ميكروبيوم الأمعاء.. اكتشفي سرّ رشاقتكِ وجمالكِ من أعماقكِ

ميكروبيوم الأمعاء.. اكتشفي سرّ رشاقتكِ وجمالكِ من الأعماق

رحاب عباس المواردي

هل تعلّمين أن رشاقة قوامكِ، بريق بشرتكِ، وإشراقة وجهكِ قد تبدأ من مكان لا تتوقعينه يعيش في أعماق أمعائكِ؟. إنه"ميكروبيوم الأمعاء" ذلك المكان السحري الغني بالبكتيريا النافعة، والذي يحمل مفاتيح جمالكِ من الداخل إلى الخارج "تريليونات من الكائنات الدقيقة تعمل لصالحكِ، تحارب الالتهابات، تنقي بشرتكِ، وتنظم وزنكِ، كل ذلك من خلال خياراتكِ الغذائية اليومية.

وبما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن 70 % من صحة بشرتكِ وجمالكِ تبدأ من أمعائكِ؛ فإن استيعابكِ فكرة كيفية إطعام هذا العالم الداخلي، سيجعلكِ تفتحين أبواب الجمال الحقيقي مدى الحياة.

فإذا كنتِ مستعدة لاكتشاف الطريق السحري الذي يربط بين صحة أمعائكِ وجمالكِ الخارجي، وترغبين في معرفة كيف يمكن لخياراتكِ الغذائية البسيطة أن تكون أفضل منشطات جمال طبيعية.

تابّعي قراءة هذا المقال عبر موقع"هي" لتتعلمي كيف تحولين كل لقمة تتناولينها إلى فرصة لتعزيزرشاقتكِوجمالكِ من خلال ميكروبيوم الأمعاء؛ بناءً على توصيات استشاري الجهاز الهضمي الدكتور علي رضا من القاهرة.

ما هو ميكروبيوم الأمعاء؟

الزبادي أحد الأطعمة الصحية للعناية بميكرويوم الأمعاء بشكل طبيعي لتعزيز رشاقة وجمال المرأة
الزبادي أحد الأطعمة الصحية للعناية بميكرويوم الأمعاء بشكل طبيعي لتعزيز رشاقة وجمال المرأة

ووفقًا للدكتور علي، الميكروبيوم المعوي هو المكان المتنوع من الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، والأوليات) التي تعيش في الجهاز الهضمي للإنسان، وخاصة في الأمعاء الغليظة. فضلًا عن ذلك، يتكون من "تريليونات من الميكروبات (حوالي 100 تريليون ميكروب)، آلاف الأنواع المختلفة من البكتيريا، وزن يصل إلى 2 كجم في الشخص البالغ، وتنوع فريد لكل فرد مثل (البصمة)".

ما هي وظائفه الرئيسية؟

وتابع دكتورعلي، فهم عالم الميكروبيوم سيساعدنا على تطوير استراتيجيات جديدة للصحة والجمال تعتمد على تحسين صحة خلايانا الداخلية، وتحقيق الوظائف الرئيسية التالية:

  • إنتاج فيتامينات "B12، K".
  • استخلاص الطاقة من الطعام.
  • تطوير وتنظيم الجهاز المناعي.
  • إنتاج مواد مضادة للالتهابات.
  • حماية ضد الميكروبات الضارة.
  • التقليل من البكتيريا الضارة.
  • الحفاظ على سلامة جدار الأمعاء.
  • تحطيم الألياف المعقدة التي لا تهضمها إنزيماتنا.
  • إنتاج مركبات نشطة "أحماض دهنية قصيرة السلسلة مثل (البوتيرات)، النواقل العصبية (السيروتونين، الدوبامين)، ومركبات مضادة للالتهابات".

ما هي العوامل المؤثرة على الميكروبيوم المعوي؟

وأضاف دكتور علي، هناك بعض العوامل المؤثرة على وظائف الميكروبيوم، أبرزها:

  • النظام الغذائي "الأكثر تأثيرًا".
  • طريقة الولادة .
  • الرضاعة الطبيعية
  • استخدام المضادات الحيوية
  • الإجهاد والنوم
  • ممارسة الرياضة

ما هي علاقته بالصحة العامة؟

اللوز أحد الأطعمة الصحية الغنية بالبريبايوتيك لتغذية البكتيريا النافعة
اللوز أحد الأطعمة الصحية الغنية بالبريبايوتيك لتغذية البكتيريا النافعة

من ناحية أخرى، أوضح دكتورعلي، أن التأثيرات السلبية والإيجابية لميكروبيوم الأمعاء تظهر على التالي:

  • صحة الجلد.
  • صحة الجهاز الهضمي.
  • المناعة والحساسيات
  • التمثيل الغذائي والوزن.
  • الصحة النفسية.

ماذا عن علاقة الأمعاء بالبشرة والجسم لتعزيز جمال المرأة ورشاقتها؟

أكد دكتور علي، أن العلاقة بينصحة الأمعاء وصحة البشرة والجسم تشكل نهجًا متكاملًا واعدًافي عالم الجمال والرشاقة، ويمكن تلخيص هذه العلاقة فيما يلي:

  • توجد قناة اتصال ثنائية الاتجاه بين الجهاز الهضمي والجلد.
  • تؤثر بكتيريا الأمعاء على الالتهابات الجلدية وحاجز الجلد الواقي.
  • يزيد اختلال الميكروبيوم المعوي من حدّة حالات مثل "حب الشباب والأكزيما".
  • تُقلل الأمعاء المتوازنة من الالتهابات الجهازية المسببة لحب الشباب، الإكزيما، والشيخوخة المبكرة
  • تُعزز الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة الناتجة عن تخمر الألياف في الأمعاءحاجز الجلد وتقلل الاحمرار والتهيج .
  • تلعب البكتيريا النافعة دورًا في تنظيم حرق الدهون، وتساعد في التحكم بالوزن .
  • تؤثر بكتيريا الأمعاء على إنتاج النواقل العصبية مثل "السيروتونين"، مما يحسن المزاج، ويُقلل الإرهاق، وهو ما ينعكس على إشراقة وجهكِ وحيويتكِ.

ما هي الرؤية المستقبلية لتعزيز جمال المرأة ورشاقتها من خلال توازن الميكروبيوم المعوي؟

أشار دكتور علي، إلى أن توازن الميكروبيوم المعوي يعد ثورة في مفهوم الجمال؛ إذ يصبح جمال البشرة ورشاقة الجسم انعكاسًا مباشرًا للصحة الداخلية من خلال الرؤية المستقبلية التالية:

بروبيوتيك مخصص للبشرة ويشمل

  • سلالات بكتيرية محددة لتحسين ترطيب البشرة وتقليل الالتهابات
  • مكملات بروبيوتيك مصممة حسب نوع البشرة والحالات الجلدية

بريبيوتيك موجهة ويشمل

  • ألياف غذائية تدعم نمو البكتيريا المفيدة للبشرة.
  • أغذية وظيفية تدعم محور الأمعاء والبشرة.

تشخيص الميكروبيوم الشخصي ويشمل

  • تحليل ميكروبيوم الأمعاء لتقديم توصيات جمالية وشخصية
  • مؤشرات حيوية معوية للتنبؤ باستجابة البشرة للمنتجات

منتجات العناية بالبشرة المعززة للميكروبيوم

  • مستحضرات تجميل تدعم توازن ميكروبيوم الجلد والأمعاء معًا.
  • مكونات نشطة تتواصل مع محور الأمعاء والبشرة.

ما هي أفضل أطعمة صحية للعناية بميكروبيوم الأمعاء؟

أكد دكتور علي، أنالنظام الغذائي الصحي والمتنوع يُعد أفضل طريقة لدعم البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تنعكس آثارها الإيجابية على نضارة البشرة وحيويتها، وتساعد في الحفاظ على وزن صحي ، وأبرزها:

أطعمة غنية بالبروبيوتيك (البكتيريا النافعة)

  • مخمرات الألبان مثل "الزبادي، الفطر الهندي، وبعض الأجبان مثل "الجبن السويسري".
  • الأطعمة النباتية المخمرة، وخصوصًا "مخلل الملفوف، الكومبوتشا". وهناتأكدي أن المخللات مخمرة طبيعيًا باستخدام الماء والملح فقط وليس الخل.
  • مصادر أخرى مثل خل التفاح (غيرالمبستر)، الثوم.

أطعمة غنية بالبريبايوتيك (غذاء البكتيريا النافعة)

بما أن البريبايوتيك هي أنواع من الألياف التي لا تهضم، بل تتغذى عليها البكتيريا النافعة في أمعائكِ مما يساعدها على النمو والازدهار؛ لذا يمكنكِ الحصول عليها من المصادر التالية:

  • الخضروات والفواكه مثل "الهليون، الموز (خاصة الأخضر لما يحتويه من نشا مقاوم)، البصل، الثوم، الطماطم، الأفوكادو، البطيخ، الكرنب، السلق السويسري، السبانخ، اللفت، الجزر، البطاطا الحلوة ".
  • البقوليات والحبوب الكاملة مثل "الشوفان، العدس، الحبوب الكاملة".
  • المكسرات والبذورمثل" اللوز، بذور اليقطين ".

على الهامش.. نصائح لدمج هذه الأطعمة في روتين جمالكِ ورشاقتكِ

تناولي الشكولاتة الداكنة قبل الوجبات لتعزيز نمو البكتيريا النافعة للعناية بميكروبيوم الأمعاء بشكل طبيعي وصحي
تناولي الشكولاتة الداكنة قبل الوجبات لتعزيز نمو البكتيريا النافعة للعناية بميكروبيوم الأمعاء بشكل طبيعي وصحي
  • ادمجي البروبيوتيك والبريبايوتيك مثل تناول موزة مع زبادي، أو شوكولاتة داكنة قبل الوجبات لتعزيز نمو البكتيريا النافعة.
  • قلّلي من الأطعمة المعالجة، والسكريات المضافة، واللحوم الحمراء لأنها تضعف البكتيريا النافعة وتسبب الالتهابات .
  • تأكدي أنه كلما تنوعت الأطعمة النباتية في نظامكِ، زاد تنوع الميكروبيوم المعوي، مما يعزز صحتكِ بشكل عام .
  • اشربي كميات كافية من الماء ومارسي الرياضة بانتظام، فهذا يعزز صحة الأمعاء والجسم بأكمله .

وأخيرًا، ابدئي بتقديم الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك بشكل تدريجي لتجنب أي انزعاج في الجهاز الهضمي مثل "النفخة". وتذكّري دومًا أنه لا يمكن لأي نظام غذائي بمفرده علاج جميع مشاكل البشرة والجسم، لكنه جزء أساسي من منظومة العناية الشاملة التي تشمل أيضًا إدارة الإجهاد والنوم الكافي.