خطوات بسيطة لدعم صحة القلب أثناء الاحتفالات وتجنب الإجهاد والزحام
تزداد الفعاليات العامة من احتفالات ومعارض ومهرجانات في مواسم معينة، ويزداد معها الإقبال والازدحام، مما قد يسبب إرهاقًا بدنيًا ونفسيًا لكثير من الناس، وخصوصًا لمن يهتمون بصحة القلب أو لديهم تاريخ مع الإجهاد. ورغم أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تُعد أمرًا ممتعًا ومفيدًا، إذ تمنحنا فرصة للتواصل والترفيه وتغيير الروتين، فإن الحفاظ على صحة القلب خلالها يحتاج إلى بعض التفكير المسبق، والالتزام ببعض الخطوات البسيطة التي تضمن الاستمتاع دون تعرّض الجسم للضغط.
وفي هذا السياق، يوضح دكتور سامح القشلان، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، في تصريحات خاصة لـ«هي»، أهم الوسائل اليومية التي تساعد على حماية القلب أثناء التواجد في الزحام أو عند بذل مجهود، مع التركيز على أهمية الراحة، والتنفس الهادئ، والتغذية المناسبة، واتخاذ قرارات بسيطة تضمن السلامة والراحة. ويؤكد أن هذه التفاصيل تعتمد فقط على الالتزام بعادات يومية بسيطة دون الحاجة لاستخدام أدوات أو أدوية، بما يسمح لأي شخص بالاستمتاع بالفعاليات بأقل قدر من التعب وأكثر قدر من الأمان.
التخطيط المسبق قبل الوصول إلى الفعالية

يبدأ الحفاظ على صحة القلب قبل الخروج من المنزل والقيام بأي نشاط. فاختيار الوقت المناسب للخروج، مثل الساعات الأقل ازدحامًا، يقلل من فرص التعرّض للتوتر والتدافع. كما أن الاطلاع على مخطط المكان ومعرفة أماكن الجلوس أو نقاط الإسعاف يمنح شعورًا أكبر بالأمان ويُسهم في تقليل القلق.
وفي هذا الإطار، أوضح دكتور سامح أن تحديد مدة النشاط مسبقًا أمر ضروري حتى لا يتعرّض الجسم لإجهاد مفاجئ، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات البسيطة تمنح الشخص قدرة أكبر على السيطرة على يومه وتخفف الضغط عن القلب.
التحرك بذكاء وتجنب المجهود المفاجئ
وخلال المناسبات والاحتفالات، قد يضطر البعض إلى المشي لمسافات أطول أو الوقوف لفترات طويلة، لذلك يُفضل التحرك ببطء وثبات دون استعجال، مع إعطاء الجسم فرصة للتأقلم مع الجهد. كما يُنصح باختيار طرق أقل ازدحامًا أو الابتعاد عن مناطق التدافع لتجنب الشعور بالاختناق أو التوتر.
وفي هذا السياق، أوصى استشاري أمراض القلب بضرورة الإصغاء لإشارات الجسم، مؤكدًا أن الانتباه لهذه الإشارات يُعد من أهم أسرار حماية القلب أثناء الفعاليات. وأضاف أنه في بعض المناسبات ومع المجهود الطويل قد يحتاج الجسم إلى قسط من الراحة، لذا يصبح الجلوس لبضع دقائق خيارًا ضروريًا بدلًا من مواصلة المشي وبذل مجهود رغم التعب.
اختيار أماكن أقل ازدحامًا للحفاظ على الهدوء
ولا يقل اختيار المكان أهمية عن الحركة نفسها، إذ إن الزحام الشديد قد يسبب تسارع ضربات القلب نتيجة التوتر أو صعوبة الحركة. لذلك من المفيد اختيار أماكن مفتوحة أو ذات تهوية جيدة، والابتعاد قدر الإمكان عن المناطق المزدحمة. كما يمكن تغيير مكان الجلوس أو الوقوف فور الشعور بالانزعاج، فمثل هذه الخطوات البسيطة تُخفف الضغط على القلب وتمنح الشخص سيطرة أكبر على محيطه.
دور الراحة والتنفس الهادئ في حماية القلب
تلعب الراحة دورًا أساسيًا في الحفاظ على سلامة القلب، ومن المهم التوقف بين الحين والآخر للجلوس في مكان هادئ يسمح للجسم باستعادة طاقته. ويمكن الاستفادة من دقائق قصيرة لممارسة التنفس العميق، حيث يؤكد دكتور سامح أن الهواء النقي البارد يساعد على تخفيف التوتر وتهدئة نبضات القلب.
وأضاف أن هذه الخطوة لا تحتاج إلى مجهود كبير أو وقت طويل، إذ يكفي أن يجلس الشخص بشكل مريح، ويأخذ نفسًا عميقًا ببطء ثم يخرجه بهدوء. وتكرار هذا الأسلوب عدة مرات يساعد الجسم على استعادة توازنه والاستعداد لمتابعة الفعالية دون إجهاد.
التغذية والسوائل ودورها في دعم القلب

ويحتاج القلب إلى طاقة سليمة ليعمل بشكل جيد، وهو ما يتحقق من خلال التغذية المناسبة. لذلك يُفضل تناول وجبة خفيفة قبل الخروج تحتوي على عناصر تمنح الجسم نشاطًا مستمرًا دون ثقل، مع تجنب الأطعمة الدسمة أو كثيرة الملح التي قد تزيد من الإجهاد.
وإلى جانب ذلك، يُعد شرب الماء بانتظام أمرًا ضروريًا على مدار اليوم، لأن الجفاف يرفع من سرعة نبض القلب ويضع عليه حملًا إضافيًا. وأوصى الأطباء بضرورة تناول ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الجسم من الداخل.
الاستماع للجسم والتصرف عند الشعور بالإرهاق
يبقى الاستماع للجسم العامل الأهم، فكل جسد يرسل إشارات واضحة عند الحاجة إلى الراحة، مثل الدوخة أو ضيق النفس أو الشعور بالتعب العام. وعند ظهور أي من هذه العلامات، يجب التوقف فورًا والجلوس في مكان آمن، لأن تجاهلها قد يزيد الضغط على القلب ويحوّل المتعة إلى خطر.
وفي ختام حديثه، وجّه دكتور سامح نصيحته لمرضى القلب، مؤكدًا ضرورة وجود شخص من الأهل أو الأصدقاء المقربين برفقتهم، وفي حال عدم توافر ذلك، يجب طلب المساعدة من أحد أفراد الأمن أو التوجه إلى نقطة إسعاف إذا استمر الشعور بالإرهاق.
خلاصة القول
إن حماية القلب أثناء المناسبات أو المشاركة في الفعاليات ليست مهمة صعبة، بل تعتمد على مجموعة من الخطوات البسيطة القائمة على الوعي والاستماع للجسم. فالتخطيط الجيد، والتحرك الهادئ، والراحة، والتنفس العميق، والتغذية السليمة، كلها عناصر تضمن يومًا ممتعًا دون توتر. وعندما نهتم بصحتنا، نستطيع الاستمتاع بالفعاليات والعودة منها بذكريات جميلة دون إرهاق أو ضغط.