ما العلاقة بين استئصال الغدة الدرقية وهشاشة العظام

ما العلاقة بين استئصال الغدة الدرقية وهشاشة العظام، والحقيقة أن للأمرين علاقة وثيقة كون هرمون الغدة الدرقية إي ثيروكسين قد يؤثر على معدل استبدال تكوينات العظام، وأي خلل في عملية إفراز هذا الهرمون يمكن أن يحدث تأثيراً سلبياً على صحة العظام.

ويحدث هذا التأثير بشكل سريع لا يعطي العظام الوقت الكافي لاستبدال مسببات فقدان تكوين العظام. فإذا كان مستوى الثيروكسين عالياً في الجسم لوقت طويل، مصحوباً بعوامل تحفيز مستوى الهرمون في الجسم، فإنه يصبح عامل خطر كبير في التسبب بهشاشة العظام النامية. كما تشير أدلة عدة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الوزن، هم أكثر عرضة لفقدان صحة العظام بوتيرة أسرع من المستويات العادية حتى عند قياس إفرازات الغدة الدرقية ضمن النطاق الطبيعي.

ما العلاقة بين استئصال الغدة الدرقية وهشاشة العظام

يشير موقع "ويب طب" إلى أن استئصال الغدة الدرقية يتم لإزالة الغدة الدرقية المتواجدة في منطقة الرقبة الأمامية بشكل كامل أو جزئي، وذلك في حالات إصابة الغدة الدرقية بعدة أمراض، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو في حالات إصابة الغدة بأورام حميدة أو خبيثة. كما يتم اللجوء لإزالة الغدة الدرقية في حال فشل العلاجات الدوائية الأخرى.

أما هشاشة العظام أو ترقق العظام، فهو مرض يصيب العظام فتصبح هشة وأكثر عرضة للسكر، خصوصاً المعصم والعمود الفقري والفخذين. ويحدث ترقق العظام نتيجة زيادة في حجم المسامات الموجودة داخل العظام، والتي ينجم عنها فقدان كثافة وقوة العظام. ويمكن أن يصيب مرض هشاشة العظام الأشخاص في أي عمر، ولكنه يعدّ أكثر شيوعاً لدى كبار السن خصوصاً النساء اللاتي تجاوزن سن اليأس.

وفيما يخص العلاقة بين استئصال الغدة الدرقية وهشاشة العظام، فقد تحدث إحدى الدراسات التي أجراها باحثون في تايون، عن أن استئصال الغدة جزئياً أو كلياً يزيد من احتمالات الإصابة بهشاشة العظام والكسور على المدى الطويل، خاصة عند النساء والفئات الأصغر سناً.

ونقل موقع صحيفة "النهار" اللبنانية عن الباحثين المشاركين في الدراسة التي نشرت نتائجها في الدروية العالمية للجراحة، زيادة احتمال الإصابة بهاتين المشكلتين عند المرضى الذين يتلقون علاجاً بهرمون الثيروكسين لمدة تزيد على عام بعد الجراحة.

وبحسب إيان جانلي من مركز سلون كيترينج التذكاري للسرطان في نيويورك: "تزداد حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ما ينتج منه زيادة عدد عمليات استئصال الغدة. ما يعني زيادة مقابلة في عدد المرضى الذين يعانون هشاشة في العظام وكسوراً. ويمكن استخدام نتائج هذه الدراسة وسيلة لعلاج هؤلاء المرضى بمتابعة الحالة (لتأجيل التدخل الجراحي) بدلاً من الجراحة".

وخلال الدراسة التي عمل عليها باحثون من 4 جامعات في تايوان، تم جمع قاعدة بيانات للتأمين الصحة تشمل 1400 مريضً خضعوا لجراحة استئصال الغدة الدرقية أو جزء منها بين عامي 2000 و2005، وكذلك بيانات 5700 مريض لم يخضعوا لهذه الجراحة.

وبمقارنة نتائج البيانات، وجد الباحثون أن 120 مريضاً في المجموعة التي خضعت للجراحة و368 في المجموعة التي لم تخضع للجراحة، أصيبوا بهشاشة في العظام أو كسور. وفي كان الخطر في الإجمال أكبر بنحو 1.5 مرة في حالتي استئصال الغدة الدرقية كلياً أو جزء منها. كما وجدوا أن الخطر يزداد بالنسبة للذين خضعوا للجراحة من فئات عمرية تراوحت أعمارهم بين 20 و49 وكذلك النساء.

كبح الهرمون المنبه للغدة الدرقية لتقليل هشاشة العظام

وفي تعليقه على النتائج، قال جانلي: "نعتقد أن الأمر يتوقف على درجة كبح إفراز الهرمون المنبه للغدة الدرقية الذي يعد السبب الرئيسي لزيادة هشاشة العظام". مضيفاً: "يبدو أن أول علاج واضح يمكن اللجوء إليه هو تقليل درجة كبح إفراز هذا الهرمون خاصة في حالات سرطان الغدة الدرقية قليلة الخطورة والتي تعد الحالات الأكثر شيوعا من المرض".

من جهتها، اعتبرت ماريا باباليونتيو من جامعة ميشيغان في آن اربور أنه "على الباحثين في الدراسات المقبلة التركيز على العلاج بكبح إفراز الهرمون المنبه للغدة الدرقية الذي يعد في الوقت الراهن العلاج المعتاد في حالات سرطان الغدة الدرقية متوسط وشديد الخطورة. وهذا العلاج قد يلعب دوراً في حدوث آثار سلبية في الهيكل العظمي للمرضى".