 
                  
                                 بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير: دايت الفراعنة سرّ رشاقة ملكات الحضارة الفرعونية
                                  
                          
                      بينما يترقب العالم بأسره خلال الساعات القادمة افتتاح المتحف المصري الكبير؛ تبرز حكايات أخرى من بين ثنايا البرديات التي يحويها، ليست عن إنجازات الحضارة الفرعونية، بل عن سرّ الجمال والرشاقة الذي حافظ على عرش ملكات مصر مثل "كليوباترا ونفرتيتي وحتشبسوت".
وفي الوقت الذي تنتقل فيه آثار الملكات إلى متحفهن الجديد، تأتي الفرصة لتنتقل إلينا حكمتهن الغذائية في ظل عصرنا الحالي. أنه ليس نظام غذائي عابر، بل هو إرث من الأناقة والعافية، يمزج بين بساطة الماضي واحتياجات الحاضر.
فما رأيكِ أن تتخيّلي معي عبر موقع "هي" أن جدران المتحف المصري الكبيرتتكلم؟. ماذا ستخبرنا عن الأسرار التي جعلت ملكات الفراعنة رمزًا للقوة والجمال الخالد؟. إنه ليس سرًا معقدًا أو مستحيلًا، بل "دايت الفراعنة" الذي يمكن لأي امرأة في عصرنا الرقمي أن تتبناه. لذا، استعدي لحوار ممتع مع جدران المتحف، يكشف لنا عن الأطعمة الكاملة غير المصنعة، حيث يصبح إرث الماضي وقودًا لجمالكِ ورشاقتكِ في الحاضر.
ما هي الحقيقة التاريخية لدايت الفراعنة؟

لا يوجد في البرديات أو النقوش الأثرية ما يُسمى رسميًا بـ "دايت الفراعنة" أو نظام غذائي فرعوني مُدوّن كنظام متكامل لفقدان الوزن كما نعرفه اليوم. هذا المصطلح هو مصطلح تسويقي حديث يُطلق على نمط غذائي مُستوحى مما كشفت عنه الدراسات الأثرية عن عادات الأكل في زمن الفراعنة. علاوة على ذلك، فإن نجاحه يعود إلى كونه قريبًا من النظام الغذائي للبحر المتوسط المعترف به عالميًا لفوائده الصحية، حيث يعتمد على الأطعمة الكاملة والنباتية ويقلل من الأطعمة المصنعة.
ما هو النظام الغذائي المستمدمن البرديات والآثار،والتي يمكن اعتباره الأساس العلمي لما يُسوّق اليوم تحت هذا الاسم؟
اعتمد النظام الغذائي لمصر القديمة بشكل أساسي على الأطعمة المتاحة من نهر النيل والأرض المحيطة به. وكان يتميز بالبساطة والاعتماد على المواد الطبيعية؛ وذلك على النحو التالي:
المصادر الأثرية "البرديات والنقوش"
- توضح برديات الزراعة والضرائبمثل "برديات سجل المحاصيل" أنواع الحبوب والخضروات التي كانت تزرع.
- صورت نقوش المقابر، خصوصًا مقابر النبلاء في الأقصر (طيبة)، مثل مقابر "نخت" و"رخمي رع" بشكل مفصل الحياة اليومية، والتي تشمل "صيد الأسماك و الطيور، حصاد القمح، وذبح الماشية".
- وضحت القرابين الجنائزية على الجدران الأطعمة التي كانت توضع مع المتوفى مثل "الخبز، البيرة ( الجعة)، اللحوم والفواكه" ليستخدمها في العالم الآخر، مما يعطينا فكرة عن أهم الأطعمة في حياتهم، وذلك بخلاف بقايا الطعامالتي عُثر عليها في الأواني والمقابر.
ما هي المكونات الأساسية للنظام الغذائي الفرعوني؟

- كان القمح القديم (إمر) بمثابة العمود الفقري الذي يصنعون منهالخبز بأنواع عديدة "بعضها كان خشنًا" بسبب وجود رمال من الطحن. كذلك البيرة (الجعة) كانت مشروبًا يوميًا أساسيًا للكبار والصغار بسبب قيمتها الغذائية العالية.
- كانا البصل والثومأساسيان في النظام الغذائي وكانا يقدمان كقرابين.
- يُعد كل من "الفول والعدس والحمص" مصادر بروتين رخيصة ومتاحة للعامة.
- كان يُعتقد أن " الخس، اللفت، والفجل" يزيدون من الخصوبة.
- كان "الرمان، البطيخ، العنب، التمر، والجميز ( الذي يُسمى خطأ تين فرعوني)" أكثر فواكه التحلية شيوعًا
- كانت الأسماك من نهر النيل "متاحة للجميع تقريبًا. أما الدواجن "الإوز، البط، والحمام" واللحوم "البقر، الضأن، والماعز) كانت تستهلك في الغالب في الأعياد والمناسبات أو لدى الأغنياء والنبلاء.
- كان العسل المُحلي الأساسي والنادر والغالي، يستخدمه الأغنياء وفي الطبخ الديني. أما عصير العنب "دبس العنب" فكان بديلًا عن العسل والأكثر شيوعًا.
- كانت الدهون معروفة "زيت الخروع، زيت السمسم، وزيت الخروع" واستخدمت للطهي، الإضاءة والعناية بالبشرة.
الجدير بالذكر، أن القدماء المصريين لم يكن معروف لديهم"الذرة، الأرز"، ولا اختراع تكرير السكر؛ أما طحن الحبوب فكان بدائيًا مما يحفظ القيمة الغذائية، وليس "الدقيق الأبيض المكرر"، كذلك لا للأطعمة المصنعة أو المواد الحافظة.
كيف يُطبق "دايت الفراعنة" في العصر الرقمي؟
بناءً على الحقائق أعلاه، فإن النظام الغذائي المُستوحى من عادات الفراعنة يركز على:
- الأطعمة الكاملة غير المصنعة "تجنب أي شيء يأتي في عبوات تحتوي على مكونات صناعية".
- مصادر الكربوهيدرات المعقدة مثل "الخبز المصنوع من حبوب القمح الكامل بدلًا من الأبيض)".
- البقوليات "الفول والعدس" كبدائل رئيسية للبروتين.
- الخضروات أساس الوجبة وخصوصًا "البصل والثوم والخس".
- الفواكه باعتدالكتحلية طبيعية.
- البروتين الحيواني مكملاً وليس أساسًا، مع التقليل من كمية اللحوم الحمراء وزيادة الأسماك والدواجن.
- المحليات الطبيعيةمثل "العسل الطبيعي" وبكميات قليلة.
- شرب كميات كبيرة من الماء بدلًا من المشروبات الغازية والعصائر المُصنعة.

وأخيرًا، جمال ملكات الحضارة الفرعونية لم يكن مجرد صدفة؛ بل اعتمد على خيارات غذائية واعية يمكنكِ أن تتبنيها في عصرنا الرقمني اليوم. ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، لن تكوني مجرد زائرة تتأمل التاريخ، بل يمكنكِ أن تحملي معكِ إرثًا من الحكمة والجمال يخصكِ أنتِ وحدكِ.
 
             
               
 
           
               
 
           
               
 
           
              