اسباب الدوار الدهليزي وطرق علاجه
عندما يصاب الانسان بالدوار فانه قليلا ما يبحث عن الاسباب الكامنة وراءه او عن نوعه، وانما يركز بشكل اساسي على علاجه. في حين ان تحديد نوع الدوار والاسباب المؤدية للاصابة به، يساعد بشكل كبير في علاجه والتخلص منه بطرق طبيعية وسريعة وفعال.
والدوار الدهليزي واحد من انواع الدوار المعروفة والذي يصاب به العديد من الناس، وينتج عنه فقدان التوازن مع اعراض الغثيان والتقيؤ وعدم الرؤية بوضوح. وقد يكون سبب الدوار فيسيولوجيا طبيعيا كالذي يحدث بعد دورا الرأس بصورة مستمرة، أو مرضيا بسبب خلل في مراكز التوازن في الدماغ أو في وظيفة الدهليز.
والدهليز هو الجزء الاوسط من الاذن الداخلية، وهو مسؤول عن التوازن الحركي الدوراني للجسم، نتعرف في موضوعن اليوم على اسباب الدوار الدهليزي وطرق علاجه.
اسباب الدوار الدهليزي
يمكن ان تختلف اسباب الدوار الدهليزي من حيث مكان الخلل، فهناك الافات الطرفية التي تؤثر على القنوات أو الأعصاب الدهليزية وكذلك الافات المركزية التي تؤثر على المسارات العصبية الدهليزية في الدماغ.
ومن اهم اسباب الاصابة بالدوار الدهليزي:
• الالتهاب الدهليزي العصبي الحاد: وهي مشكلة تؤثر على الدهليز في احد الاذنين بسبب التهاب مناعي عصبي، ما يؤدي إلى تأخر وصول السيالات العصبية من الدهليز المصاب للدماغ عن السيالات العصبية الصادرة من الدهليز السليم. وهو ما يتسبب بحدوث دوار حاد وفقدان في التوازن يرافقه الشعور بالغثيان أو التقيؤ في بعض الحالات. ويشفى المرضى عادة من هذا النوع من الدوار بدون علاج.
• نوبات الدوار الدهليزية الحميدة: وهي من اكثر الاسباب شيوعا للدوار الدهليزي، وعادة ما تكون هذه النوبات من الدوار قصيرة ومرتبطة بحركة سريعة للرأس مثل النهوض فجأة من النوم أو النهوض سريعا بعد وقت طويل من البقاء بوضعية الجلوس أو الاستلقاء.
• الاصابة بالشقيقة: يعتبر الدوار احد الاعراض التي يصاب بها مرضى الشقيقة باستمرار، وقد يكون الدوار الدهليزي عند هؤلاء المرضى منفصلا عن الصداع، فيما قد تستمر نوبة الدوار في هذه الحالات من بضع دقائق حتى أيام.
• مرض مينير: وهو عبارة عن هجمات متكررة من الدوار وفقدان السمع يعاني منها المريض بدون اية اعراض، وسبب هذا المرض زيادة السوائل الهلامية في الاذن الداخلية عن المستوى الطبيعي.
• الاسباب المركزية: وهي المشاكل التي تؤثر على المسارات العصبية الدهليزية في المخيخ أو جذع الدماغ مثل الجلطات الدماغية والأمراض العصبية كالباركنسون.
ويمكن ان يكون الدوار الدهليزي حميدا ولا يستدعي الخوف او القلق، لكن بعض اسباب هذا الدوار يمكن ان تجعله خطرا على الانسان. لذا يتوجب تشخيص الدوار الدهليزي بسرعة وبطريقة فعالة لتجنب اية خطورة ممكنة في حال كان السبب مركزيا في الدماغ أو الأذن مثل مرض مينير.
علاج الدوار الدهليزي
يقوم الطبيب المختص باجراء بعض الفحوصات المخبرية والصور المقطعية لتحديد الاسباب وطرق العلاج الانسب.
وفيما يخص الدوار الناتج عن الالتهاب الدهليزي العصبي الحاد او مرض مينير، يتم علاجه بالادوية ومنها الكورتيزون. الا ان هذه الادوية اقل فاعلية في علاج الدوار الدهليزي المزمن أو المركزي، ولهذا يلجأ البعض للعلاج التاهيلي الدهليزي الذي يعزز عمليات التكيف المركزية وفقدان وظيفة الدهليز، من خلال سلسلة متدرجة من التدريبات التي تحسن تدريجيا من التوازن المركزي الدماغي والاستجابة للحركة.