الاستحمام بالماء البارد أم الدافئ: أيهما أفضل لصحتكِ؟
هل تعلّمين أن كل استحمام تأخذينه هو فرصة لشحن طاقتكِ أو لتهدئة أعصابكِ، حسب اختياركِ للماء؟. نعم، فالماء الدافئ الذي يعانق بشرتكِ يذيب هموم اليوم ويخفف آلام الجسد، أما الماء البارد الذي ينهمر كشلال منعش، فيوقظ حواسكِ وينعش دورتكِ الدموية ويضفي على بشرتكِ وشعركِ توهجًا طبيعيًا.
لمزيد من المعلومات حول فوائد الاستحمام بالماء البارد والماء الدافئ وأيهما أفضل لصحتكِ؛ تابعي قراءة المقال عبر موقع "هي" لتحويل روتينكِ اليومي إلى تجربة صحية شاملة حسب احتياجاتكِ لكل نوع؛ بناءً على توصيات استشاري الأمراض الجلدية الدكتور طلال عبد الرحيم من القاهرة.
الاستحمام بالماء البارد.. مجموعة مذهلة من الفوائد الصحية والنفسية للمرأة

الاستحمام الماء البارد والدافئ يحافظان على صحة المرأة
ووفقًا للدكتور طلال، الاستحمام بالماء البارد ليس مجرد تحدّي لتحمل البرد، بل له مجموعة مذهلة من الفوائد الصحية والنفسية للمرأة؛ أبرزها:
فوائد صحية وجسدية
- يُنشط الدورة الدموية. فعندما يلامس البرد جلدكِ، تنقبض الأوعية الدموية ثم تتمدد لاحقًا، يتحسن جهازكِ الدوري وتزداد كفاءته بشكل عام.
- يُعزز عملية الأيض لحرق المزيد من السعرات الحرارية، وإدارة الوزن على المدى الطويل.
- يقوي المناعة. وهنا أظهرت بعض الدراسات أن الانتظام في الاستحمام البارد يزيد من عدد خلايا الدم البيضاء، التي هي خط الدفاع الأول في جسمكِ ضد العدوى والأمراض.
- يُخفف آلام العضلات (خاصة بعد التمرين)، إذ يقلل الماء البارد الالتهاب في العضلات، مما يساعد على التعافي بشكل أسرع بعد أي نشاط بدني شاق. علمًا أن هذه فائدة كبيرة للنساء النشيطات.
فوائد نفسية وعقلية قوية
- يحفز الماء البارد إطلاق النورأدرينالين (هرمون اليقظة) والإندورفين (هرمون السعادة). هذا الخليط قوي جدًا في تحسين المزاج، ومقاومة مشاعر القلق والاكتئاب، ويمنحكِ شعورًا بالنشاط والتفاؤل؛ والتالي يُعتبر "مضاد طبيعي للتوتر والاكتئاب".
- لا شيء يوقظكِ في الصباح مثل دفعة من الماء البارد؛ إذ يحفز هذا الشعور الجهاز العصبي، مما يزيد من سرعة التنفس ونبض القلب، ويمنحكِ تركيزًا حادًا طوال اليوم.
- يبّني المرونة العقلية، لأن تعويد نفسكِ على الخروج من منطقة الراحة وتحمل شيء غير مريح (وإن كان لفترة قصيرة) يبني قوة إرادة وقدرة على التكيف مع المواقف الصعبة في الحياة.
فوائد تتعلق بالطاقة والحيوية
- إذا كنتِ تشعرين بالإرهاق أو الخمول، فإن الاستحمام البارد هو بديل صحي لمشروبات الطاقة. إذ يمنحكِ دفعة فورية من الطاقة من دون أي آثار جانبية.
- يُنظم درجة حرارة الجسم ويعلمها التأقلم مع البرد، مما يجعلكِ أقل حساسية لدرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء.
فوائد جمالية للبشرة والشعر
- يغلق الماء البارد المسام سريعًا، مما يمنع دخول الأتربة والبكتيريا المسببة لحب الشباب والرؤوس السوداء. كما يساعد في تقليل الانتفاخ حول العينين، مما يعطي الوجه مظهرًا منتعشًا
- يحفز الماء البارد تدفق الدم إلى الجلد، مما يمنحه توردًا طبيعيًا ونضارة، ويحسن من توصيل العناصر الغذائية لخلايا البشرة.
- يغلق الماء البارد الطبقة الخارجية للشعر، مما يجعله أكثر انعكاسًا للضوء فيبدو أكثر لمعانًا. كما يُقلل من فقدان الرطوبة، مما يجعله أقل عرضة للتقصف والتكسر، ويحميه من الحرارة العالية للماء الساخن.
الجدير بالذكر، أنه يمكنكِ الاستفادة من الاستحمام البارد بالطريقة التدريجية: "انهي استحمامكِ المعتاد (بالماء الدافئ) بتحويل الماء إلى بارد تدريجيًا في الدقائق الأخيرة (30-90 ثانية). ابدئي بتعريض قدميكِ ويديكِ للماء البارد أولاً لتعويد الجسم. ركزي على مناطق مثل (الرقبة والظهر). لكن إذا كنتِ تعانين من مشاكل في القلب أو ضغط الدم، فاستشيري طبيبكِ أولًا قبل تجربة الاستحمام البارد.
الاستحمام بالماء الدافئ.. سحره خاص وفوائده كبيرة للمرأة

الاستحمام بالماء البارد والدافئ مفيدان لجمالك وصحتك
وتابع دكتور طلال، بينما ينشط الماء البارد، فإن للماء الدافئ سحره الخاص وفوائده الكبيرة التي تجعله الخيار الأمثل لصحة المرأة والعناية نفسها؛ وذلك على النحو التالي:
فوائد للاسترخاء وتخفيف التوتر
- هو أفضل حل طبيعي لتخفيف التوتر. إذ يساعد الماء الدافئ على استرخاء العضلات المتشنجة تمامًا مثل "جلسة المساج"، مما يخفف آلام الظهر والرقبة الناتجة عن العمل أو ممارسة الرياضة.
- يهدئ الدفء الجهاز العصبي، ويخفض مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، ويمنحكِ شعورًا عامًا بالسلام والهدوء. فهو يشبه علاجًا بالطاقة الإيجابية.
فوائد صحية وجسدية
- يساعد الماء الدافئ في تخفيف تقلصات الرحم المؤلمة المصاحبة للدورة الشهرية، ويرخي عضلات البطن والظهر، مما يمنحكِ راحة فورية.
- يرفع الاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم بساعة أو ساعتين درجة حرارة جسمكِ قليلًا، وعندما تبرد مرة أخرى، يرسل هذا إشارة قوية للجسم بأنه وقت النوم، مما يساعد على النوم بعمق وبجودة أعلى.
- يعمل البخار الصاعد من الماء الدافئ كموسع طبيعي للممرات الهوائية. فهو يساعد على إذابة المخاط وتخفيف ضغط الجيوب الأنفية، مما يجعله علاجًا مثاليًا عند الإصابة بالبرد أو الحساسية.
- يزيد الدفء من تدفق الدم إلى المفاصل، مما يخفف التيبس والألم، خصوصًا للنساء اللواتي يُعانين من آلام المفاصل.
فوائد نفسية وعاطفية
- يُعتبر وقت الاستحمام بالماء الدافئ لحظة خاصة لكِ وحدكِ للهروب من ضغوط اليوم والتركيز على ذاتكِ. فهو يشبه جلسة تأمل قصيرة.
- يحفز الشعور بالدفء والاسترخاء إفراز هرمون "السيروتونين" المسؤول عن الشعور بالسعادة والاستقرار العاطفي.
فوائد جمالية للبشرة
- يفتح الماء الدافئ المسام، مما يسمح بإزالة الأوساخ والزيون والبكتيريا العالقة بعمق. هذا يساعد في الحفاظ على بشرة نقية وأقل عرضة لحب الشباب.
- يساعد البخار على ترطيب البشرة من الخارج، مما يجعلها أكثر نعومة وليونة. لكن يجب ترطيبها بعد الاستحمام مباشرة لمنع الجفاف.
الاستحمام بالماء البارد أم الاستحمام بالماء الدافئ.. أيمهما أفضل لصحة المرأة؟
أكد دكتور طلال، أن الأفضل يعتمد على الهدف والوقت والحالة الصحية للمرأة. لذا، فكرِي في الأمر كالتالي: "استفيدي من كليهما حسب حاجتكِ". وعمومًا الاستحمام بالماء الدافئ هو الأفضل للراحة والعناية، أما الاستحمام بالماء البارد فهو الأفضل للنشاط والصحة. عمومًا لتحصلي على فوائدهما، جربي هذه الطريقة: "ابدئي بالماء الدافئ لمدة 3-5 دقائق لتنظيف الجسم وترخية العضلات. حولي الماء إلى البارد تدريجيًا في الدقائق الأخيرة (30-90 ثانية) لتنشيط الدورة الدموية وتحسين المزاج. هذه الطريقة تجمع بين تنظيف وترخية الجسم بالماء الدافئ، وانتعاش وتنشيط الجسم بالماء البارد.
وأخيرًا، لا يوجد خيار "أفضل" مطلق، بل هناك خيار "أفضل لحالتكِ في هذه اللحظة". لذا، استمعي إلى جسدكِ وجرّبي كلا الخيارين لتكتشفي ما يناسبكِ أكثر.