٍ من أنوثتي وكينونتي كامرأة، مع أنني كنتُ أمزحُ منذ فترة مع زوجي وأقولُ له أنني أفكرُ بقص شعري قصيرًا جدًا.

تساقط الشعر مختلف تمامًا عن فقدان الشعر؛ فالأول كناية عن تساقطٍ طبيعي لعددٍ من الشُعيرات يوميًا وفي مواسم معينة، في حين أن فقدان الشعر قد ينجم عن مشكلاتٍ صحية وتغيَراتٍ هرمونية في الجسم يجب معالجتها، للحدَ من خسارة الشعر بحدة كما حصل معي.

بالطبع؛ كان لا بدَ لي من طلب المساعدة المختصة لتجنب فقدان ما تبقى من شعري، لهذا لجأتُ إلى هايلي مورتاغ، أخصائية شعر ومؤسسة Hair Loss Clinic، التي بدأت معي في رحلة علاج سقوط شعري بطرقٍ مدروسة.

كان هذا العلاج فرصةً ذهبية للتحدث مع هايلي حول الفرق بين تساقط الشعر وفقدانه، وكيفية معالجته بجانب مسائل أخرى متعلقة بالشعر، تجدينها ضمن هذه المقابلة الشيقة..

ما هو فقدان الشعر؟ وكيف يختلف عن تساقط الشعر؟

يشير فقدان الشعر إلى انخفاضٍ في كمية الشعر الذي ينمو من فروة الرأس - ويمكن أن يكون تدريجيًا أو مفاجئًا. فيما عادةً ما يوصف "تساقط الشعر" على أنه سقوط الشعر الطبيعي - حيث يُعد فقدان 50-100 شعرة يوميًا جزءًا من دورة صحية. وتنشأ المشكلة عندما يتجاوز التساقط معدل نمو الشعر الجديد، مما يؤدي إلى ترققٍ واضح أو بقع صلعاء في الرأس.

هايلي مورتاغ أخصائية شعر ومؤسسة Hair Loss Clinic
هايلي مورتاغ أخصائية شعر ومؤسسة Hair Loss Clinic

ماالأسباب الرئيسية لفقدان الشعر؟

تشمل الأسباب العوامل الوراثية، الاختلالات الهرمونية (مثل متلازمة تكيَس المبايض أو مشاكل الغدة الدرقية)، نقص التغذية (الحديد، وفيتامين د، والبروتين)، الإجهاد، أمراض المناعة الذاتية (مثل داء الثعلبة البقعية)، بعض الأدوية، واضطرابات فروة الرأس. كما يمكن أن تلعب عوامل نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي قاسٍ أو سوء العناية بفروة الرأس، دورًا في ذلك.

ما هي أنواع فقدان الشعر المختلفة، وأيها الأكثر شيوعًا؟

الأنواع الرئيسية هي:

• الثعلبة الأندروجينية (فقدان الشعر النمطي): وهو الأكثر شيوعًا، يصيب الرجال والنساء، ويرتبط بالجينات والهرمونات.

• فقدان الشعر الكربي: وهو فقدانٌ مؤقت ناتج عن التوتر، أو المرض، أو الولادة، أو اتباع حمية غذائية قاسية.

• الثعلبة البقعية: حالة مناعة ذاتية تسبب فقدانًا متقطعًا للشعر.

• الثعلبة التندبية: فقدانٌ دائم للشعر ناتج عن التهاب أو تندَب بصيلات الشعر.

في دول مجلس التعاون الخليجي، ألاحظُ كثرة حالات الثعلبة الأندروجينية وفقدان الشعر المرتبط بالتوتر نتيجة أنماط الحياة السريعة.

كيف يمكنني التمييز بين فقدان شعري المؤقت والطويل؟

غالبًا ما يتبع فقدان الشعر المؤقت (مثل فقدان الشعر الكربي) عاملًا مُحفزًا، ويتحسن في غضون 3-6 أشهر بمجرد زوال العامل المُحفز. أما الفقدان طويل الأمد أو التدريجي، فيميل إلى إظهار انخفاضٍ بطيء في كثافة الشعر، خاصةً عند فرق الشعر أو خط الشعر، ولا يتعافى تلقائيًا.

ما الذي قد يُسبَب استمرار فقدان الشعر؟

يحدث فقدان الشعر الدائم عادةً عندما تتندب البُصيلة أو تتضاءل إلى حدٍّ لا يُشفى - كما هو الحال في الثعلبة الندبية أو الثعلبة الأندروجينية المتقدمة غير المُعالجة. لذا فالتشخيص والتدخل المُبكر هما الأساس للوقاية من ذلك.

هل يختلف فقدان الشعر لدى النساء عن الرجال؟ وكيف؟

نعم - عادةً ما يفقد الرجال الشعر بأنماطٍ مُختلفة (انحسار خط الشعر، ترقق تاج الرأس)، بينما تميل النساء إلى ترققٍ مُنتشر في فروة الرأس. وغالبًا ما يرتبط فقدان الشعر لدى النساء بالتقلبات الهرمونية (الحمل، انقطاع الطمث، مُتلازمة تكيس المبايض)، التوتر، وسوء التغذية، مما يُصعّب تشخيصه وعلاجه.

هل يُعاني الأطفال والمراهقون من فقدان الشعر؟ وما هي أسبابه؟

بالتأكيد؛ تشمل الأسباب الشائعة التهابات فروة الرأس (مثل القوباء الحلقية)، ثعلبة الشد الناتجة عن تسريحات الشعر الضيقة، نقص التغذية، التوتر، وأحيانًا أمراض المناعة الذاتية. ويُعدَ العلاج المُبكر ضروريًا في مثل هذه الحالات، للوقاية من الضرر طويل المدى.

هناك أيضًا سببٌ يُسمى نتف الشعر، وهو أكثر شيوعًا مما يدركه الكثيرون؛ وهو حالة نتف شعر ناتجة غالبًا عن القلق أو التوتر، ولكن مع الوعي والدعم المناسبين، يُمكن فهمها والتحكم فيها.

متى ينبغي عليّ زيارة الطبيب أو الأخصائي لعلاج فقدان شعري؟

استشيري أخصائي أمراض الشعر أو طبيب الأمراض الجلدية إذا:

• استمر فقدان الشعر لأكثر من 3 أشهر.

• لاحظتِ بقعًا صلعاء أو تهيَجًا في فروة الرأس.

• اتساع فرق شعركِ أو انحسار خط الشعر.

• كان لديكِ تاريخ عائلي لفقدان الشعر ولاحظتِ علاماتٍ مبكرة لذات المشكلة لديكِ.

أنوهُ هنا إلى أن التدخل المبكر يُمكن أن يُنقذ الكثير من الشعر.

هل تُسبَب بعض العلاجات، مثل حقن إنقاص الوزن أو العمليات الجراحية، فقدان الشعر؟

نعم، يُمكن أن تُسبَبه - خاصةً فقدان الوزن السريع أو الإجراءات مثل جراحة السُمنة. الشعر حساسٌ للتغيرات الغذائية؛ وعندما يكون الجسم تحت ضغطٍ كبير أو يعاني من نقصٍ في العناصر الغذائية، قد يدخل الشعر في مرحلة الفقدان. وهنا تُساعد المُكملات الغذائية المناسبة والتحكم التدريجي في الوزن على منع ذلك.

كيف يمكنني إيقاف تساقط شعري؟

يتم أولًا تحديد السبب الجذري - من خلال تحليل فروة الرأس، فحوصات الدم، والتاريخ الطبي. فيما تشمل الحلول الشائعة تصحيح النقص، تحسين صحة فروة الرأس، تقليل التوتر، العلاجات المدعومة علميًا، أو استخدام علاجاتٍ مُثبتة مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية، علاجات عوامل النمو، أو المنشطات الموضعية تحت إشرافٍ طبي.

من الضروري اتباع طرق مدروسة لعلاج فقدان الشعر
من الضروري اتباع طرق مدروسة لعلاج فقدان الشعر

ما هي أفضل خيارات علاج فقدان الشعر؟ وهل يُمكن إعادة نمو الشعر من خلال العلاج؟

غالبًا ما يكون إعادة النمو ممكنًا إذا كانت البُصيلات لا تزال نشطة. وتشمل خيارات العلاج:

• العلاجات الموضعية: مينوكسيديل، أمصال الببتيد.

• العلاجات داخل العيادة: البلازما الغنية بالصفائح الدموية، الميزوثيرابي، والعلاج بالليزر منخفض المستوى.

• الأدوية: مُعدّلات الهرمونات أو مُثبّطات DHT (عند الملاءمة).

• أنظمة زراعة الشعر: مثل أنظمة CR Lab CNC أو أنظمة Hair Loss Clinic.

• زراعة الشعر.

يُحقق النهج الشامل الذي يشمل التغذية والعناية بفروة الرأس وإدارة التوتر، أفضل النتائج.

هل تختلف هذه الإجراءات بين النساء والرجال؟

نعم، تُصمّم خطط العلاج خصيصًا. إذ قد تحتاج النساء إلى فحوصاتٍ هرمونية، دعمٍ غذائي، وتركيبات أكثر لطفًا؛فيما غالبًا ما يستجيب الرجال جيدًا للعلاجات التي تستهدف هرمونDHT. تُناسب أنظمة CNC كلا الجنسين بشكلٍ رائع، حيث تُصمّم خصيصًا لقياسات فروة الرأس، كثافة الشعر، وتفضيلات التصفيف.

تمر النساء بتغيَراتٍ هرمونية كثيرة خلال حياتهنَ؛ كيف يمكنهنَ منع فقدان الشعر خلال هذه الفترات؟

أثناء الحمل، أو بعد الولادة، أو في فترة ما قبل انقطاع الطمث، حافظي على تغذية متوازنة (الحديد، البروتين، أوميغا 3)، تحكمي بالتوتر، واستخدمي روتينًا لطيفًا للعناية بالشعر. يمكن أن تُقلَل العلاجات الوقائية لفروة الرأس والتدخل المبكر من فقدان الشعر. كما يمكن أيضًا استخدام أنظمة CNC مؤقتًا لمساعدة النساء على الشعور بالثقة أثناء تعافي الشعر.

فترات ما قبل انقطاع الطمث وخلاله حرجة وصعبة على النساء؛ كيف يمكنهنَ الحفاظ على صحة شعرهنَ خلالها؟

استشيري طبيبًا لموازنة الهرمونات إذا لزم الأمر، ادعمي جسمكِ بفيتامين د والبيوتين والبروتين، وتجنبي العلاجات الكيميائية القاسية. يمكن لعلاجات فروة الرأس مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية أو الإبر الدقيقة أن تُحفَز بصيلات الشعر الخاملة - وبالنسبة للنساء اللاتي يعانينَ من فقدان الشعر المتقدم، تُوفر أنظمة CNC خيارًا رائعًا لاستعادة الثقة بالنفس.

ماذا عن فقدان الشعر الناتج عن بعض العلاجات (الكيميائي أو الإشعاعي)؛ ما الإجراءات الواجب اتخاذها أثناء هذه العلاجات وبعد الانتهاء منها؟

قبل العلاج، من الضروري قصّ الشعر لتقليل التلف، واستخدام قبعات التبريد (إن وُجدت) أثناء العلاجات. وبعد انتهاء العلاج، الأفضل التركيز على تهدئة فروة الرأس وتغذيتها وتحفيزها بلطف.

لمن يرغبنَ في تغطيةٍ فورية للشعر أثناء العلاج أو بعده، تُعدّ أنظمة CNC طبية، جيدة التهوية، ومثالية لفروة الرأس الحساسة؛ حيث تسمح للمرضى بالحفاظ على مظهرٍ طبيعي أثناء انتظار نمو الشعر.

بات التوتر المرض رقم 1 لدى الجميع تقريبًا هذه الأيام؛ كيف يؤثر على صحة الشعر، وما هيالتقنيات الأفضل لتخفيف التوتر؟

يُحفّز التوتر فقدان الشعر الكربي عن طريق دفع الشعر إلى مرحلة التساقط. ةيمكن أن تُساعد اليقظة الذهنية، اليوغا، النوم الجيد، والتغذية المتوازنة في التخفيف من حدة التوتر. حتى مجرد15 دقيقة يوميًا من التنفس العميق يُمكن أن تُقلل بشكلٍ كبير من هرمونات التوتر التي تُؤثر على فروة رأسكِ.

يهتم جيل Z وجيل Alpha جيدًا بصحتهم ورفاهيتهم؛ ماذا عن صحة شعرهم؟

يتعرض هذا الجيل بشكلٍ كبير لتصفيف الشعر بالحرارة، العلاجات الكيميائية، وتسريحات الشعر الضيقة، وكلها عوامل قد تُلحق الضرر ببُصيلات الشعر لديهم. ونصيحتي لهم: اعتمدوا على القوام الطبيعي، غذّوا شعركم بنظامٍ غذائي متوازن، واحموه من الأشعة فوق البنفسجية والتلوث. يمكن أيضًا تصفيف الشعر بتقنية CNC بطرقٍ تحمي الشعر الطبيعي من التلف.

هل ثمة تغييرات في نمط الحياة، مثل النظام الغذائي أو روتين العناية بالشعر، لوقف فقدان الشعر؟

  1. النظام الغذائي: إعطاء الأولوية للبروتين والحديد والزنك والفيتامينات.
  2. الروتين: استخدام شامبو خفيف، تجنب الإفراط في غسل الشعر، وتدليك فروة الرأس بانتظام.
  3. الابتعاد عن العادات السيئة: تجنَبي التدخين، تحكَمي في التوتر، واحمي شعركِ من التعرض المفرط لأشعة الشمس.

ما الخرافات الشائعة حول فقدان الشعر التي ترغبين في دحضها لقراء مجلة "هي"؟

• قص الشعر لا يُسرّع نموه.

• ارتداء القبعات لا يُسبَب الصلع.

• يساعد دهن الشعر على ترطيب فروة الرأس ولكنه لا يُعيد نمو الشعر.

• فقدان الشعر ليس دائمًا منتظم - العلاج المبكر فعال، وتعني أنظمة الشعر الاصطناعي أن فقدان الشعر الدائم يمكن أن يبدو طبيعيًا تمامًا، على عكس الشعر المستعار على سبيل المثال.

في الختام؛ ما نصيحتكِ لقارئات "هي" للحفاظ على صحة شعرهنَ؟

أقولُ لها: استثمري في الرعاية الوقائية - غذّي شعركِ من الداخل، وعالجي فروة رأسكِ كما لو كانت بشرتكِ؛ استشيري أخصائية الشعر عند أول علامة على فقدان الشعر.

ولمن فقدنَ شعرهن بالفعل، تذكري وجود حلولٍ متطورة، مثل أنظمة زراعة الشعر الاصطناعية التي تشبه شعركِ الطبيعي في الشكل والملمس.