فوائد لبن الكفير في محاربة الإمساك

للتخلص من مشكلة الإمساك: الكفير أفضل منتجات الألبان لهذه الغاية.. بحسب أخصائيي التغذية

جمانة الصباغ

لماذا أعاني من الإمساك في كثير من الأحيان؟ سؤال ربما رددته بينكِ وبين نفسكِ في كثيرٍ من الأحيان، أو سمعت الصديقات والمقربين يتحدثون عنه.

الحقيقة أن الإمساك هو من أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعًا عند الناس، كبارًا وصغارًا على حد سواء. والإمساك بتعريف موقع NHS البريطاني، هو حدوث تغييراتٍ في طريقة إخراج البراز، بما في ذلك عدم التبَرز بشكلٍ متكرر أو صعوبة إخراجه.

من المرجح أن تكوني مصابةً بالإمساك إذا:

الكفير من منتجات الألبان الغنية بالبروبيوتيك المساعدة على تسهيل البراز
الكفير من منتجات الألبان الغنية بالبروبيوتيك المساعدة على تسهيل البراز

•       لم يحدث التبرز ثلاث مرات على الأقل خلال الأسبوع الماضي، أو كنتِ تتبرزين بمعدلٍ أقل من المعتاد.

•       كان البراز كبيرًا أو صغيرًا بشكلٍ غير طبيعي، وجافًا أو صلبًا أو متكتلًا.

•       شعرتِ بإجهاد أو ألم أثناء التبرز.

•       شعرتِ وكأنكِ لم تفرغي أمعائكِ تمامًا.

•       قد تعانين أيضًا من ألم في المعدة وانتفاخ أو غثيان.

الإمساك العابر أو الخفيف، لا يُشكَل مشكلةً كبيرة على الصحة؛ لكن تواتر الإمساك بصورةٍ دائمة ومؤلمة أثناء عملية الإخراج، يتطلب بالطبع معالجةٍ طبية وتغيير نمط الحياة، بحيث يشمل الأطعمة الغنية بالألياف وكذلك البروبيوتيك. وعندما نذكر البروبيوتيك، فإن أول ما يتبارد إلى ذهنكِ هو الزبادي؛ لكنكِ مخطئة هذه المرة، لأن الكفير يتربع على قائمة هذه الأطعمة.

قد لا تخطر منتجات الألبان على بالكِ عند التفكير في الأطعمة التي تُسرّع عملية الهضم؛ بل على العكس، تشتهر هذه المنتجات بتأثيرها السلبي على حركة الأمعاء، بدلاً من مساعدتكِ على التبرز. ولطالما اعتقد الكثيرون أن البروتينات الموجودة في حليب البقر تُبطئ حركة الأمعاء، وهو مفهومٌ أشارت بعض الأبحاث إلى صحته.

ولكن إليكِ بعض الأخبار الجيدة: ليست كل منتجات الألبان مُسببةً للإمساك بالضرورة؛ وفي الواقع، يرتبط بعضها ارتباطًا وثيقًا بمساعدتكِ على التبرز. وأفضل مثالٌ على ذلك؟ الكفير. إذ يحتوي هذا المشروب المُخمّر (الذي يُوجد عادةً في منتجات الألبان إلى جانب الزبادي والحليب) على مزيجٍ فريد من البروبيوتيك الذي قد يُساعد على تهدئة الالتهاب، وتنويع الميكروبيوم، وحتى تحسين هضم اللاكتوز. وعند تناول هذه التأثيرات معًا، يُمكن أن تُعزَز حركة الأمعاء الصحية والمنتظمة.

نتعرف من خلال موضوعنا اليوم، وفق معلوماتٍ جمعناها من موقع Eating Well، على فوائد لبن الكفير في محاربة الإمساك، وكيفية توظيفه ضمن نظامنا الغذائي لضمان صحة الأمعاء والجهاز الهضمي، التي تُعدَ ركيزة الصحة المستدامة.

فوائد لبن الكفير في محاربة الإمساك

حاربي الإمساك من خلال تناول الكفير ضمن نظامكِ الغذائي
حاربي الإمساك من خلال تناول الكفير ضمن نظامكِ الغذائي

بفضل وفرة البروبيوتيك، يُمكن أن يُساعد الكفير على تحسين عملية الهضم. ويُشير خبراء التغذية إلى أنه أفضل مُنتج ألبان يُساعد على التبرز؛ وقد يجعل هذا المشروب المُخمَر زيارتكِ للحمام أكثر سلاسة (حرفيًا).

لتعزيز صحة الأمعاء وميكربيوم الأمعاء، ينصح خبراء الصحة والتغذية بالتركيز على الأطعمة المخمرة Fermented Foods. لماذا؟ بحسب موقع Healthline؛ فإن التخمير يُحسّن حفظ الطعام، وتناول الأطعمة المخمرة يُعزز أيضًا عدد البكتيريا النافعة، أو البروبيوتيك، في الأمعاء. وهذا هو بيت القصيد. إذن؛ التخمير عمليةٌ تقوم فيها البكتيريا والخميرة بتكسير السكريات. وقد تُقدم البروبيوتيك الموجودة في الأطعمة المُخمرة (مثل الكفير) فوائد صحية عديدة، بما في ذلك تحسين الهضم، وتعزيز المناعة، وفقدان الوزن فضلًا عن تعديل الحالة المزاجية وزيادة الشعور بالسعادة.

الكفير منتج ألبان مُخمّر ذو فوائد عديدة لصحة الأمعاء؛ فهو يُوفّر البروبيوتيك المُفيد الذي يُحسّن الهضم ويُسهّل خروج البراز. ويُمكن الاستمتاع بالكفير كمشروبٍ مُنفرد أو مُضاف إلى وصفات حلوة أو مالحة.

الكفير أفضل منتج ألبان لمساعدتكِ على التبرز، للأسباب التالية:

1.     قد يُساعد على تنويع الميكروبيوم

ربما سمعتَ الآن أن صحة ميكروبيوم الأمعاء (تريليونات البكتيريا التي تسكن أمعائكِ) هي مفتاح حركة أمعاءٍ منتظمة ومريحة. ومن أفضل الطرق للحفاظ على صحة ميكروبيوم الأمعاء هي "تغذيته" بأطعمة غنية بالبروبيوتيك. الكفير يُلبي هذه الحاجة بالتأكيد؛ تقول أليسا سيمبسون، أخصائية تغذية صحية للجهاز الهضمي في فينيكس "يحتوي الكفير على أكثر من 30 سلالة من البروبيوتيك - أكثر بكثير من معظم المكملات الغذائية".

تقول هانا كيلي، أخصائية تغذية مسجلة، أخصائية تغذية معتمدة، مديرة الصحة والعافية في الجمعية الأمريكية للألبان في إنديانا، إن تزويد أمعائكِ بهذه العشرات من السلالات البكتيرية المفيدة قد يُساعد في تنويع الميكروبيوم، مما يُؤدي إلى أمعاءٍ أكثر صحة ويُحسّن الهضم. ويبدو أن الأبحاث تُوافق على ذلك، حيث وجدت الدراسات أن التنوع الغني في ميكروبات الأمعاء يُساعد في زيادة وتيرة التبرز.

2.     قد يُليّن البراز ويُعزَز حركته

يساعد الكفير على تنويغ ميكروبيوم الأمعاء وتقليل الالتهاب
يساعد الكفير على تنويغ ميكروبيوم الأمعاء وتقليل الالتهاب

قد تُساعد البروبيوتياكس المفيدة في الكفير أيضًا على الوقاية من الإمساك، عن طريق تسهيل مرور البراز. وتقول كيلي في هذا الصدد: "البروبيوتيك في الكفير يُليّن البراز ويُنظّم عضلات الأمعاء لتتحرك بفعاليةٍ أكبر. هذا يجعل حركة الأمعاء أكثر انتظامًا وراحة".

وعلى الرغم من محدودية الأبحاث، وجدت دراسةٌ قديمة أن الأشخاص الذين تناولوا الكفير يوميًا لمدة أربعة أسابيع، شهدوا تحسنًا في درجات رضا الأمعاء وتسارعًا في حركة الأمعاء (وهو الوقت الذي يستغرقه البراز للانتقال عبر القولون).

3.     قد يُساعد في تقليل الالتهاب

لا يُزيد الالتهاب المزمن من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة فحسب، بل يُمكن أن يُؤثر سلبًا على صحة الجهاز الهضمي ويُساهم في الإصابة بالإمساك. ولحسن الحظ، قد يُساعد الكفير في تهدئة التهاب الجهاز الهضمي، مما يُؤدي إلى زيادة تواتر حركة الأمعاء.

تشرح سيمبسون قائلةً: "قد يُقلَل الكفير من التهاب الأمعاء، ويُحسّن وظيفة حاجز الأمعاء - وهي تغييراتٌ معروفة بدعمها لحركة الأمعاء". مشيرةً إلى دراسةٍ أظهرت أن الببتيدات والمُركبات النشطة بيولوجيًا وسلالات البروبيوتيك الموجودة في الكفير، قد أثّرت إيجابًا على الالتهاب ونفاذية الأمعاء، وهو أمرٌ مهم لامتصاص العناصر الغذائية ومنع المواد الضارة من دخول مجرى الدم.

4.     قد يُساعد في هضم اللاكتوز

غالبًا ما يكون الإسهال هو العرض الرئيسي لعدم تحمل اللاكتوز، ولكن في حوالي 30% من الحالات، يُصاحبه الإمساك.

إذا كان عدم تحمل اللاكتوز يُسبَب لك انسدادًا في الأمعاء، فقد ترغبين في الاحتفاظ بالكفير بمتناول يدك. تتحدث كيلي عن هذه النقطة بالقول: "أظهرت الدراسات أن الكفير قد يُحسّن هضم اللاكتوز لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، لكنهم ما زالوا يبحثون عن فوائد الألبان الغذائية والصحية". ولأن الكفير منخفض اللاكتوز في البداية، يُمكن أن يكون منتج ألبانٍ مفيدًا لمن يرغبون في الحصول على عناصر غذائية مثل البروتين والكالسيوم دون التسبب بأعراضٍ معوية مزعجة.

أفضل الطرق للاستمتاع بالكفير

فوائد لبن الكفير في محاربة الإمساك-رئيسية واولى
فوائد لبن الكفير في محاربة الإمساك

يمكنكِ استخدام الكفير بطرقٍ عديدة مثل الزبادي؛ ولكن بما أنه صالح للشرب، يُمكنكِ البدء بتناوله كمشروب. تذكّري فقط أن الكفير يتميز بطعمٍ قوي، لذا قد يستغرقكِ بعض الوقت للتعود عليه. إذا وجدتِ نكهته قويةٌ جدًا بحيث لا يُمكن شربه بمفرده، فقد تُفضَلين استخدامه مع العديد الوصفات، بحسب كيلي: "أضيفيه إلى العصائر، أو الصلصات المنزلية، أو حتى الشوفان المنقوع طوال الليل لتنويع أمعائكِ."

في الخلاصة؛ فإن الكفير من منتجات الألبان المفيدة للغاية في علاج مشكلة الإمساك وتسهيل التبرز الطبيعي. وذلك بفضل محتواه العالي من البروبيوتيك التي تدعم صحة الأمعاء والجهاز الهضمي. ويمكن تناوله كمشروب لوحده أو إضافته إلى العديد من الوصفات التي تحبين مثل العصائر وعصيدة الشوفان وغيرها.