علاج ثوري وفعال لمداواة سرطان الدم المنتكس

يعتقد احد كبار اطباء الاورام في العالم، ان العلاجات المناعية الجديدة لما يعرف بـ "الادوية الحية" قد تكون "السلاح المتطور الاكثر فاعلية في مكافحة سرطان الدم، وهو ما يقدم تحسنا كبيرا في معدلات البقاء على قيد الحياة.
 
وقال الدكتور ربيع حنا، اخصائي امراض الدم والاورام وزراعة نخاع العظام لدى الاطفال في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، والذي يزور معرض ومؤتمر الصحة العربي المنعقد حالياً في دبي، ان العلاج بالمستقبلات الخيمرية للخلايا التائية، المعروف بالاسم "كارتي" CAR T، يقوم على استخلاص خلايا تائية من جسم المريض وتعديلها جينيا في المختبر لمهاجمة الخلايا السرطانية.
 
ويتم سحب دم المريض واجراء تغيير في المختبر على الخلايا التائية، التي تعد احد انواع خلايا الجهاز المناعي، لتصبح قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية وقتلها. ويتم ادخال الخلايا "كارتي" التي تم تعديلها لجسم المريض عن طريق الدم، وعلى مدى 14 يوما من العلاج.
  
واكد الدكتور حنا ان النتائج المبكرة لاستخدام العلاج بالمستقبلات الخيمرية للخلايا التائية (كارتي) في علاج الأطفال والبالغين الصغار الذين يعانون اللوكيميا اللمفاوية الحادة ما قبل الخلايا البائية B، ونوع معين من الاورام اللمفاوية DLBCL (لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة) "مبشرة ومثيرة للاهتمام"، واصفاً هذا العلاج بانه "العقار الشخصي المطلق المصمم لمحاربة اللوكيميا للابد" نظرا لبقائه في الدم كعقار دوائي حي. 

واضاف: "يقدم العلاج بالخلايا التائية امكانيات هائلة في علاج سرطان الدم، لا سيما بين المرضى الذين تقل اعمارهم عن 26 عاماً من المصابين باللوكيميا الليمفاوية الحادة المنتكسة". مشيرا لقفزة واسعة حاليا في معدلات البقاء على قيد الحياة تصل بالاجمال الى 70 او 80%.
  
ويجري حالياً، وفقا للدكتور حنا، تطوير العلاج بالخلايا التائية لعلاج سرطانات اخرى تصيب الدم، كاللوكيميا اللمفاوية المزمنة واشكال اخرى من اللمفوما والورم النخاعي المتعدد.

ما هو سرطان الدم

هو احد اشهر انواع السرطانات التي تصيب الإنسان واكثرها شيوعا، ويطلق عليه تسمية ابيضاض الدم وكذلك اللوكيميا.

يبدا سرطان الدم تاثيره باصابة نخاع العظم، وهو النسيج الموجود في معظم عظام الجسم وفيه يتم تصنيع خلايا الدم المختلفة كخلايا الدم البيضاء والحمراء وصفائح الدم. 

وعند الاصابة بسرطان الدّم، يبدأ نخاع العظم بانتاج اعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية والتي تسمى بالخلايا السرطانية، هذه الخلايا لا تؤدي وظيفة الخلايا الطبيعية وتنمو ايضا بشكل سريع، كما لا تتوقف عن النمو عند وجوب ذلك. 

ومع مرور الوقت تبدأ الخلايا السرطانية بمزاحمة خلايا الدم البيضاء الطبيعية، وقد يؤدي هذا الى مضاعفات خطيرة كفقر الدم والنزيف وكثرة الالتهابات. ومن الممكن ايضا ان تنتشر الخلايا السرطانيّة لتصيب العقد اللمفاوية او الاعضاء المجاورة مما يسبب الالم والتورم.