لتنشيط الجسم وحرق الدهون طوال اليوم: إليكِ أفضل روتين صباحي
الصباحات هي دومًا للبدايات الجميلة والجيدة؛ وفور استيقاظنا من النوم، يبدأ يومٌ جديد يحمل معه الكثير من الأمنيات والمواعيد المأجلة. لكن صباحًا واحدًا غير جيد، قد يُعكَر المزاج، ويجعل الجسم والعقل غير قادرين على القيام بأي جهد أو مهمة.
لماذا يكون الصباح سيئًا؟
يبدأ الصباح سيئًا بسبب مزيجٍ من العوامل البيولوجية، النفسية وعادات الحياة اليومية. وتشمل أبرز الأسباب خللاً في دورة النوم الطبيعية، مثل قلة النوم أو جودته الرديئة، وتراكم "ديون النوم". كما أن القلق والتوتر غير المُعالج، يمكن أن يؤدي إلى اليقظة بمزاجٍ سيئ بسبب استمرار العقل في معالجة المشكلات. قد تلعب عوامل أخرى دورًا في انتكاسة الصباح، مثل انخفاض نسبة السكر في الدم أو الجفاف، الاستخدام الخاطئ للمُنبهات، والاعتماد على عاداتٍ صباحية غير صحية، مثل التفكير في الضغوط فور الاستيقاظ مباشرة.
ناهيكِ عن التعب والمشاكل الصحية التي تُلم بنا في حال لم نعتنِ بأنفسنا وصحتنا كما يجب؛ ما يجعل الإرهاق يتراكم على أجسامنا المثقلة بالعمل والمسؤوليات، فيما يُكابر بعضنا عن الخلود للراحة أو الذهاب للطبيب للاستشارة. وفي خضم هذا كله، يتأرجح وزننا بين صعودٍ وهبوطٍ دائمين، ونُصاب بالخمول وعدم القدرة على القيام بأي شيء، لنلجأ إلى الأكل كخيارٍ أفضل وأهين لإراحتنا.
هذا التفكير الخاطئ يجعل معظمنا يقع في دوامة "الصباح الكسول" و"الأيامات التي تمضي دون نتيجة"، فضلًا عن اكتساب الوزن الزائد وتراكم الدهون بسبب عدم القيام بأي جهدٍ بدني أو رياضي.
هل يجوز التغاضي عن هذا الأمر؟ بالطبع لا؛ فكما أن إشراقة الشمس كل صباح هي بدايةٌ لحياةٍ جديدة، فإنها أيضًا بدايةٌ لنا لتحسين أنفسنا وصحتنا وتجنب السُمنة وما ينتج عنها من مضاعفاتٍ صحية. لهذا كان لنا هذا اللقاء الممتع مع أبس شارما، أخصائي تغذية وتدريب، وسفير Organic Foods & Café الذي ووفق خبرته في مجال اللياقة والتدريب، أفادنا بمجموعة نصائح مهمة لروتينٍ صباحي نستعيد فيه نشاط جسمنا وننجح في حرق الدهون طوال اليوم.
أفضل روتين صباحي لتنشيط الجسم وحرق الدهون طوال اليوم
يبدأ معظم الناس يومهم وهم يشعرون بالتوتر، سواءً بسبب العمل أو أمورٍ شخصية؛ ليتسبَب هذا التوتر بارتفاع مفاجئ في مستويات الأيض. لذا يُساعد اتباع روتين صباحي هادئ على تنظيم الهرمونات، موازنة الشهية، وتعزيز الطاقة.
فإذا كنتِ عزيزتي ممن يعانون من هذه المشكلة كل صباح، ينصحكِ شارما باتباع هذه الخطوات لروتينٍ صباحي مُثمر يُعزَز تنشيط الجسم وحرق الدهون على مدار اليوم:
1. ابدأي صباحكِ ببطء؛ لأن التسرَع لحظة الاستيقاظ يُحفَز إفراز هرمونات التوتر، مما يُصعّب على الجسم الاستفادة من مخزون الدهون طوال اليوم. فيما يُعطي وضع الشاشات جانبًا وتجنب المحادثات المُتوترة جهازكِ العصبي وقتًا للاسترخاء، قبل بدء اليوم.
لهذا وبدلًا من استخدام هاتفكِ أو الانغماس في قراءة الرسائل الالكترونية التي يمكنها الانتظار لبعض الوقت، امنحي نفسكِ بضع دقائق للتنفس والاستعداد ليومكِ. يكفي الخروج إلى شرفتكِ أو تراسكِ أو حتى بجانب نافذةٍ مفتوحة لأخذ أنفاسٍ عميقة، لتهدئة جسمكِ قبل أن يبدأ العصف اليومي المعهود.
2. يُساعد التعرض لأشعة الشمس الطبيعية في أقرب وقتٍ ممكن أيضًا، على تنظيم إيقاعكِ اليومي، مما يُحسّن وظيفة الأيض، يُحافظ على استقرار الشهية، ويدعم مستويات الطاقة المُستقرة. حتى المشي لمدة خمس دقائق في الهواء الطلق أو الوقوف تحت أشعة الشمس المباشرة أثناء التمدد، يُمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في صحتكِ ونشاطكِ.
لا تنسي الترطيب الجيد، خاصةً بالماء الغني بالمعادن، والذي يُعوَض الإلكتروليتات المفقودة خلال الليل؛ مما يُساعد جسمكِ على تنشيط عملية الهضم والوظائف الإدراكية والتمثيل الغذائي.

3. الحركة الخفيفة، مثل التمدَد الخفيف، تُعزَز الدورة الدموية، تُرخَي المفاصل المُتيبسة، وتُرسل إشاراتٍ للجسم بأنه من الآمن بدء يومكَ دون إجهاد.
يُساعد روتين التمدد القصير في غرفة المعيشة أو جولة بطيئة حول الحي على تنشيط الدورة الدموية وتخفيف تصلَب المفاصل بعد ليلة نومٍ طويلة.
4. يُحافظ تناول وجبة إفطارٍ غنية بالبروتين والدهون على استقرار مستوى السكر في الدم، ويُقلل من احتمالية الشعور بالرغبة الشديدة في تناول الطعام، أو انخفاض الطاقة، أو الإفراط في تناول الطعام في وقتٍ لاحق من اليوم. يُمكن لشيءٍ بسيط مثل البيض مع الأفوكادو، أو الزبادي اليوناني مع المكسرات، أو عصير البروتين أن يمنع الشعور بالنعاس في منتصف الصباح.
كما يُمنع تأخير تناول الكافيين في أول ساعتين ارتفاع مستويات الكورتيزول غير الضروري، والذي قد يزيد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويُعطَل مسارات حرق الدهون. نعلمُ أنكِ تنتظرين شرب القهوة بفارغ الصبر فور الاستيقاظ، لكن صدقيني؛ ترك بعض الوقت لهذه المتعة سيمنحكِ مزايا أفضل لم تكوني على درايةٍ بها.
هذا الروتين له تأثيرٌ مُباشر على كفاءة حرق الدهون على مدار اليوم، لأنه يدعم التوازن الهرموني ويُقلَل من الرغبة الشديدة في تناول الطعام. لذا اسعِ عزيزتي لوضع روتينكِ الصباحي المتوازن والمدروس، والذي يمكن الاعتماد فيه على خطوات شارما المذكورة أعلاه، كي تنعمي بجسمِ نشيط وقدرةٍ جسدية على حرق الدهون طوال اليوم.