أسبابٌ تجعل من الصعب عليكِ خسارة الدهون الحشوية بسهولة

أسبابٌ تجعل من الصعب عليكِ.. خسارة الدهون الحشوية بسهولة

جمانة الصباغ

عندما نتحدث عن الجسم الجميل والرشيق، الجسم الممشوق والخالي من أية عيوب يمكن أن تُفسد جماله، فإن أول ما يخطر على بالنا: الدهون، وتحديدًا دهون البطن التي يؤكد الخبراء أنها الأصعب في التقليل والتخلص منها.

ما يطرح السؤال التالي: لماذا يصعب على النساء جميعًا، باستثناءات قليلة، التخلص من دهون البطن المزعجة التي يُطلق عليها "الدهون الحشوية"؟ ما هي طبيعة هذه الدهون، وما الأسباب التي تقف وراء صعوبة خسارتها كما نريد؟

قبل الخوض في هذه الأسباب، والتطرق لسُبل العلاج؛ لا بد من التعرف أكثر على ماهية الدهون الحشوية وخطورتها على الصحة، كي تدركي عزيزتي أن تخلصكِ من هذه الدهون لن يكون بدافع الجمال والتجميل الخارجي فقط، وإنما أيضًا لحماية نفسكِ من أي تداعيات صحية متفاوتة تنجم عن تراكم هذه الدهون في البطن.

ما هي الدهون الحشوية؟

التوتر والقلق عوامل تزيد من صعوبة التخلص من الدهون الحشوية في البطن
التوتر والقلق عوامل تزيد من صعوبة التخلص من الدهون الحشوية في البطن

يشير الخبراء إلى أن الدهون الحشوية هي نوعٌ معين من الدهون المُخزنة في أعماق البطن، وهي ضروريةٌ لحماية وعزل الأعضاء الحيوية. لكن زيادتها عن الحد الطبيعي، يمكن أن يجعل من أهميتها مصدر خطرٍ على صحتكِ؛ كونها قد تزيد من خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل السكري وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع مرض السرطان.

وبحسب موقع "مايو كلينك"، تُعدَ زيادة محيط الخصر أحيانًا من النتائج الملازمة للتقدم في العمر؛ وربما ينطبق ذلك بالأخص في أوساط السيدات، إذ غالبًا ما تنتقل دهون الجسم إلى منطقة البطن بعد انقطاع الطمث. كما يزداد احتمال تعرَض الأشخاص الذين يتناولون عن طريق الطعام والشراب سعراتٍ حرارية أكثر مما يحرقونه كل يوم، لاكتساب وزنٍ زائد، بما في ذلك دهون البطن.

من العوامل المؤثرة أيضًا وراء تشَكل وظهور الدهون الحشوية، التقدم في السن. فالكتلة العضلية تتناقص مع التقدم بالعمر؛ وتتفاقم المشكلة لدى الأشخاص الذين لا يمارسون النشاط البدني. ويؤدي نقص الكتلة العضلية إلى إبطاء استهلاك الجسم للسعرات الحرارية، ما يجعل من الصعب الحفاظ على وزن صحي أمرًا. كما تلاحظ الكثير من النساء زيادةً في دهون البطن مع تقدمهنَبالسن حتى وإن لم يزِد وزنهنّ؛ ويرجع ذلك على الأرجح إلى انخفاض مستوى الإستروجين، نظرًا لاحتمال تأثير الإستروجين على مخازن الدهون في الجسم. وتُسهم الجينات أيضًا في احتمالات زيادة وزن الشخص أو إصابته بالسمنة، كما تساهم في تحديد مخازن الدهون في الجسم.

ما خطورة الدهون الحشوية؟

تكمن مشكلة دهون البطن في أنها لا تقتصر على الطبقة المُبطِّنة للجلد من الداخل، وهو النوع المسمى بدهون ما تحت الجلد؛ بل تشمل دهون البطن أيضًا الدهون الحشوية، وهي نوع من الدهون يستقر عميقًا داخل البطن ويحيط بأعضاء الجسم الداخلية لحمايتها.

وبغضّ النظر عن وزن الشخص الإجمالي، فإن وجود كميةٍ كبيرة من دهون البطن يُزيد احتمال حدوث الأمراض التالية كما أوردها موقع "مايو كلينك":

انخفاض جودة النوم قد يدفع بكِ لتناول الوجبات الخفيفة التي تؤدي إلى تراكم الدهون الحشوية
انخفاض جودة النوم قد يدفع بكِ لتناول الوجبات الخفيفة التي تؤدي إلى تراكم الدهون الحشوية
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الدهون في الدم إلى مستوى غير صحي.
  • انقطاع النفس النومي.
  • أمراض القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم والسكري.
  • الإصابة بأنواعٍ معينة من السرطان.
  • السكتة الدماغية.
  • مرض الكبد الدهني.
  • الوفاة المبكرة لأي سبب.

ما هي الأسباب التي تجعل من الصعب خسارة الدهون الحشوية في البطن؟

بعد أن تعرفنا سويًا على طبيعة وخطورة الدهون الحشوية، لا شك في أنكِ تطرحين السؤال ذاته الذي يخطر على بالنا الآن: ما الأسباب التي تجعل من الصعب عليَ خسارة هذه الدهون؟

وتأتي الإجابة من موقع "روسيا اليوم" نقلًا عن أحد الممارسين العامين الذي تحدث مع موقع "كسبريس" الذي يُعدَد تلك الأسباب بالآتي:

  1. انخفاض جودة النوم

وفقًاللدكتور سمير سانغفي، رئيس التكنولوجيا السريرية في LloydsPharmacy Online Doctor؛ فإن "الحرمان من النوم له عواقب عديدة. أحد هذه العوامل هو زيادة الوزن؛ عندما لا نستطيع النوم، تُفرز أجسامنا الكورتيزول - هرمون التوتر، الذي يمكن أن يُحفز أجسامنا على تخزين احتياطيات الدهون. ليس هذا فقط، عندما نكون مُرهقين أو محرومين من النوم، فإننا نحتاج إلى الطاقة من الطعام كبديل؛ لذلك قد نجد أنفسنا نتناول وجباتٍ خفيفة ونأكل أكثر. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنتِ مستيقظةً وفي المطبخ، فهناك احتمالٌ كبير أن تتناولي وجبةً خفيفة".

  1. الشعور بالتوتر أو القلق أو الاكتئاب

يوضح سانغفي هذه المسألة بالقول: "سمعنا جميعا عن الأكل (المريح) وهناك تفسيرٌ علمي وراء ذلك". فقد اكتشف العلماء صلةً محتملة بين الكربوهيدرات والسيروتونين، الهرمون الذي يساعد في تنظيم المزاج والحالة النفسية. عند تناولناللأطعمة الغنية بالكربوهيدرات "لاشعوريًا"، فإننا نسعىلتحسين مزاجنا؛إلا أن ذلك يمكن أن يؤدي لتناول الكثير من الكربوهيدرات وبالتالي زيادة الوزن وتراكم الدهون في البطن.

كما أن الجسم وعند إحساسه بالتوتر؛ يعمد لإفراز الكورتيزول - وهو منبهٌ كبيرٌ للشهية. لذلك، تجديننفسكِتعانين من الجوع الشديد خلال فترات التوتر، أليس كذلك؟

تزايد الدهون الحشوية في البطن يمكن أن يتسبب بأمراضٍ كالقلب والسكري
تزايد الدهون الحشوية في البطن يمكن أن يتسبب بأمراضٍ كالقلب والسكري

ليست العوامل الجسدية هي السبب فقط، بل أن عددًا من الأعراض العقلية المرتبطة بالتوتر قد تزيد من دهون البطن المزعجة. فالقلق والتهيج والاكتئاب، كلها عوامل يمكن أن تُسبَب تغييراتٍ غير صحية في نمط الحياة؛ مثل الإفراط في تناول الوجبات السريعة وشرب المزيد من الكحول وتخطي الوجبات والسهر. في النهاية، كل هذه العادات السيئة وغير السوَية، يمكن أن تعيق فقدان الوزن بصورةٍ عامة وليس فقط خسارة الدهون الحشوية.

  1. تخطي الوجبات أو حمية "اليويو"

يُخيل للكثيرين أن تفويت بعض الوجبات يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن والتخلص من الدهون؛ لكن العكس هو الصحيح، وهو ما حذر سانغفي منه قائلًا: "هناك الأنظمة الغذائية القاسية المعروفة أيضًا بإسم حمية اليويو؛ وعلى الرغم من شعبيتها، إلا أنها قليلًا ما تؤدي إلى فقدان الوزن. وفي الواقع، من المحتمل أن تنتهي هذه الحمياتإلى زيادة الوزن على المدى الطويل. تخطي الوجبات أو تناول الحد الأدنى من الطعام يضع أجسامنا في (وضعية الدفاع عن النفس)، ما يؤدي إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي. وعندما تعودين في النهاية إلى تناول الطعام بشكلٍ طبيعي، فإن حرق الطعام يستغرق وقتًا أطول عن السابق. أيضًا، أنتِ تفقدين العناصر الغذائية الأساسية؛ فقد يؤدي ذلك إلى شعوركِ بانخفاض الطاقة، وهو ما يزيدمن الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر. إنه منحدرٌ زلق - حتى لو نجحت الحمية القاسية بشكلٍ مؤقت، إلا أنها غير صحية للغاية."

  1. مشاكل الغدة الدرقية

كثيرًا ما ترتبط زيادة الوزن وتراكم الدهون الحشوية في البطن بمشاكل في الغدة الدرقية. ويقول سانغفي عن هذا الأمر: "شيءٌ آخر يجب مراعاته هو مشاكل الغدة الدرقية؛ إذا كنتِ تعانين من خمول في الغدة الدرقية، فقد تُعانين من التعب والاكتئاب وزيادة الوزن. قصور الغدة الدرقية هو الحالة التي لا تنتج فيها الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات اللازمة لتنظيم التمثيل الغذائي في الجسم؛ وفي حاللم تكن الغدة الدرقية تعمل بشكلٍ صحيح، فقد يؤدي ذلك غالبًا إلى زيادة الوزن غير المرغوب فيها. يمكن أن يتأثر الرجال والنساء على حد سواء بقصور الغدة الدرقية، والذي غالبًأ ما يتم علاجه عن طريق تناول أقراص هرمون الغدة الدرقية البديلة التي تسمى ليفوثيروكسين."

  1. عدم شرب كمياتٍ كافية من الماء

نعم، ما قرأته صحيح عزيزتي؛ فقلة الماء والترطيب قد يؤديان إلى تراكم الدهون في البطن. ويتحدث الدكتور سانغفي عن هذا الموضوع المهمة قائلًا: "عدم شرب كميةٍ كافية من الماء يضر بصحتنا بشكلٍ عام، لكن قلةً من الناس يدركون أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة الوزن. إن شرب الماء يزيد من وظيفة التمثيل الغذائي لدينا، والطاقة، كما يُقلَل من الجوع؛ لذلك هناك علاقةٌ قوية بين شرب كميةٍ كافية من الماء وفقدان الوزن فعليًا. وإذا كنا نشعر بالجفاف، فهناك إشارة خلل في أدمغتنا يمكن أن تُرسل إشارات الجوع بدلًا من العطش؛ما يجعلنا نميل أكثر إلى تناول المزيد من الأكل عندما نشعر بالجفاف لتعويض الشعور بالعطش. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنتِ تعانين من الجفاف، فستشعرين بانخفاض الطاقة والتعب، ما قد يشجع على تناول الوجبات الخفيفة."

  1. اكتساب العضلات

ذكرنا في مقدمة المقالة، أن الكتلة العضلية قد تتضاءل مع التقدم بالسن؛ وبالتالي فإن عدم ممارسة الرياضة عند النساء قبل وبعد انقطاع الطمث، يزيد من هذه المشكلة. لكن حتى ومع التمرين البدني والرياضي، فإن تراكم الدهون يبقى.

لماذا؟ يشرح سانغفي الموضوع كالآتي: "إذا كنتِ تمارسين الرياضة بانتظام، وتتناولين نظاما غذائيا متوازنا يتضمن أطعمة غنية بالبروتين، ولكن لا يبدو أن وزنكِ على الميزان ينخفض، فقد تكتسبين بالفعل وزنًا عضليًا. وقد تلاحظين أن جسمك أصبح أكثر قوة. كما قد تشعرين بمزيدٍ من الثقة في مظهرك على الرغم مما يُظهره الميزان. الشيء المهم الذي يجب تذكره هو أن من الجيد فقدانكِللوزن طالما أنك تفعلين ذلك بشكل] صحي قدر الإمكان".

خلاصة القول؛ إن دهون البطن خاصة الحشوية منها، يمكن أن تتسبب بالكثير من الضرر الصحي عليكِ، وبالتالي يجب التخلص منها. لكن ولتحقيق ذلك، ينبغي معرفة الأسباب التي تحول دون تحقيقكِ لهذا الهدف، وعلاجها؛ بحيث تتمكنين من التنعم بجسمٍ رشيق وصحي خالي من الأمراض، كي تنعمي بحياةٍ صحية ومفعمة بالرفاهية والجودة.