خاص "هي": سنّ الأمل… عندما تبدأ المرأة صفحة جديدة من القوة والنضج

خاص "هي": سنّ الأمل… عندما تبدأ المرأة صفحة جديدة من القوة والنضج

مجلة هي
15 ديسمبر 2025

في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، تواصل النساء فوق سن الأربعين أداء أدوار محورية في صياغة ملامح الأسرة والمجتمع والحياة المهنية. وبين مسؤوليات العمل، ورعاية الأسرة، والاهتمام بالوالدين، ترسّخ المرأة السعودية حضورها المؤثر بثقة متزايدة، مدعومة بتحولات اجتماعية واقتصادية واضحة، كان من أبرزها تضاعف مشاركتها في سوق العمل بين عامي 2000 و2024.

وفي ذروة هذا العطاء، تمرّ المرأة بمرحلة مفصلية في حياتها الصحية والإنسانية: مرحلة الانتقال إلى سنّ انقطاع الطمث. ورغم كونها مرحلة طبيعية في مسار صحة المرأة، إلا أنها لا تزال محاطة بالكثير من الغموض والمفاهيم الخاطئة، ما يدفع العديد من النساء إلى خوضها بصمت، بعيدًا عن الدعم الطبي أو النفسي الكافي.

في حقيقتها، لا تمثّل هذه المرحلة تراجعًا أو نهاية، بل هي ذروة نضج المرأة ووعيها بذاتها، مرحلة تتجسّد فيها القوة، والخبرة، والقدرة على إعادة التوازن. إلا أن نقص الوعي، وتأخر التشخيص، وإهمال الأعراض، قد يحوّل هذه المرحلة من فرصة للنمو والاكتشاف إلى تجربة معزولة ومُرهقة.

من هذا المنطلق، جاءت حملة "سنّ الأمل… صفحة جديدة في حياتي" التي أطلقتها شركة "أبوت" العالمية للرعاية الصحية، لتفتح باب الحوار حول مرحلة انقطاع الطمث، وتعيد تعريفها بوصفها زمنًا للتجدّد والأمل، لا "سنّ اليأس" كما يُتداول تقليديًا. حملة تُسلّط الضوء على تجارب نساء خضن هذه المرحلة بشجاعة، وتقدّم معلومات علمية موثوقة بإشراف خبراء ومتخصصين في صحة المرأة.

ولإلقاء الضوء بشكل أعمق على هذه القضية، أجرت "هي" هذا الحوار مع الأميرة الدكتورة أضواء بنت سعد آل سعود، الاستشارية المعتمدة في أمراض النساء والتوليد والمتخصصة في صحة المرأة، ومع الدكتور محمد قنديل، المدير الإقليمي لشركة "أبوت" في مصر والسعودية وإفريقيا، للحديث عن أهمية الفهم الصحيح لهذه المرحلة، وسبل تمكين المرأة خلالها.

خاص "هي": سنّ الأمل… عندما تبدأ المرأة صفحة جديدة من القوة والنضج

لماذا يُساء فهم مرحلة انقطاع الطمث؟ وما أبرز المفاهيم الخاطئة حولها؟

الأميرة الدكتورة أضواء بنت سعد آل سعود: على الرغم من أن مرحلة انقطاع الطمث مرحلة طبيعية في حياة كل امرأة، إلا أنها غالبًا لا تُناقَش بشكل صريح، خوفًا من الأحكام المسبقة أو سوء الفهم. كثير من النساء لا يعرفن ما الذي ينتظرهن، فتُترك الأعراض – التي قد تكون مرهقة ومؤثرة – دون تشخيص أو علاج. حتى المصطلح الشائع «سنّ اليأس» يحمل دلالة سلبية، ويغفل ما تحمله هذه المرحلة من نضج وقوة ونمو داخلي. وعندما لا تجد المرأة من تتحدث إليه، حتى في الإطار الطبي، تتحول مرحلة يمكن أن تكون غنية بالاكتشاف إلى تجربة صعبة ومعزولة.

الدكتور محمد قنديل: الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة لا يزال تحديًا حقيقيًا، ولهذا يُعدّ رفع الوعي العام أمرًا بالغ الأهمية. المبادرات التوعوية تفتح باب الحوار، وتربط النساء بأطباء مختصين يمكنهم توجيههن بثقة. في «أبوت»، نعمل عن كثب مع خبراء صحة المرأة لتقديم معلومات طبية دقيقة، ونتعاون مع منصات وأصوات موثوقة لمشاركة تجارب حقيقية تُسهم في كسر الصمت حول هذه المرحلة.

ما الذي يجعل طلب الدعم المبكر أمرًا صعبًا؟

الأميرة الدكتورة أضواء بنت سعد آل سعود: رغم أن انقطاع الطمث يحدث غالبًا في سن الخمسين تقريبًا، إلا أن التغيرات الهرمونية تبدأ في الأربعينيات، وربما قبل ذلك. بعض النساء يعانين من أعراض تمتد لأكثر من عشر سنوات دون إدراك السبب الحقيقي. يعود ذلك إلى تنوّع الأعراض وعدم التوعية المسبقة بها، ما يجعل من الصعب على النساء – وأحيانًا على الأطباء – الربط بينها وبين هذه المرحلة.

كيف تنعكس الأعراض على الحياة اليومية والمهنية؟

الأميرة الدكتورة أضواء بنت سعد آل سعود:قد تؤثر هذه المرحلة على الطاقة، وجودة النوم، والتركيز، والمزاج، ما ينعكس بدوره على العلاقات الأسرية والأداء المهني. ومع تعدد الأدوار والمسؤوليات، يصبح الأثر أكثر وضوحًا. إلا أن التدخل المبكر، واستشارة الطبيب، واعتماد أسلوب حياة صحي، يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا، ويمنح المرأة القدرة على استقبال هذه المرحلة بثقة كفصل جديد مليء بالفرص.

ما هو دور القطاع الصحي وشركات الرعاية في التمكين؟

الأميرة الدكتورة أضواء بنت سعد آل سعود: عندما يكون الأطباء  حتى من غير المتخصصين  على دراية بهذه المرحلة، يصبحون عنصرًا أساسيًا في دعم المرأة. كما أن مساهمة شركات الرعاية الصحية في قيادة الحوار تخلق وعيًا أوسع، وتضمن وصول الدعم إلى من يحتجنه فعليًا.

 الدكتور محمد قنديل: تمكين المرأة يبدأ من المعرفة. هدفنا هو جعل الحديث عن انقطاع الطمث أمرًا طبيعيًا، وتزويد النساء بالمعلومات التي تساعدهن على التعامل مع هذه المرحلة بثقة، والنظر إليها كمرحلة قابلة للإدارة، لا عبئًا. ومن خلال مبادرات مثل دعم الابتكار الصحي والشركات الناشئة، نعمل على تقديم حلول تراعي خصوصية المرأة وثقافة المنطقة، مثل منصة Nawat Health، التي توفّر موارد رقمية مخصصة لصحة المرأة.

رسالة أخيرة إلى قارئات "هي"؟

الأميرة الدكتورة أضواء بنت سعد آل سعود: تولي المملكة اهتمامًا بالغًا بصحة المرأة، وقد وفّرت جميع المقومات اللازمة للاهتمام بها في مختلف الأعمار. مرحلة انقطاع الطمث تأتي غالبًا في ذروة نضج المرأة، حين تكون أكثر وعيًا وثقة وخبرة. أدعو كل امرأة إلى التعامل مع هذه المرحلة كفرصة لليقظة الداخلية، واكتشاف التوازن والجمال بطرق جديدة. فالنمو لا يتوقف، بل يتجدد في كل مرحلة.

الدكتور محمد قنديل: حان الوقت لكسر الصمت، وجعل الحديث عن انقطاع الطمث أمرًا طبيعيًا. مع الدعم المناسب من الأسرة، والأصدقاء، ومقدمي الرعاية الصحية، يمكن لهذه المرحلة أن تكون فصلًا جديدًا وملهمًا في حياة كل امرأة، وفرصة لحياة مليئة بالإمكانات.

لمزيد من المعلومات: https://nawathealth.com/abbott