
تعرفي على حُقن NAD+: سر الخلايا للطاقة والحيوية وطول العمر
في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نشهده في عصرنا الحالي، ومع تزايد الاهتمام بصحة ورفاه الحياة؛ بتنا نسمع كثيرًا عن ممارساتٍ أو علاجاتٍ، لم تكن تخطر على ذهننا من قبل، لأن الترويج لها لم يكن بذات الزخم الذي هو عليه اليوم. والفضل في ذلك يعود، في المقام الأول، لمنصات ومواقع التواصل الاجتماعي، التي يتبارى المختصون وعموم الناس في استخدامها لإيصال أفكارهم، وربما منتجاتهم، إلى مختلف شرائح المجتمع.
من هذه الاستخدامات، حقن أو مشروبات NAD+ التي يخضع لها كثيرون، بهدف تحسين صحتهم وتعزيز رفاهيتهم. وعند البحث عن تعريف NAD+، نعلم أنه موجودٌ في جميع الخلايا الحية؛ وNAD+، أو ثنائي نوكليوتيد النيكوتيناميد الأدينين، هو الشكل النشط لفيتامين B3. وعلى الرغم من أن الأشكال الشائعة من B3، مثل النياسين والنياسيناميد، موجودةٌ كمُكملات غذائية منذ عقود؛ إلا أن مكملات غذائية أحدث وأكثر تخصصًا لتعزيز NAD+، مثل أحادي نوكليوتيد النيكوتيناميد (NMN) وريبوسيد النيكوتيناميد (NR)، تكتسب أدلةً علمية كثيرة على فعاليتها في مكافحة بعض الجوانب الرئيسية لشيخوخة الخلايا.

هناك نوعان من NAD في الجسم: NAD+ و. NADH NAD+هو الشكل المؤكسد، في حين أن NADH هو الشكل المختزل، أي أنه يحتوي على جزيء هيدروجين. يستطيعNAD+ استقبال إلكترون، بينما يكون NADH قد استعاد إلكترونًا بالفعل (على شكل هيدروجين).
يشارك NAD+ في العديد من العمليات الخلوية، بما في ذلك إنتاج الطاقة، وإصلاح الخلايا، وتحسين وظائفها بصورةٍ عامة. ونظرًا لانخفاض مستويات NAD+ مع التقدم في السن، حتى مع تناول كمياتٍ كافية من النياسين أو النياسيناميد؛ فإن استعادة مستويات NAD+ المُستنفدة أصبحت جزءًا من استراتيجية مكافحة الشيخوخة وتعزيز صحة الخلايا.
للإضاءة أكثر على مزايا وفوائد حقن NAD+ على ما يبدو، تحدثنا إلى نرجس رشيد؛ خبيرة تغذية من عيادات كايا للعافية وطول العمر في دبي، وكانت إجاباتها على أسئلتنا كالآتي:

ما هي حقن NAD+؟
NAD+هو إنزيم مساعد أساسي موجود في كل خلية حية. مشروبات أو حقن NAD+ هي علاجٌ وريدي يُوصل NAD+ مباشرةً إلى مجرى الدم، متجاوزًا الجهاز الهضمي؛ لضمان الامتصاص الفوري والفعالية. ويساعد هذا العلاج المبتكر على تعزيز الطاقة، ودعم عملية الأيض، وإصلاح تلف الحمض النووي.
لماذا يُعدNAD+ضروريًا لأجسامنا؟
الحقيقة أن NAD+ يُعزز بعضًا من أهم وظائف الجسم، وتتمثل فيما يلي:
• يُحوّل الطعام إلى طاقة (التنفس الخلوي).
• يدعم إصلاح الحمض النووي وتجديد الخلايا.
• يُحسّن وظائف الدماغ والإدراك.
• يُساعد في إبطاء عملية الشيخوخة.
• يُعزَز صحة الأيض وتوازن الوزن.
من برأيكِ، يحتاج لأخذ حقنNAD+؟
قد تكونين مرشحةً لعلاج NAD+، إذا كنتِ تمرين بالحالات التالية:

• تشعرين بإرهاقٍ مستمر أو تشوشٍ ذهني.
• تعانين نتيجة مستوياتٍ عالية من التوتر أو الإرهاق.
• تسعين لعلاجات مكافحة الشيخوخة، أو التخلص من السموم، أو تجديد الخلايا.
• تتعافين من أحد الأمراض.
• تعانين من بطءٍ شديد في عملية الأيض أو صعوبة التحكم في الوزن.
مع التنويه إلى أنه يجب على مقدم الرعاية الصحية المؤهل، تقييم أعراضكِ والتوصية بالبروتوكول المناسب لـ NAD+.
ما هي الفوائد المتوقعة بعد الحصول على حقن NAD+؟
غالبًا ما يُبلَغ العديد من المرضى عن فوائد ملحوظة، خلال ساعاتٍ أو أيام، بعد حقن NAD+، من أبرزها:
• زيادة الطاقة والقدرة على التحمل.
• تحسين صفاء الذهن والتركيز.
• تحسين المزاج وتقليل القلق.
• تعزيز جودة النوم والتعافي البدني.
• إبطاء علامات الشيخوخة.
• تعافي أسرع للعضلات وتحسين الأداء.
ما هي المصادر الطبيعية لـ NAD+ التي يمكننا الاستفادة منها؟
على الرغم من أن NAD+ يُنتج بشكل طبيعي في خلايانا، إلا أن مستوياته تنخفض مع التقدم في السن والتوتر. لذا يمكنكِ تعزيز مستوياتكِ من هذا المكون الخارق من خلال:
• تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب3: مثل سمك السلمون، الديك الرومي، الفطر، والفول السوداني.
• مُحفِّزات NAD+: منها بعض المُكمِّلات مثل NR (نيكوتيناميد ريبوسيد) وNMN (نيكوتيناميد أحادي النوكليوتيد).
• خيارات نمط الحياة: كالصيام المتقطع، ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم المُنعش.
هل من آثارٍ جانبية لNAD+ينبغي عليَ معرفته قبل استخدامها؟

يُعد NAD+ آمنًا بشكل عام، ولكن قد يُعاني البعض من آثارٍ جانبية مؤقتة نوردها على الشكل الآتي:
• الغثيان أو الدوار.
• صداعٌ خفيف أو احمرار.
• تقلصات عضلية أو ضيق في الصدر (عادةً ما يكون بسبب التسريب السريع).
ولتقليل الانزعاج وهذه الآثار الجانبية السلبية، يجب إعطاء الحقن ببطء تحت إشرافٍ طبي؛ لذا بادري بالتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاصة بكِ حول هذا الموضوع، إن كنتِ مهتمةً به.
ما هي وتيرة ومدة علاج NAD+؟
قد يختلف تواتر العلاج باختلاف أهدافك الصحية؛ إنما وبصورة عامة يمكن القول أن هذه الوتيرة تتحدد حسب الأهداف كما يلي:
• لتحسين الصحة العامة: 1-2 حقنة شهريًا.
• لمكافحة الشيخوخة أو التعب: 4-6 حقن على مدى 2-3 أسابيع، تليها جرعة صيانة شهرية.
ماذا يجب أن أتوقع أثناء جلسة أخذ حقنةNAD+؟
هذه المعلومات بسيطة لكنها مهمة، كي تعرفي كيف تتحضرَين قبل أخذ الحقن:
• المدة: من 1.5 إلى 4 ساعات، حسب الجرعة ومدى تحمَل الجسم.
• الإجراء: مريح، غير مؤلم (باستثناء وخز الإبرة).
• التجربة: استرخِ، اقرأي، أو اعملي بينما يتقدم العلاج ببطء.
في الخلاصة؛ وفي ظل التطور المستمر للصحة وطول العمر، تبرز حقنNAD+كواحدةً من أكثر العلاجات الواعدة لمن يسعون إلى تجديد شبابهم من الداخل إلى الخارج، كحقبةٍ جديدة من العافية. وسواء كنتِ تعانين من التعب، أو تشوش الذهن، أو ببساطة تسعين لإبطاء عملية الشيخوخة، فقد يكونNAD+هو الحل.
علاجNAD+ليس مجرد اتجاه، بل هو استراتيجية مدعومة علميًا لتحسين صحة الخلايا وعكس علامات الشيخوخة البيولوجية. وسواء كنتِ تسعين لتحقيق أعلى أداء في حياتكِ اليومية، أو استعادة الطاقة المفقودة، قد يكونNAD+هو أداة الضبط القوية التي يحتاجها جسمكِ؛ إنما من الضروري دومًا استشارة الطبيب المختص لتبيان الحاجة لهذه الأداة وكميتها حسب احتياجاتكِ.