واقي الشمس المعدني أم الكيميائي؟

كيف تختارين واقي الشمس المناسب؟ إليكِ الفارق بين التركيبتين المعدنية والكيميائية

ندى الحاج

لا توجد خطوة أهم في روتين العناية بالبشرة من واقي الشمس. فهو ليس مجرد منتج يوضع قبل الخروج من المنزل، بل درع يومي يحمي بشرتكِ من التلف الخفي الذي تسببه أشعة الشمس على المدى الطويل. التعرض المستمر لأشعة UVA وUVB يؤدي إلى فقدان الكولاجين، ترهّل البشرة، وظهور التصبغات والبقع الداكنة، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.

ومع تطور صناعة مستحضرات الحماية، أصبح أمامكِ خياران رئيسيان: الواقي المعدني والواقي الكيميائي. ورغم أن الهدف واحد وهو الحماية من الشمس، إلا أن الفرق في المكونات، طريقة العمل، وسلوك المنتج على البشرة يجعل الاختيار يحتاج إلى معرفة دقيقة. لذلك إليك جولة لاكتشاف أسرار كل نوع، لتتمكني من اختيار الواقي الأمثل لنوع بشرتكِ.

واقي الشمس المعدني... حماية فيزيائية بطبيعة نقية

يعرف واقي الشمس المعدني أيضاً باسم الفيزيائي لأنه يعتمد على آلية عمل "عكس الأشعة" بدلاً من امتصاصها. يحتوي هذا النوع على أكسيد الزنك (Zinc Oxide) وثاني أكسيد التيتانيوم (Titanium Dioxide)، وهما مكونان معدنيان طبيعيان يُستخدمان منذ عقود في الطب التجميلي.

عند وضعه على البشرة، يُكوّن طبقة واقية تعكس أشعة الشمس وتمنعها من الوصول إلى خلايا الجلد. أي أنه يعمل مثل مرآة صغيرة تُعيد الأشعة إلى الخارج فور ملامستها البشرة.

واقي الشمس المعدني طبقة واقية تعكس أشعة الشمس وتمنعها من الوصول إلى خلايا الجلد
واقي الشمس المعدني طبقة واقية تعكس أشعة الشمس وتمنعها من الوصول إلى خلايا الجلد

أمّا مميزاته هي:

  • فعالية فورية: يمكنكِ وضعه والخروج فوراً دون انتظار، فهو لا يحتاج إلى وقت ليتفاعل مع البشرة.
  • لطيف على البشرة الحساسة: لا يحتوي على مركبات كيميائية تمتصها البشرة، مما يجعله مثالياً لمن تعاني من الإكزيما أو الوردية أو الحساسية.
  • آمن للأطفال والحوامل: لأنه لا يُمتص عبر الجلد إلى الدورة الدموية.
  • يوفّر حماية شاملة من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA) والقصيرة (UVB).
  • يقلّل من الاحمرار والالتهاب: بعض التركيبات الحديثة تحتوي على مكونات مهدّئة مثل الألوفيرا أو النياسيناميد.

عيوبه على البشرة:

  • الملمس السميك: تركيبة أكسيد الزنك قد تترك أثراً أبيض، خاصة على البشرة السمراء أو الزيتية.
  • مظهر طباشيري: قد يجعل البشرة تبدو باهتة إذا لم يتم توزيعه جيداً.
  • قليل المقاومة للماء: يحتاج إلى إعادة التطبيق كل ساعتين أو بعد السباحة.
  • قد يكون أقل ملاءمة للمكياج الثقيل، إذ يمكن أن يتكتل مع بعض كريمات الأساس.

أنسب الحالات لاستخدامه:

  • في الأيام الطويلة على الشاطئ.
  • للبشرة الحساسة أو التي خضعت لعلاج تجميلي مثل الليزر أو التقشير.
  • للأطفال والحوامل.

واقي الشمس الكيميائي... التكنولوجيا الحديثة لحماية خفيفة وفعالة

الواقي الكيميائي يعتمد على مركبات عضوية تمتص الأشعة فوق البنفسجية وتحولها إلى حرارة آمنة، مثل Avobenzone، Octocrylene، وOxybenzone.

فبدلاً من صدّ الأشعة كما يفعل الواقي المعدني، يقوم الواقي الكيميائي بامتصاص الأشعة وتحويلها داخل البشرة إلى طاقة حرارية تتلاشى دون إلحاق الضرر بخلايا الجلد.

أما مميزاته كثيرة فتشمل:

  • ملمس حريري وشفاف: يندمج بسهولة مع البشرة ولا يترك أي أثر مرئي.
  • مناسب للبشرة الدهنية والمختلطة: بفضل تركيبته الخفيفة غير الدهنية.
  • مثالي تحت المكياج: إذ يمكن وضعه كأساس يومي دون أن يثقل البشرة.
  • مقاوم للماء والعرق: بعض التركيبات مخصصة للنشاطات الخارجية والرياضة.
  • يحمي من طيف واسع من الأشعة إذا كان من نوع “Broad Spectrum”.

أما عيوبه فهي:

  • يحتاج إلى وقت قبل التعرض للشمس: يجب وضعه قبل 15–20 دقيقة من الخروج.
  • قد يسبب تهيجاً للبشرة الحساسة، خصوصاً عند احتوائه على العطور.
  • يتفاعل أحياناً مع مستحضرات أخرى، مما يقلل فعاليته أو يسبب انسداد المسام.

مقارنة شاملة بين الواقي المعدني والكيميائي

عند مقارنة واقي الشمس المعدني والكيميائي، يتضح أن الفارق بينهما لا يقتصر على المكونات، بل يمتد إلى آلية العمل، الإحساس على البشرة، وحتى الأثر البيئي.

فالواقي المعدني يعمل بطريقة فيزيائية، إذ يعكس أشعة الشمس فوق سطح البشرة ويمنعها من اختراق الخلايا الجلدية، مما يمنح حماية فورية فور وضعه دون الحاجة إلى الانتظار. في المقابل، يعتمد الواقي الكيميائي على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتحويلها إلى حرارة آمنة داخل الجلد، لذا يحتاج عادةً إلى مدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة قبل بدء فعاليته الكاملة.

من حيث الملمس والمظهر، يتميّز الواقي المعدني بتركيبة أكثر كثافة وقد يترك طبقة بيضاء خفيفة على البشرة، بينما يتمتع الواقي الكيميائي بملمس خفيف وشفاف يندمج بسهولة مع لون الجلد دون أن يترك أي أثر، وهو ما يجعله خياراً مفضّلاً للاستخدام اليومي وتحت المكياج.

الواقي المعدني خياراً مفضّلاً للاستخدام اليومي وتحت المكياج
الواقي المعدني خياراً مفضّلاً للاستخدام اليومي وتحت المكياج

أما من ناحية الأمان للبشرة الحساسة، فيتفوق الواقي المعدني بتركيبته اللطيفة والخالية من المكونات المهيّجة، ما يجعله آمناً ومناسباً للبشرة الحساسة أو المعرضة للاحمرار. في المقابل، قد تسبب بعض التركيبات الكيميائية تهيّجاً طفيفاً أو إحساساً بالحرارة لدى صاحبات البشرة الحساسة جداً.

من حيث المقاومة للماء، يتميز الواقي الكيميائي بثبات أعلى، مما يجعله مناسباً للأنشطة الخارجية أو أثناء السباحة، بينما يحتاج الواقي المعدني إلى إعادة تطبيقه بشكل متكرر للحفاظ على فعاليته.

وفي ما يتعلق بالتوافق مع المكياج، يميل الواقي الكيميائي إلى الاندماج بسهولة مع مستحضرات التجميل، مما يجعله خياراً ممتازاً كأساس يومي للمكياج، بينما يمكن أن يتسبب الواقي المعدني أحياناً في تكتل المستحضرات فوقه إذا لم يُدمج جيداً.

اختيار واقي الشمس بحسب نوع البشرة

للبشرة الحساسة أو المعرضة للاحمرار:

الواقي المعدني هو الخيار الأفضل. اختاري تركيبة خالية من العطور، تحتوي على أكسيد الزنك بنسبة عالية، مع مكونات مهدّئة مثل الشاي الأخضر أو الألوفيرا.

للبشرة الدهنية والمختلطة:

اختاري واقياً كيميائياً بتركيبة خفيفة "Gel" أو "Fluid"، مع لمسة تمنع اللمعان. ابحثي عن مكونات مثل النياسيناميد والسيلكا لتقليل الإفرازات الدهنية.

للبشرة الدهنية والمختلطة اختاري واقياً كيميائياً
للبشرة الدهنية والمختلطة اختاري واقياً كيميائياً

للبشرة الجافة:

يمكن الجمع بين النوعين للحصول على ترطيب متوازن وحماية قوية. أو اختاري واقياً كيميائياً غنياً بالزيوت الطبيعية مثل زيت الجوجوبا وحمض الهيالورونيك.

للبشرة التي تعاني من الكلف والتصبغات:

الواقي المعدني أفضل، لأنه يعكس الأشعة المسؤولة عن تحفيز الميلانين. ويفضل أن يحتوي على SPF 50+ ومكونات تفتيح مثل فيتامين C أو النياسيناميد.

نصائح ذهبية لتعزيز فعالية واقي الشمس

لتعزيز فعالية واقي الشمس تجنبي التعرض المباشر للأشعة في أوقات الذروة
لتعزيز فعالية واقي الشمس تجنبي التعرض المباشر للأشعة في أوقات الذروة
  • ضعيه كآخر خطوة في روتين العناية الصباحية.
  • استخدمي كمية كافية، فالقليل لا يمنحكِ الحماية الكاملة.
  • جدّديه بعد السباحة أو التعرق.
  • لا تنسي الرقبة، الأذنين، وظهر اليدين، فهي من أكثر المناطق عرضة للشيخوخة المبكرة.
  • تجنبي التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة من 11 صباحاً حتى 3 بعد الظهر.