متلازمة التعاطف المفرط.. ما هي أعراضها وكيف تتعاملين معها؟

متلازمة التعاطف المفرط.. ما هي أعراضها وكيف تتعاملين معها؟

جويل تامر

التعاطف هو مفهوم عميق وقوة حقيقية تحظى بتقدير واسع في الحياة البشرية. إنها قدرة الفرد على فهم ومشاركة مشاعر الآخرين والتعاطف معهم في أوقات الفرح والحزن والمصاعب. يمكن أن يكون التعاطف عنصرًا أساسيًا في بناء العلاقات الإنسانية الصحية والمجتمعات القوية.

عندما نمارس التعاطف، نقوم بالنظر إلى العالم من وجهة نظر الآخرين، ونحاول فهم تجاربهم ومشاعرهم وتحدياتهم. هذا النوع من التفكير الإيجابي يساعدنا على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين وبناء علاقات متينة معهم. فعندما يشعر الشخص بأنه مفهوم ومقبول ومدعوم، فإنه يكتسب الثقة والراحة ويصبح مستعدًا للتعاون والتفاعل بشكل إيجابي.

إن التعاطف يمتد أيضًا إلى القدرة على تقديم المساعدة والدعم للآخرين في الأوقات الصعبة. عندما نكون متعاطفين، نجد أنفسنا قادرين على الاستجابة لاحتياجات الآخرين وتقديم الدعم المناسب. يمكن أن يكون ذلك من خلال الاستماع الفعال، أو تقديم النصائح والمشورة، أو حتى من خلال العمل العملي والمساعدة المادية. إن هذه الأفعال الصغيرة تعكس التعاطف وتساهم في جعل العالم مكانًا أفضل.

ومع ذلك، ورغم ايجابية التعاطف فإنّه ليس من غير المألوف أن تشعري أنكش تحملين عبء الآخرين على عاتقك. إذا كنتِ ممن يستمع ويتعاطف. فهل من الممكن أن تكوني متعاطفة الى حدّ بعيد؟

1

ما هي متلازمة التعاطف المفرط؟

قد يكون العبء الذي قد تشعرين به، لأنكِ انسانة متعاطفة، أكثر من مجرد تحدٍ مؤقت، خاصةً إذا بدأ يؤثر على حياتكِ الشخصية. إذا كنتِ مُتعاطفة وتجدين صعوبة في التمييز بين مشاعركِ ومشاعر الآخرين، فقد تكونين مُصابة بـ"متلازمة التعاطف الزائد" hyper-empathy syndrome.

متلازمة التعاطف الزائد، المعروفة أيضًا باسم متلازمة التعاطف المفرط، هي حالة تتميز بشعور مفرط بالتعاطف والمشاركة العاطفية مع مشاعر ومعاناة الآخرين. يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة من صعوبة في تحديد حدودهم الشخصية وفصل مشاعرهم عن مشاعر الآخرين.

تظهر عادةً متلازمة التعاطف الزائد في سن مبكرة، وقد تكون لها أسباب عديدة، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية. يمكن أن يكون للأحداث الحياتية السلبية، مثل التعرض للإساءة أو الإهمال، دور في تطوير هذه المتلازمة.

تظهر أعراض متلازمة التعاطف الزائد بشكل عام عن طريق تفاعلات عاطفية مفرطة وشديدة في مواقف مختلفة.

أعراض متلازمة التعاطف المفرط

2

في هذا الإطار، يشير الأطباء النفسيون الى أن من يعاني من "متلازمة التعاطف المفرط" قد يشعر بالقلق المفرط والتوتر عندما يكون في مواجهة مشاكل الآخرين، وقد يشعر بالحزن والكآبة بسبب معاناة الآخرين. ويُشددون على أنّ متلازمة التعاطف الزائد يمكن أن تؤثر سلبًا على الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية وأنّه بمرور الوقت، قد يصاب الشخص بالعُزلة والإرهاق العاطفي والاكتئاب وحتى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

بالإضافة إلى عدم قدرتكِ على الفصل بين مشاعركِ الخاصة ومشاعر الآخرين، قد تدفعكِ متلازمة التعاطف المفرط  الى التغاضي عن احتياجاتكِ الخاصة ومصلحتكِ الشخصية.

وتشمل الأعراض الأخرى لمتلازمة فرط التعاطف الشعور بالذنب عندما لا تستطيعين مساعدة الآخرين أو حلّ مشاكلهم، وردود الفعل الجسدية عند رؤية شخص في محنة.

كيف تتعاملين مع متلازمة فرط التعاطف؟

أولئك الذين يجدون صعوبة في التعاطف قد يعتقدون أن "متلازمة التعاطف المفرط" تبدو أقرب إلى القوة العظمى. ومع ذلك، فإن أي شخص يعاني من أعراض هذه المتلازمة سيخبركِ أنه يمكن أن تكون شاقة مثل أي حالة صحية نفسية أخرى. في حين أن الناس قد يُقدّرون قدرتك على التواصل معهم على مستوى أعمق، إلا أنّه قد ينتج عن ذلك مشاعر مشوهة وأعباء عاطفية بالنسبة لكِ، إذا كنتِ تميلين نحو التعاطف المفرط.

لحسن الحظ، هناك عدة طرق للتعامل مع "متلازمة فرط التعاطف"، والعلاج النفسي قد يُساعدكِ كثيرًا. الرعاية الذاتية قد تؤدي للمعجزات عندما يتعلق الأمر بإدارة أعراض هذه المتلازمة - يمكن أن يساعد الحفاظ على روتين يتكون من نظام غذائي متوازن والحصو على قسط واف من النوم وممارسة الرياضة. قد يذكرك التعاطف مع نفسكِ بأهمية الرعاية الذاتية أيضًا.

كيف تدعمين صديق أو فرد من العائلة يعاني من "متلازمة فرط التعاطف"؟

3

إذا كان صديقكِ/صديقتكِ أو أحد أفراد أسرتكِ يتأقلم مع أعراض "متلازمة فرط التعاطف"، فيمكنكِ دعمهم بعدة طرق. يجب احترام الشخص وحدوده، حتى إذا كنتِ لا تفهمين ما يواجهونه، يمكنكِ تقديم الدعم العاطفي عن طريق حجب أي حكم والتعامل معهم باحترام.

طريقة أخرى للمساعدة؟ امنحي الشخص الكثير من المساحة والوقت الذي يحتاجه أثناء إدارة "متلازمة فرط التعاطف". بالإضافة إلى ذلك، افسحي لهم المجال بمشاركة مشاعرهم بشأن هذه المسألة معكِ، لكن لا تضغطي عليهم للانفتاح. عندما تستمعين إلى ما سيقولونه، لا تخافي من تذكيرهم بموارد الصحة النفسية المتاحة لهم، خاصةً إذا بدا أنهم يعانون.