حياةٌ بلا سكر أبيض: صحة أفضل.. طاقة أعلى وبشرة شابة

لم يُطلق عليه، بجانب الملح، تسمية "السمين الأبيضين" من عبث؛ ولم تأتِ المقولة الشائعة "احذروا الأبيضين: الملح والسكر" كذلك الأمر من فراغ. فالسكر والملح، على الرغم من فوائدهما وقيمتهما الغذائية التي يُضيفان إلى الأطعمة والمشروبات، إلا أنهما لا يخلوان من الضرر خاصةً في حال الإكثار منهما.

والمعروف أن السكر يُستخدم في العديد من الأطعمة والحلويات والمشروبات، لإضفاء الحلاوة إليها؛ كما يعمل كمُعزَز للنكهة، وهو مصدرٌ ممتاز للطاقة وتنشيط الجسم. يؤكد العديد من المختصين على ضرورة أن يتناول الإنسان السكر في وجباته اليومية، ولكن باعتدال، مُحذرين من مخاطر قطعه كليًا من النظام الغذائي. أبرز فوائد السكر أنه يمدَ الجسم بالطاقة، إذ يتحول إلى غلوكوز عندما يصل إلى الدم، وتمتصه الخلايا التي تساعد على إنتاج الطاقة. ويمكن للسكر أن يجعلكِ أكثر سعادة، كونه يُنشَط مركز المتعة في الدماغ ويُسبَب اندفاع الدوبامين، مما يؤدي إلى شعورٍ فوري بالابتهاج. من فوائده الأخرى، تنشيط الدماغ، رفع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاضه بشكلٍ دائم، كما يُوازن مستوى السكر بالدم لدى مرضى السكري ممن يعانون من انخفاض أو ارتفاع مستويات السكر لديهم.

إذن، أين الضرر في السكر؟ تناول كمياتٍ كبيرة من السكر قد يؤدي إلى تأثيرٍ معاكس، والسكر الأبيض هو الذي يواجه الانتقادات العديدة الداعية للتوقف عن استهلاكه فورًا؛ إليكِ ما يقوله الخبراء في هذا الصدد.

ما هي أضرار السكر الأبيض؟

بحسب موقع "الطبي"؛ فإن تناول السكر الأبيض بكمياتٍ معتدلة لن يكون له في الغالب تأثيرٌ ضار على الجسم؛ لكن استهلاكه بشكلٍ يومي وبكميات كبيرة قد يحمل الكثير من الضرر والمشاكل الصحية، سواء على المدى القريب أو البعيد.

ويُحدَد الموقع المختص أضرار السكر الأبيض كما يلي:

•       ارتفاع خطر زيادة الوزن وزيادة معدل الكتلة الدهنية في الجسم.

•       اضطرابات مستويات سكر الدم وعدم القدرة في السيطرة على سكر الدم لدى المصابين بمرض السكري.

•       ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

•       انخفاض مستويات المناعة في الجسم إلى مستوياتٍ خطيرة.

•       ارتفاع خطر الإصابة بأمراض الكلى والكبد.

•       ارتفاع خطر الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان.

•       ارتفاع خطر الإصابة ببعض الأمراض الالتهابية في الجسم.

•       زيادة صلابة الجلد وفرص ظهور التجاعيد.

بدوره؛ يقول الدكتور حسين عبد الغني المحتسب، طبيب عام، أن السكر لا يخلو من بعض المواد الكيميائية مثل الكروم، والذي يلعب دورًا سلبيًا في الصحة. فمعدن الكروم وعلى الرغم من دوره الأساسي في تحسين حساسية الأنسولين، وتعزيز أيض الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، وتحسين صحة الجلد، والحفاظ على صحة الدماغ وغيرها من الفوائد؛ إلا أن الإفراط في تناوله، وبشكلٍ خاص من قبل مرضى الكلى والكبد، قد يكون له مفاعيل سلبية لجهة انخفاض عدد الصفائح الدموية وفقر الدم، بجانب خسارة الوزن وانخفاض نسبة السكر بالدم وزيادة خطر أمراض الكلى والكبد.

مسألةٌ أخرى يحذّر منها الدكتور المحتسب عند تناول السكر الأبيض بكثرة، ألا وهي زيادة الالتهابات في الجسم، والتي يمكن أن تُسبَب تلف الخلايا وتدفع عجلة نمو الأورام السرطانية.

لماذا يجب التوقف عن استهلاك السكر فورًا؟

بالعموم، وتفاديًا للمشكلات الصحية آنفة الذكر؛ يُنصح بالتوقف عن استهلاك السكر الأبيض، أو تقليل كمياته بشكلٍ كبير. كما بالإمكان استبداله ببعض أنواع المُحليات الصناعية البديلة للحد من كميته المُستهلكة بشكل يومي.

الإقلاع عن تناول أو السكر الأبيض، هل يحمل فوائد صحية؟

بالتأكيد؛ وعلى المديين القريب والبعيد، يمكن للتوقف عن استهلاك السكر الأبيض أن يفيدنا بطرقٍ عدة، نُلخَصها لكِ كما وردت نقله موقع "العربية.نت" عن صحيفة Times of India:

1.     خسارة الوزن

في حال نجحتٍ عزيزتي في تقييد تناول السكر، فإن أول فائدة تجنيها من ذلك هو فقدان الوزن؛ لأن تقليص تناول السكر الأبيض يعني خفض الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية الفارغة أو قليلة الألياف، مثل البسكويت والخبز والمعكرونة وسواها.

2.     خسارة دهون البطن

خسارة الوزن تعني تلقائيًا، التخلص من دهون البض المزعجة. وبحسب دراسةٍ نُشرت في الدورية الأوروبية لأمراض القلب الوقائية، فإن الأطعمة الغنية بالسكر يمكن أن تزيد من رواسب الدهون الحشوية الخطيرة حول القلب والبطن، مما يرفع من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. إنما في حال التوقف عن استهلاك السكر الأبيض، فإن الدهون العنيدة والعميقة في البطن حول الكبد والقلب والبنكرياس ستذوب شيئًا فشيئَا.

3.     إبطاء شيخوخة الجلد

مع أنه قسم صحة ورشاقة، والمواضيع فيه حصرًا مرتبطة بهاتين الناحيتين؛ إلا أننا لا نُغفل أهمية الحديث عن جمال المرأة وشباب بشرتها. وإليكِ الخبر السعيد: التوقف عن استهلاك السكر الأبيض يُعزَز من قوة ومتانة بشرتكِ، ويؤخر شيخوختها مع التقدم بالسن.

هذا ما أكدته الأبحاث، التي تحدثت عن ارتباط تقليل أو استبعاد تناول السكر ببشرةٍ أكثر شبابًا. فالنظام الغذائي الغني بالسكر، قد يؤدي إلى إنتاج عناصر نهائية متقدمة للغليكوزيل AGE، والتي ترتبط بشيخوخة الجلد بشكلٍ أسرع.

4.     مزيدٌ من النشاط

صحيح أن السكر يُعزَز نشاط وقوة الجسم، لكنه في المقابل يُضعف مناعته ليصبح مع الوقت أقل نشاطًا وقدرةً على القيام بأي عمل.

في حين أن التوقف عن استهلاك السكر الأبيض، قد يزيد من مستويات الطاقة من خلال ضبط مستويات السكر بالدم وجعلها أكثر توازنًا. وهو ما ينعكس بشكلٍ كبير على الحالة البدنية والنفسية للمرء، فضلًا عن تعزيز جودة النوم والوضوح الذهني.

5.     ثبات مستوى الطاقة بالجسم

ما أن تستقر مستويات السكر في الدم، حتى تثبت مستويات الطاقة كذلك الأمر؛ معادلةٌ بسيطة إنما عميقة، يزيدها قوةً اتباع نظامٍ غذائي قليل السكريات وغني بالألياف والبروتين وغيرها من العناصر الغذائية الصحية التي تحافظ على توازن الجلوكوز في الدم. ويُعزَز تناول الأطعمة ذات المستوى الجلاسيمي المنخفض GI في ثبات مستويات الطاقة بالجسم وتحسين المزاج طوال اليوم.

6.     زيادة التركيز الذهني

إن ارتفاع الجلوكوز في الدم، لا شك سيجعلنا أكثر خمولًا ورغبةً في النوم وعدم القدرة على التركيز. في حين أنه فور توقفنا عن استهلاك السكر الأبيض والتركيز على الأطعمة الصحية، فإننا سننعم بنشاطٍ وقوةٍ بدنيين، بجانب تركيزٍ عالٍ وعقل مشحوذ؛ وهو ما سينعكس إيجابًا على إنتاجيتنا اليومية وقدرتنا على الاستمتاع بالوقت مع العائلة والأصدقاء.

7.     خفض خطر الإصابة بالكبد الدهني

نعم عزيزتي، ما قرأتهِ صحيح؛ فالسكريات بالعموم، وخاصةً السكر الأبيض، هو أحد مصادر الخطر المحدق بصحة الكبد، ويمكن لاستهلاكه أن يزيد من خطر الإصابة بداء الكبد الدهني. لذا فإن التوقف عن استهلاك السكر الأبيض سيُحسَن بالتأكيد من صحة كبدكِ بصورةٍ كبيرة ويُقلَل خطر الإصابة بهذا المرض، من خلال تقليل دهون الكبد وتحسين وظيفة الأعضاء الداخلية.

8.     تقليل نوبات الجوع

عندما تتناولين السكر المكرر، المعروف أكثر بالسكر الأبيض؛ فإنه يتكسر بسرعة في الجسم، ما يتسبب بارتفاع السكر بسرعة في الدم ثم انخفاضها بذات السرعة بعد وقتٍ قليل. ما يجعلكِ تشعرين بالجوع بشكلٍ متكرر لأن معدتكِ تهضم الأكل الذي تناولتهِ قبل فترة، بسرعة.

ما الحل إذن لتجنب نوبات الجوع هذه التي تؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الوزن؟ التوقف عن استهلاك السكر الأبيض بهدف تقييد السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، والحفاظ على وزنٍ صحي ومثالي.

9.     خفض خطر الإصابة بنوبة قلبية

لا تتوقف أضرار السكر على الكبد وزيادة الوزن وشيخوخة الجلد فحسب، بل أن لها اليد الطولى في العديد من المشاكل الصحية التي تُلم بنا، ومنها خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

كيف؟ استهلاك السكر الأبيض بكثرة قد يؤدي إلى الإصابة بداء السكري؛ هذا المرض له مضاعفاتٌ كبيرة على الجسم، منها رفع ضغط الدم والكوليسترول في الجسم، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بنوبةٍ قلبية أو سكتةٍ دماغية.

10.   تعديل المزاج

وهل هناك أفضل من مزاجٍ معتدل، وحالةٍ نفسية متزنة ومتفائلة تدفعنا للمضي قُدمًا في هذا العالم المليء بالتنافس؟

بالطبع لا، وأول ركائز التمتع بهذه الحالة هي التوقف عن استهلاك السكر الأبيض؛ كون استقرار وتوازن مستويات الجلوكوز في الدم سيدفع بالتأكيد نحو استقرار الحالة المزاجية وتجنب تذبذب العواطف.

من كل ما تقدم؛ يتضح لنا بأن السكر الأبيض هو الضرر الكبير الذي نُدخله أجسامنا في حال واظبنا على تناوله دون هوادة. في حين أن التوقف الكلي عن استهلاك هذا العنصر الغذائي المكرر، سوف يضمن لنا حياةٍ صحية أفضل، مزاجًا أحسن، ولياقةً يطمح إليها كثيرون.

فلا تتواني عزيزتي عن اتخاذ هذه الخطوة البسيطة، التي ستُعزَز رفاه حياتكِ بالتأكيد.