الدكتور محمد عبد العزيز يؤكد لـهي المكملات ليست ضرورية لبناء عضلات المرأة.. إليكِ التفاصيل

الدكتور محمد عبد العزيز يؤكد لـ"هي": المكملات ليست ضرورية لبناء عضلات المرأة.. إليكِ التفاصيل

رحاب عباس المواردي
24 أكتوبر 2025

في الماضي، ارتبطت الصورة النمطية لبناء العضلات بالرجال فقط، أما الآن فقد أثبتت الدراسات المتنوعة المعنية بصحة المرأة،  أن العضلات القوية هي سر جمالها، وصحتها في كل مرحلة من مراحل حياتها. والأهم أنها ليست مجرد مسألة مظهرية، بل درع واقي يحميها من هشاشة العظام، محرك سحري يعزز حرق الدهون لديها حتى أثناء الراحة، وسر شبابها الدائم الذي يحافظ على صحة جسمها وقوتها في آن واحد.

لذا، سواءً كنتِ في العشرين من عمركِ تحلمين بجسم مشدود، أو في الأربعين تسعين للحفاظ على صحتكِ، أو في الستين تبحثين عن حيوية ونشاط؛ فإن بناء العضلات هو رحلتكِ المثالية نحو أفضل نسخة من نفسكِ.

لكن في نفس الوقت، يراودني في ذهنّيسؤال هام: "هل يحتاج جسم المرأة للمكملات لبناء العضلات؟. لذا، تناقشت مع استشاري العظام الدكتور محمد عبد العزيز من القاهرة؛ لمعرفة كل ما نحتاج الإطلاع عليه سويًا عبر موقع "هي" حول بناء عضلاتنا ومدى أهمية المكملات لها.

أهمية بناء العضلات للمرأة

المرأة ليست مضطرة أن تكون مفتولة العضلات
المرأة ليست مضطرة أن تكون مفتولة العضلات

في البداية، أكد دكتور محمد، أن المرأة ليست مضطرة لتصبح "مفتولة العضلات"؛ فطبيعة هرموناتها الأنثوية تحميها من ذلك "لا يمتلكّن مستويات هرمون تستوستيرون عالية كافية لتحقيق ضخامة كبيرة بشكل غير طبيعي". ما يسمح لها ذلك بالحصول على قوام متناسق وجذاب، من خلال عضلات قوية لها فوائد متنوعة، أبرزها:

تُعزز التمثيل الغذائي

تحرق العضلات سعرات حرارية أكثر من الدهون حتى في حالة الراحة؛ كما تساعد في التحكم بالوزن على المدى الطويل.

تقوي العظام

تُقلل خطر هشاشة العظام (التي تصيب النساء أكثر من الرجال)؛ كما تزيد من كثافة المعادن في العظام.

تُدعم الصحة العامة

تُقلل خطر الأمراض المزمنة (السكري، أمراض القلب)، كذلك تُحسن ضغط الدم ومستوى الكوليسترول.

تُحسن شكل الجسم

تُساهم في نحت الجسم وإبراز المنحنيات الطبيعية؛ وأيضًا زيادة التناسق والتوازن في القوام. وذلك بخلاف تقوية عضلات الظهر والكتفين، وأيضًا تقليل آلام الرقبة والظهر.

تُعزز الثقة بالنفس

تعمل بطريقة غير مباشرة على الشعور بالإنجاز والقوة من خلال الصورة الذاتية للجسم بشكل عام. وذلك بخلاف تحسين المزاج والتقليل من التوتر دومًا.

تزيد من القوة الوظيفية

لا شك أن بناء العضلات بشكل صحي وسليم، سيُسهل أداء المهام اليومية، والتقليل من خطر الإصابات في الأنشطة اليومية بصفة عامة.

تُكافح آثار التقدم في السن

تُساعد العضلات القوية في الحفاظ على القوة والاستقلالية مع التقدم في العمر، والتقليل من فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالعمر.

أضرار إهمال بناء العضلات للمرأة

اهمال بناء العضلات له أضرار لا يستهان بها
اهمال بناء العضلات له أضرار لا يستهان بها

ووفقًا للدكتور محمد، بناءً على ماسبق، صحة العضلات للنساء لا تعني بالضرورة "ضخامة" غير مرغوب فيها، ولكنهااستثمار حقيقي لحياة أفضل مدى الطويل. وبالتالي أي اهمال سيؤدي إلى مخاطر صحية حتمية، أبرزها:

فقدان الكتلة العضلية الطبيعي مع التقدم في العمر

تبدأ المرأة بفقدان 3- 5 % من كتلتها العضلية كل عقد بعد سن الـ30. ويمكن أن تصل الخسارة إلى 30 – 70 % من الكتلة العضلية بحلول سن الـ70.

زيادة خطر هشاشة العظام

تؤدي العضلات الضعيفة إلى عظام أضعف. علمًا أن النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام بمقدار 4 مرات مقارنةً بالرجال.

تباطؤ التمثيل الغذائي

يعمل على انخفاض معدل الحرق الأساسي، زيادةالوزن سهولة، وتراكم الدهون الحشوية تحديدًا.

انخفاض القوة الوظيفية

وبالتالي صعوبة أداء المهام اليومية "حمل مشتريات، صعود السلالم"، والاعتماد على الآخرين مع التقدم في العمر.

مضاعفات متنوعة أخرى

  • مشاكل الوضعية وآلام وتقوس الظهر.
  • آلام مزمنة في الرقبة والكتفين والظهر.
  • زيادة خطر الأمراض المزمنة "مقاومة الإنسولين ومرض السكري، ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، اختلال توازن الهرمونات، وزيادة الالتهابات في الجسم".
  • ترهل الجسم وفقدان الشكل المتناسق، فقدان المنحنيات الطبيعية للجسم، وتراكم الدهون في مناطق غير مرغوب فيها.
  • انخفاض الثقة بالنفس والصحة النفسية، الشعور بالضعف والعجز، وزيادة احتمالية الاكتئاب والقلق".
  • انخفاض جودة الحياة مع التقدم في العمر، وخصوصًا "فقدان الاستقلالية، زيادة خطر السقوط والكسور، انخفاض النشاط والقدرة على الحركة".

بناءً على سبق، وبما أن العضلات القوية هي استثمار حقيقي لتحسين صحة المرأة مدى الحياة؛ فهل يحتاج جسمها للمكملات لبنائها بشكل أفضل؟. الدكتور محمد يُجيب:

التغذية السليمة وممارسة التمارين أفضل من المكملات لبناء العضلات
التغذية السليمة وممارسة التمارين أفضل من المكملات لبناء العضلات

لا،كما أكد أن المرأة لا تحتاج بالضرورة للمكملات الغذائية لبناء العضلات. إذ يمكّنها تحقيق نتائج ممتازة من خلال التالي:

  • التغذية المتوازنة "بروتين كربوهيدرات، دهون صحية".
  • برنامج تدريبي منتظم وملائم.
  • النوم الكافي والراحة
  • الاستمرارية والانتظام.

لكن يُمكن أن تكون بعض المكملات مفيدة في حالات محددة مثل:

  • بروتين مصل اللبن (Whey Protein) لضمان الحصول على كمية بروتين كافية.
  • الكرياتين (Creatine) الذي تدعم الأبحاث فعاليته وفوائده للنساء.
  • فيتامينD أو الحديد إذا كان هناك نقص مُثبت. ومع ذلك، يجب استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل استخدام أي مكملات، وعدم الاعتماد عليها كبديل للتغذية الأساسية.
  • مكملات BCAA  وهي أحماض أمينية، قد تساعد على تقليل إجهاد العضلات والتعافي بعد ممارسة التمارين الرياضية.

وبالتالي، المكملات قد تساعد ولكنها ليست ضرورية لبناء العضلات للنساء؛ لذا ينصح دكتور محمد، باتباع التعلميات التالية:

  • استشيري طبيبًا أو أخصائي تغذية قبل البدء بأي مكمل.
  • ابدئي بالجرعات الصغيرة وراقبي استجابة جسمكِ.
  • اختاري منتجات عالية الجودة من شركات موثوقة.
  • تذكري دومًا أن النتائج المستدامة تأتي من التغذية المتوازنة، البرنامج التدريبي المناسب، والنوم الكافي - وليس من المكملات وحدها. أما الأولوية دائمًا وبلا منافس فترتبط بالتغذية الطبيعية –والأطعمة الصحية لبناء العضلات، أبرزها: مصادر البروتين الأساسية: "صدر الدجاج والديك الرومي، الأسماك (السلمون، التونة، السردين)، اللحم البقري قليل الدهن، البيض (وخاصة بياض البيض)، منتجات الألبان قليلة الدسم (جبن قريش، زبادي يوناني)، البروتينات النباتية (فول، حمص، فاصوليا)، التوفو والكينوا، المكسرات والبذور (لوز، جوز، بذور الشيا)، الحبوب الكاملة (الشوفان،الأرز البني،خبز القمح الكامل، المعكرونة من الحبوب الكاملة، الخضروات والفواكه (البطاطا الحلوة، البروكلي، السبانخ، الموز،التوت بأنواعه، الأفوكادو)، زيت الزيتون".

وأخيرًا، تأكدي أن تحقيق التوازن بين التغذية السليمة، وممارسة التمارين الرياضية كأسلوب حياة هو مفتاح النجاح في بناء العضلات مدى الحياة وليس المكملات.