تكتلات الثدي بين القلق والاطمئنان.. لسلامتك اعرفي متى تكون خطيرة!
لا تقلقي إن لاحظتِ يومًا تغيرًا في شكل أو ملمس ثديكِ، فالكثير من النساء يكتشفن ما يُعرف بـ "تكتلات الثدي" خلال الفحص الذاتي أو أثناء الفحوصات الدورية. وبين القلق الطبيعي والرغبة في الاطمئنان، تبقى الحقيقة أن معظم هذه التكتلات ليست خطيرة، لكنها تستحق الاهتمام والمتابعة للتأكد من أنها ليست سرطانًا في الثدي أو ورمًا خبيثًا يستدعي التدخل السريع لوقف انتشاره. فالتدخل المبكر في مثل هذه الحالات يرفع من نسب الشفاء، ويقلل فرص عودة المشكلة مستقبلًا، مما يمنحكِ راحة وطمأنينة أكبر تجاه صحتكِ.
تابعي معي بدقة السطور التالية، وشاركي في رحلة وعي تهدف إلى حمايتك من خطر الإصابة بسرطان الثدي عبر تثقيفكِ ومعرفتكِ الدقيقة بكل ما يخص هذا المرض. اليوم، أُقدم لكِ هذه الفرصة مع الدكتورة أمينة العسلي، اختصاصية أمراض النساء والتوليد، لتوضح لنا الفرق بين تكتلات الثدي الخبيثة والتكتلات المشبوهة، والإجابة على أكثر التساؤلات الشائعة التي تدور في أذهان النساء حول هذا الموضوع الحساس.

ما المقصود بتكتلات الثدي؟
تكتلات الثدي هي كتل أو مناطق أكثر صلابة من النسيج المحيط في أحد الثديين أو كليهما، وقد تكون مؤقتة أو دائمة. تختلف طبيعتها بين تكتلات حميدة (غير سرطانية) مثل الأكياس أو الأورام الليفية، وتكتلات خبيثة تحتاج إلى تشخيص مبكر وعلاج فوري.
ما هي الأسباب المحتملة لتكتلات الثدي؟
تختلف الأسباب حسب العمر وطبيعة الهرمونات، ومن أبرزها:
- التغيرات الهرمونية قبل الدورة الشهرية.
- الأكياس المملوءة بالسوائل، وهي شائعة بعد سن الأربعين.
- الأورام الليفية الحميدة لدى النساء في مرحلة الشباب.
- الالتهابات أو خراج الثدي الناتجة عن الرضاعة.
- الأورام السرطانية، وهي الأقل شيوعًا لكن الأخطر.
كيف يتم تشخيص تكتلات الثدي؟
يتم التشخيص من خلال:
- الفحص السريري من قبل الطبيب.
- الماموغرام أي تصوير الثدي بالأشعة.
- الألتراساوند المعروفة بالسونار، وذلك لتحديد طبيعة الكتلة.
- الخزعة في حال الاشتباه بوجود خلايا غير طبيعية.
ماهي علامات الكتل الحميدة التي لا تستدعي القلق؟
في كثير من الأحيان، تكون تكتلات الثدي ناتجة عن تغيرات طبيعية في الهرمونات أو تراكم بسيط للسوائل داخل الأنسجة، وهي حالات لا تستدعي القلق. ومن علامات الكتل الحميدة التي تجعل القلق بشأنها غير مبررًا ما يلي:
- الكتل طرية الملمس.
- تتحرك بسهولة عند الضغط عليها.
- يزداد حجمها أو حساسيتها قليلًا قبل الدورة الشهرية ثم تخف تدريجيًا بعد آخر يوم فيها.
- عدم وجود إفرازات غير طبيعية من الحلمة، تكتلات الثدي الحميدة غالبًا لا تُسبب ذلك.
- عدم حدوث أي تغير في شكل الجلد أو الحلمة.
باختصار، فإن الكتلة إذا كانت ثابتة الحجم، وغير مؤلمة، وتتغير استجابتها مع دورتكِ الشهرية، فغالبًا هي كتلة حميدة مثل كيس دهني أو ليفي، ويمكن للطبيب التأكد منها بسهولة عبر الفحص السريري أو الأشعة.

متى يجب القلق من كتل الثدي؟
رغم أن معظم تكتلات الثدي تكون حميدة وغير خطيرة، وعلى الرغم من أكثر من 80% من الحالات تكون حميدة إلا أنه عند ملاحظة أي تغيرات غير معتادة في شكل أو طبيعة الكتلة أو في الثدي عمومًا، وإذا توافرت الأعراض التالية عليكِ مراجعة الطبيب المختص على الفور للتأكد من عدم الإصابة بـ "سرطان الثدي"
- إذا كانت الكتلة صلبة الملمس أو لا تتحرك بسهولة عند لمسها.
- إذا كانت تكتلات الثدي غير منتظمة الشكل.
- عند وجود ألم مستمر لا يرتبط بالدورة الشهرية.
- عند ظهور إفرازات دموية أو شفافة من الحلمة.
- عند وجود تغيرات في الجلد مثل الانكماش، الاحمرار، أو التجاعيد التي تشبه قشرة البرتقال.
- عند تغير حجم الثدي أو شكل الحلمة بشكل مفاجئ أو تضخم الغدد اللمفاوية تحت الإبط.
- يُعدّ من العلامات التي لا ينبغي تجاهلها.
انتبهي غاليتي الاطمئنان لا يعني الإهمال، فكل تكتلات الثدي تحتاج إلى تقييم طبي دقيق، لأن الاكتشاف المبكر لأي تغير يطرأ على الثدي يمنحكِ فرصة أكبر للعلاج السريع، كما أنه يحقق النجاح الكامل في السيطرة على المرض ومنع انتشاره في الثدي.
ما هي علامات كتل الثدي المشبوهة؟
علامات تكتلات الثدي المشبوهة كما يلي:
- تكون كتلة ملساء ومستديرة وصلبة في الثدي.
- كتلة ملمسها صلب وتتحرك بسهولة تحت الجلد.
- تغيرات بالجلد بحيث يشبه سطح قشرة البرتقال.
- حدوث تغيرات جديدة في حجم الثدي أو شكله.
- شكلة كتلة الثدي عشوائي وغير منتظم.
- تغير لون منطقة من الجلد.
- خروج سوائل من حلمة الثدي أي افرازات غير طبيعية.
غاليتي، لا تهملي المتابعة الدورية والفحص الذاتي شهريًا، لأنهما طريقكِ لمعرفة الفرق بين تكتلات الثدي الحميدة والخبيثة.
هل تختفي التكتلات من تلقاء نفسها؟
بعض تكتلات الثدي تزول بعد انتهاء الدورة الشهرية أو مع العلاج. وفي كل الحالات يجب من متابعة حجمها وأي أعراض مشتبهة فيها بحرص.
هل تكتلات الثدي تكون مصحوبة بألم؟
الألم ليس مؤشرًا دائمًا على الخطر، لكنه يستحق الفحص إذا استمر، يجب مراجعة الطبيب على الفور لعمل الفحوصات الطبية اللازمة من باب الاطمئنان، والفصل في الأمر لتحقيق الوقاية في حالة عدم الإصابة بالمرض، أو الاكتشاف المبكر والتدخل بالعلاج.
هل تؤثر تكتلات الثدي على الرضاعة؟
في معظم الحالات لا، إلا إذا كانت مصحوبة بعدوى أو خراج.

كيف أميز بين تكتلات الثدي الحميدة والخبيثة؟
لا يمكن التمييز بدقة إلا من خلال الفحوصات الطبية، لذلك يجب عمل فحوصات دورية عند الطبيب، وعدم إهمال الفحص الذاتي في المنزل. افحصي ثديكِ بانتظام مرة كل شهر، ويفضل بعد انتهاء الدورة الشهرية بأيام قليلة.
خلاصة القول:
كوني صديقة لجسدكِ، فالاكتشاف المبكر ينقذ الحياة، ويمنحكِ طمأنينة دائمة. تذكّري أن تكتلات الثدي ليست دائمًا سببًا للقلق، لكنها دائمًا سبب كافٍ للعناية بنفسكِ.
تذكري غاليتي أننا لا نزال في "اكتوبر الوردي"، وما زالت حملات الفحص المجاني تعمل بأقصى جهد، انتهزي الفرصة، وبادري بالفحص لأن حياتك ثمينة. افعلي ذلك من أجلك، ومن أجل أطفالكِ.