ما مدى سوء الكولسترول في الروبيان؟

الروبيان أو الجمبري أو القريدس، كلها مسميَات لنوع من ثمار البحر اللذيذة التي تحتل الصدارة بين أصناف المأكولات البحرية عند معظم الشعوب.
 
ويأتي الروبيان بأشكال وأحجام مختلفة، لكن يبقى طعمه المميز هو ما يوحَد بينها جميعاً. إلا أن هذا الصنف من الطعام يؤخذ عليه مأخذ أنه غنيٌ بالكولسترول، على الرغم من أنه قليل الدهون ومصدر ممتاز للبروتين. فكل 10 أونصات من الروبيان المسلوق على البخار تحتوي على 590 ميللغرام من الكولسترول، وهي تقريباً ضعف الكمية التي توصي بها جمعية القلب الأميركية للفرد يومياً (300 ميللغرام).
 
لكن ولأسباب غير مفهومة أيضاً، فإن الكولسترول الموجود في الروبيان لا يبدو أنه يسبَب الكثير من المشاكل للأشخاص الأصحاء ويمكن بالتالي الإستمتاع به باعتدال.
 
في دراسة أجراها باحثون من جامعة روكفيلر ومدرسة هارفرد للصحة العامة وتمَ نشرها في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition، إستخلص الباحثون أن الروبيان لا يؤثر بشكل سلبي على بيانات البروتين الدهني عند الأشخاص الأصحاء. كما وجدت الدراسة أن تناول الروبيان لا يزيد من معدلات كولسترول VLDL المؤذية، كما أنه ساهم في تخفيض مستويات الدهون الثلاثية.
 
وتشير إصدارات رابطة القلب الأميركية إلى أن «الأسماك والروبيان والبيض من الأغذية عالية المحتوى نسبياً بالكولسترول، لكنها بالمقابل قليلة المحتوى بالدهون المشبَعة». وتضيف أن «تأثيرات هذه المنتجات الغذائية قليلة في رفع كولسترول الدم، ولذا فإن تناولها أقل ضرراً من تناول اللحوم الحيوانية المحتوية على الدهون المشبَعة والكولسترول معاً، وأقل ضرراً بلا شك من تناول الدهون المتحولة في الزيوت النباتية المهدرجة بطرق صناعية."
 
تجدر الإشارة إلى أن الروبيان هو منتجٌ غذائيٌ طبيعي، أي «عبوة» غذائية كاملة تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية الطبيعية المفيدة. لذا حينما نتناول الروبيان، فإننا لا نتناول فقط الكولسترول، أياً كانت كميته بل نتناول العناصر الغذائية المفيدة الأخرى.
 
وعليه، يؤكد الأطباء على أنه يمكن للروبيان أن يكون جزءاً من حمية غذائية وصحية للقلب في حال تمَ إعداده بطريقة صحيحة، من خلال تجنَب تناوله مقلياً أو مع الكريما الدسمة والصلصات الكثيفة. والأفضل تناول الروبيان مشوياً أو مخبوزاً أو مسلوقاً خصوصاً لمن يعانون من الكولسترول العالي.