
لتجنب الفتق ومضاعفاته المحتملة: اعتمدي نمط حياةٍ صحي وتجنَبي زيادة الوزن
لطالما سمعتُ عن إصابة الرجال بالفتق، وهو ما جعلني أفكرُ: هل هذه المشكلة حصرية فقط بجنس الذكور، أم للنساء حصةٌ منه أيضًا؟
عند البحث على المواقع الطبية المختصة على الإنترنت، وبعد سؤال الذكاء الاصطناعي (بما إنه بات جزءًا من حياتنا أيضًا)؛ يتضح لنا أن المرأة مُعرَضةٌ كذلك الأمر لمشكلة الفتق، وإن لم يكن بنفس القدر الذي يحيط بالرجل. وهناك أنواعٌ معينة من الفتق قد تصيب النساء تحديدًا بدلًا من الرجال؛ لذا من الضروري معرفة المزيد من المعلومات عن أنواع الفتق، أسبابها وأعراضها ومضاعفاتها (في حال وُجدت) بالإضافة بالطبع إلى طرق العلاج والوقاية.
لهذا توجهنا بالحديث إلى الدكتور نواف محمود داغر، استشاري الجراحة العامة والجراحة الناظورية وجراحة السمنة في المستشفى الدولي الحديث دبي https://www.imh.ae/الذي وافانا مشكورًا، ومن خلال خبرته الواسعة في مجال الجراحة الناظورية، بمعلوماتٍ قيَمة ومفيدة حول الفتق، نستعرضها لكِ عزيزتي في مقالة اليوم.
ما هو الفتق؟

الفتق هو عبارةٌ عن بروزٍ أو خروج جزءٍ من أحد الأعضاء الداخلية، مثل الأمعاء أو الدهون، عبر نقطة ضعفٍ في الجدار العضلي أو النسيج الضام المحيط بها. ويحدث هذا الأمر غالبًا في منطقة البطن أو أعلى الفخذ، نتيجة وجود ضعفٍ في الجدار، مع زيادة الضغط الداخلي لأسبابٍ متعددة.
هل هناك أنواعٌ مختلفة للفتق، وما هي؟
بالتأكيد؛ هناك أنواعٌ متعددة من الفتق ينبغي التعرف عليها، لزيادة الوعي حول سُبل الوقاية التي تحمينا منها.
وهذه الأنواع هي على الشكل التالي:
1. الفتق الإربي: النوع الأكثر شيوعًا؛ يحصل عندما يندفع جزءٌ من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية عبر منطقةٍ ضعيفة في جدار البطن السفلي، وغالبًا ما تكون في منطقة الفخذ أو كيس الصفن عند الرجال.
2. الفتق السري: إسمه يدلَ عليه، فهو يظهر حول السرة. ويحدث عندما يبرز جزءٌ من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية عبر جدار البطن بالقرب من السرة.
3. الفتق الفخذي: يشبه الفتق الإربي، ولكنه يحدث أسفل الرباط الإربي مباشرةً، وغالبًا ما يصيب النساء أكثر من الرجال.
4. الفتق الجراحي: يحدث في موقع شقٍ جراحي سابق في البطن، نتيجة الخضوع لعمليات مختلفة في تلك المنطقة.
5. الفتق الحجاب الحاجز: يحصل عندما يندفع جزءٌ من المعدة عبر فتحةٍ في الحجاب الحاجز (وهي العضلة التي تفصل بين البطن والصدر).
6. الفتق الرياضي: أو فتق الرياضيين، ليس فتقًا حقيقيًا ولكنه يُسبَب ألمًا مزمنًا في المنطقة الأربية بسبب حصول تمددٍ أو ضعفٍ في الأنسجة.
بالإضافة إلى الفتق الشرسوفي (Epigastric Hernia) والذي يحدث في منتصف البطن وفوق السرة؛ والفتق البوقي (Spigelian Hernia) ويحدث على جانب البطن، أسفل السرة.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الفتق؟
بدايةً لا بدَ من التأكيد على مسألةٍ هامة جدًا: الفتق لا يحدث من فراغ، بل ثمة عوامل تساهم في ظهوره أو تفاقمه، منها:
• السُمنة وزيادة الوزن: إذ أن الوزن الزائد يضغط باستمرار على عضلات البطن، ما يُسبَب الفتق.
• رفع الأوزان الثقيلة: خاصةً لدى الرياضيين، حتى المتمرسين منهم، ودون اتباع تقنياتٍ صحيحة في الحمل والرفع.
• الحمل المتكرر: المرأة التي تُنجب أكثر من مرة، قد تكون عرضةً – أكثر من غيرها – للإصابة بالفتق؛ نتيجة ضعف عضلات البطن، خصوصًا مع كبر حجم البطن.
• السعال المزمن: كما يحدث لدى المدخنين أو مرضى الربو.
• الإمساك المزمن: الذي قد يُسبَب إجهادًا متكررًا لعضلات البطن، وبالتالي احتمالية الإصابة بالفتق.
• وجود عيوب خلقية في الجدار العضلي، تُمهَد للإصابة بالفتق في مرحلةٍ ما.
• العمليات الجراحية السابقة التي قد تترك نقاط ضعف في عضلات البطن.

بعض المشكلات الصحية، قد يتم علاجها بالأدوية والعقاقير، وربما حتى بالعلاج الطبيعي والراحة؛ إلا الفتق، يُخيَل لنا أليس كذلك؟ فهو بحاجةٍ إلى جراحة.. الرجاء تصويب هذه المعلومة.
ليس تمامًا؛ العملية غير ضرورية دومًا
لعلاج الفتق، وقرار التدخل الجراحي يعتمد على حجم الفتق والأعراض وخطر المضاعفات. في معظم الحالات، يظل العلاج الجراحي هو الحل النهائي، خاصةً مع ازدياد حجم الفتق أو ظهور أعراضٍ مزعجة. والمراقبة قد تكون كافيةً مؤقتًا في الحالات الصغيرة وغير المؤلمة.
كيف تؤثر زيادة الوزن والسُمنة على الفتق؟
الوزن الزائد لا يُساهم فقط في حدوث الفتق، بل يؤثر أيضًا على نتائج الجراحة وفرص تكرار الإصابة بالفتق بعد مدة. لذا ننصح دومًا مرضانا، بضرورة السيطرة على الوزن قبل وبعد العملية، لتقليل المضاعفات وضمان التئامٍ جيد للأنسجة.
متى يجب التوجه إلى الطوارئ فورًا؟
هناك بعض المؤشرات التي تستدعي الذهاب فورًا إلى قسم الطوارئ، هي:
1. ظهور ألمٍ شديد ومفاجئ في مكان الفتق.
2. تغيَر لون الجلد إلى الأحمر أو الأزرق الداكن.
3. غثيان وقيء مستمر.
4. عدم القدرة على دفع الفتق إلى الداخل.
5. توقف إخراج الغازات أو البراز.
هل هناك مضاعفات محتملة للفتق، وما هي؟
بالطبع؛ يمكن للفتق المُهمل وغير المُعالج أن يتسبب بالمضاعفات التالية:
• الاختناق: انقطاع التروية الدموية عن الأمعاء.
• الانسداد المعوي.
• الألم المزمن.
• تكرار الفتق بعد الجراحة.
في خضم التكنولوجيا الحديثة وتقدم الطب؛ هل لكَ أن تُطلعنا على أحدث طرق علاج الفتق؟
يمكن تلخيص علاجات الفتق، المتوفرة والحديثة، على النحو الآتي:
1. الجراحة المفتوحة: وفيها يتم وضع شبكة لدعم الجدار العضلي.
2. الجراحة الناظورية: تتم باستخدام أدواتٍ دقيقة ومن خلال ثقوبٍ صغيرة.
3. الجراحة الروبوتية: تقدم دقةً فائقة، مع تقليل نسب المضاعفات.
هل يمكن لنا الوقاية من الفتق، وكيف؟

لحسن الحظ، أن الفتق من المشكلات الصحية التي يمكننا دومًا الوقاية منها وتجنّبها؛ وذلك باتباع بعض الخطوات والتدابير الحياتية مثل:
• المحافظة على وزنٍ مثالي.
• تجنَب رفع الأحمال الثقيلة بطريقة خاطئة.
• معالجة السعال المزمن والإمساك.
• تقوية عضلات البطن بتمارين مدروسة.
• الإقلاع عن التدخين.
• اتباع نظامٍ غذائي غني بالألياف، للحدَ من الإمساك المزمن.
في الختام؛ يُشدَد الدكتور داغر على أهمية عدم تجاهل أي انتفاخٍ غير طبيعي في الجسم، حتى لو لم يُصاحبه ألم. فيما يُساهم الفحص المبكر لدى طبيب الجراحة المتخصص، في تحديد الوقت المناسب للتدخل ويُقلَل فرص حدوث مضاعفاتٍ خطيرة.
كما يؤكد أن الحفاظ على نمط حياةٍ صحي، من ضبط الوزن إلى ممارسة الرياضة بانتظام، يُشكَل حجر الأساس للوقاية من الفتق وغيره من المشاكل الصحية. لذا لا تترددي عزيزتي في اتباع هذه النصائح، لتنعمي ومن تحبين بحياةٍ صحية ملؤها الرفاه.