العلاقة بين السكر ونمو الخلايا السرطانية في الجسم

كثيراً ما نسمع عن دور السكر في تغذية الخلايا السرطانية القابعة في اجسامنا، وان التوقف عن تناول السكر يسهم في تحسين الصحة بشكل عام ومنع تشكل او نمو هذه الخلايا بشكل خاص هو الحل الافضل لضمان صحة سليمة على الدوام.

ويبدو ان هذا الكلام فيه الكثير من الصحة بحسب ما تؤكد الدراسات العديدة، موضحة ان السكر هو بمثابة الوقود الرئيسي لخلايا الجسم ومنها الخلايا السرطانية، وبالتالي يحتاج الانسان للتفكير عميقاً وجدياً حول مسألة تناول السكر في نظامه الغذائي وعما اذا كان فعلاً يحتاج لخوض هذه المغامرة الخطيرة.

علاقة السكر بنمو الخلايا السرطانية

يقول الخبراء ان جسم الانسان يتبع استراتيجية معينة للحفاظ على مستوى طبيعي للسكر في الدم حتى من دون تناول الكربوهيدرات، حيث يمكن للجسم الحصول على السكر من مصادر اخرى من الغذاء ومنها الدهون والبروتين.

ويعتبر السكر احد ابرز انواع الكربوهيدرات، وعند تناوله يقوم البنكرياس بانتاج الانسولين الذي يعمل على تحويل السكر لطاقة تغذي خلايا الجسم. وبنفس الطريقة، يجد الباحثون ان السكر يقوم بتغذية الخلايا السرطانية كما يفعل مع باقي خلايا الجسم الاخرى.

وبحسب البروفسور سانشيز اراندا، الرئيسي التنفيذي لمجلس الاورام في استراليا، فإن منع وصول السكر الى الخلايا السرطانية يعني ايضاً رغبة خلايا الجسم المتعطشة للسكريات الضرورية، ما يؤدي لفقدان الوزن وتقليل كفاءة الجهاز المناعي وبالتالي زيادة مخاطر نمو السرطان في الجسم.

ويؤكد اراندا وجود ادلة قوية على ان بعض الخلايا السرطانية تقتات ايضاً من الاحماض الامينية والدهون، وتستخدم هذه المصادر كوقود لتشغيل عمليات الخلية الضرورية وكذلك كمواد اولية لبناء خلايا جديدة بنفس الطريقة التي يتم فيها استخدام السكر، الا ان مصادر الطاقة هذه تقوم بمساعدة الخلايا السرطانية على حماية ذاته من الاضرار الكيميائية.

وفيما يشير البعض الى ان الافراط في استهلاك السكر يمكن ان يزيد من مخاطر الاصابة ببعض انواع السرطان، فإن البعض الاخر يتحدث عن مخاطر صحية تلحق ب خلايا الجسم نتيجة عدم ادخال السكر في الحمية الغذائية، وبالتالي يعتبر الاعتدال في تناول السكر مفيداً من الجهتين.

جدير بالذكر ان الافراط في استهلاك السكر يمكن ان تنجم عنه مشاكل صحية وامراض عدة، منها السكري والسمنة اضافة الى زيادة خطر الاصابة ببعض السرطانات ومنها سرطان الامعاء والثدي والكبد.

ويجري العمل حالياً من قبل المختصين الصحيين والابحاث الطبية على ايجاد طريقة تحول دون وصول الخلايا السرطانية للطاقة التي تحتاجها للنمو من دون اي داعي للتوقف التام عن تناول السكر.