أهم النصائح للمواظبة على ممارسة الرياضة طوال العام.. وليس فقط في يناير

أهم النصائح للمواظبة على ممارسة الرياضة طوال العام.. وليس فقط في يناير

جمانة الصباغ

ها هو العام الجديد أقبل علينا، يحمل معه تباشير الأمل بسنةٍ أفضل من سابقاتها، ويُعزَز فينا الرغبة بتحقيق الكثير من الأحلام والأهداف التي لم يسعفنا الحظ أو الوقت، لإنجازها في العام الفائت.

وليس سرًا أن هدف الرشاقة والجسم النحيل، هو أكثر ما يُقلق بال الجميع، وأنتِ معنا عزيزتي أليس كذلك؟ لقد تراكمت لديكِ أهداف إنقاص الوزن من خلال اتباع حمية معينة وممارسة الرياضة بشكل منتظم؛ لكنكِ لم تستطيعي الالتزام بها جيدًا أو بصورة منتظمة، وهو ما قد يجعلكِ في حالةٍ من التوتر والتشوش.

لكن لا تقلقي؛ فالخبراء ومنهم رودري ويليامز، مدير أنماط الحياة النشطة في Cardiff Met (وهي إحدى الجامعات المرموقة في المملكة المتحدة)، يقدم لكِ العون في المواظبة على ممارسة الرياضة، التي تُعدَ بحق أحد أكبر التحديات في رحلة الرشاقة التي لا تنتهي.

فإذا كنتِ عزيزتي تبحثين عن أسسٍ فعالة ومُثمرة للانتظام في ممارسة الرياضة، أيًا كان نوعها وما تحبين، ما عليكِ سوى متابعة القراءة معنا اليوم..

اختيار الرياضة التي تحبين سيجعلكِ تلتزمين بها مهما كان الطقس باردًا أو حارًا
اختيار الرياضة التي تحبين سيجعلكِ تلتزمين بها مهما كان الطقس باردًا أو حارًا

اختيار التمرين الذي تحبين

هي النصيحة الأولى التي يقدمها ويليامز، للراغبين في ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة؛ مشيرًا إلى أن القيام بالتمرين الذي نحب سيجعلنا نتطلع دومًا لممارسته. وهو ما يُلغي "الرهبة" بعض الشيء من القيام بالتمرين. لذا إن كنتِ من مُحبي المشي أو الركض أو الرقص، لعب التنس أو السباحة، أو ممارسة تمارين اليوغا والتمدد؛ حاولي التركيز على التمارين أو نوع الرياضة التي تُفضَلين، كي تواظبي على ممارستها دون ملل أو خوف.

وضع قراراتٍ واقعية

إن تحديد الأهداف الصحيحة هو أساس رحلة اللياقة البدنية الناجحة، يؤكد ويليامز. في حين أن القرارات غير الواقعية، مثل فقدان قدرٍ كبير من الوزن في فترة قصيرة، يمكن أن تكون ساحقةً وغير مُجدية في أحسن الأحوال، وخطيرة في أسوأ الأحوال. وستؤدي بكِ تلك القرارات المستحيلة نوعًا ما إلى خيبة الأمل، وانخفاض الحافز (نظرًا لأن الهدف يبدو بعيدًا جدًا)؛ وفي النهاية، ستتوفقين عن المتابعةفيما بدأته.

بدلًا من ذلك، ينصحكِ ويليامز بضرورة التركيز على تحديد أهدافٍ واقعية وقابلة للتحقيق؛ يمكنك تنفيذها والاستمرار فيها لفترة طويلة من الزمن.

خطوةٌ صغيرة لتغييرٍ كبير

تعبيرٌ آخر لمقولة: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة..

فبدلًا من اتخاذ قراراتٍ عظيمة، فكري في إحداث تغييراتٍ صغيرة تدريجية، يمكنكِ دمجها في نمط حياتكِ. ويمكن أن تكون هذه الأمور بسيطةً مثل المشي يوميًا، أو إضافة المزيد من الفواكه والخضروات إلى نظامكِ الغذائي، أو تخصيص بضع دقائق كل يوم لليوغا أو التأمل. يشرح ويليامز أن هذه الخطوات الصغيرة التي بالإمكان التحكم فيها، يمكن أن تؤدي إلى تحسيناتٍ كبيرة بمرور الوقت.

وضع أهداف واقعية للتمرين والبدء بخطوات صغيرة يجعلكِ تواظبين على ممارسة الرياضة
وضع أهداف واقعية للتمرين والبدء بخطوات صغيرة يجعلكِ تواظبين على ممارسة الرياضة

نشاطٌ بدني ممتع

أسمع كثيرًا من صديقاتي عباراتٍ ناقدة للرياضة مثل:

الرياضة مُتعبة.. لا أجد شغفًا في مزاولة الرياضة والاستمرار فيها.. وغيرها من الجمل المنتقدة. وإذا ما حلَلنا تلك التعابير، سنجد أن اختيار رياضةٍ غير ممتعة، هو ما يدفع بهؤلاء الصديقات لانتقاد الرياضة والملل وعدم الرغبة في متابعتها.

إن العثور على الأنشطة البدنية التي تستمتعين بها حقًا هو تغييرٌ قواعد اللعبة، يقول ويليامز؛ سواء كان ذلك من خلال الرقص، أو المشي لمسافاتٍ طويلة، أو ركوب الدراجات، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو مجرد المشي السريع والاستمتاع بالطبيعة، فإن القيام بشيء تحبينه سيزيد من احتمالية أن يصبح جزءًا من روتينكِ.

ويضيف: "يُعدَ الاتساق أمرًا حيويًا؛فإذا كنتِ تخشين النشاط الذي تهدفينللقيام به، فمن المحتمل أنه في يوم ممطر، ستختارينرفع قدميكِ على الأريكة بدلاً من الخروج والقيام بالتمرين الذي تحبين.

فكَري بذكاء!

أنا متأكدٌ من أنكِ سمعتِ وشاهدتِ أهداف SMART مليون مرة من قبل، ولكن هذا بسبب أهميتها، يتوجه ويليامز لقارئات "هي" بهذا القول. ويشير إلى أنه وعند تحديد تلك الأهداف وقرارات العام الجديد، اطرحي على نفسكِ الأسئلة التالي: "هل هي مُحددة؟"، "هل هي قابلة للقياس؟"، "هل يمكن تحقيقها؟"، "هل هي ذات صلة؟" و"ما الإطار الزمني الذي أحتاجه في تحقيق ذلك؟". إذا كانت الإجابة بـ "نعم" على جميعتلك الأسئلة، وكان لديكِ إطارٌ زمني واقعي في ذهنكِ، فأنتِ على ما يرام وتسيرين على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافكِ لجهة اللياقة البدنية العالية.

كوني صبورةً ولطيفةً مع نفسكِ

روما لم تُبنى في يوم واحد، يقول ويليامز مازحًا! ويضيف: "من الضروري التذكَر أن النكسات هي جزءٌ من الرحلة. لم تكن رحلةً واحدة للصحة واللياقة البدنية خطية تمامًا، وستكون هناك أيامٌ قد لا تحققين فيها أهدافكِ. هذا أمرٌ طبيعيـ بلوجيد أيضًا.

كل ما عليكِ فعله لتجاوز هذه النكسات، هو نفض الغبار عن نفسكِ والذهاب مرةً أخرى في اليوم التالي. كوني لطيفةً مع نفسكِ قدر الإمكان، لا تقسي على نفسك ومارسي التعاطف مع ذاتكِ؛ كما لا تدعي الأخطاء العرضية تُثبط عزيمتك عن الصورة أو الهدف الأكبر.

تفضيل الرقص أو المشي أو السباحة كلها تمارين تساعد على المواظبة في ممارسة الرياضة
تفضيل الرقص أو المشي أو السباحة كلها تمارين تساعد على المواظبة في ممارسة الرياضة

احصلي على نصيحة موثوقة

قبل الشروع في أي تغييراتٍ مهمة في اللياقة البدنية أو النظام الغذائي، وإذا كنتِ مبتدئةً تمامًا في مسألة التمرين؛ فكري في استشارة أحد الخبراء. سيكون هؤلاء الخبراء قادرون على المساعدة في تقييم احتياجاتكِ الخاصة وإنشاء خطةٍ شخصية تتوافق مع أهدافكِ ومستوياتكِ الصحية واللياقة البدنية الحالية، بالإضافة إلى الأخذ في الاعتبار نمط حياتكِ والأشياء التي تستمتعين بها (بالإضافة إلى تجنب الأشياء التي تكرهين).

الاحتفال بالنجاح

احتفلي بإنجازاتكِ على طول الطريق، يقول ويليامز؛ إن التعرف على التقدم الذي تُحرزينه ومكافأته، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يساعد في الحفاظ على دوافعكِ وحماسكِ.

منظورٌ طويل المدى

يجب أن يُنظر إلى رحلة لياقتكِ البدنية على أنها التزامٌ طويل الأمد، وليس حلًا سريعًا. الهدف هو بناء عاداتٍ صحية ورفاهيةٍ تدوم مدى الحياة، وليس شيئًا يُمثَل إثارةً أولية في العام الجديد.

ابدأي الآن!

ليس هناك وقتٌ أفضل من الوقت الحاضر، يؤكد ويليامز. لذا اخرجي الآن وجربي أنشطةً مختلفة واكتشفي ما تستمتعين به وما لا يعجبكِ. سيمنحكِ هذا بدايةً قوية في العام الجديد، بنظرةٍ واضحة لما ستفعلينه. كما أن هذه الخطوة الأولية ستمنحكِ اللياقة البدنية الأساسية، والتي ستكون موضع تقديرٍ كبير وإعجاب بالذات خلال الفترة القادمة من السنة.

خلاصة القول، أن التصميم على البدء بالرياضة خلال شهر يناير، بداية العام الجديد؛ قد يتضعضع أو يتضاءل خلال الأشهر الباقية من السنة. لذا قومي بوضع أهدافٍ واقعية من البداية، اختيار النشاط الرياضي الذي تحبين، والصبر لتحقيق هدفكِ الأسمى في لياقةٍ بدنية عالية تمنحكِ الصحة والقوة، وتنعكس إيجابًا على رفاهية الحياة.