أهمية النهوض بقطاع البحوث الطبية في الإمارات

أدى ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض غير السارية مثل مرض السرطان الذي بلغت نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة به في أبوظبي خلال عام 2013 وحده 12,9٪ من إجمالي الوفيات في الإمارة1، إلى جانب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بنمط الحياة السائد في الدولة مثل أمراض السُمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى زيادة في الطلب على إيجاد حلول طبية مبتكرة ومتقدمة من شأنها المساهمة في مواجهة التحديات الناجمة عن تلك الأمراض.
 
وفي هذا السياق، يشير الخبراء والمتخصصون إلى ضرورة بذل جهود حثيثة لا تقتصر على إجراء البحوث العلمية التي من شأنها المساهمة في تحديد إتجاهات الأمراض المنتشرة في المنطقة فحسب، بل تشمل أيضاً مراعاة معايير الجودة المعتمدة عالمياً عند إجراء تلك البحوث، وذلك عبر الالتزام بالمبادئ التوجيهية الأخلاقية التي تهدف إلى حماية حقوق المرضى وضمان سلامتهم وصحتهم. وفي إطار الجهود الحثيثة والمتواصلة التي تبذلها عالمياً في سبيل الإرتقاء بمستوى سلامة المرضى، تستضيف شركة "روش" للصناعات الدوائية على مدار يومي 19 و20 ديسمبر الجاري، 30 باحثاً ومتخصصاً من دولة الإمارات ودول الخليج في ورشة عمل تتناول "الممارسات السريرية السليمة"، وذلك بهدف تزويد المشاركين بالمهارات والمعارف الصحيحة اللازمة للحفاظ على المعايير الأخلاقية المعتمدة في هذا المجال.
 
نصادف في كثير من الأحيان باحثين يبدون اهتماماً كبيراً في إجراء دراسات وبحوث سريرية بهدف معرفة المزيد من المعلومات حول أدوية وعقاقير جديدة تسهم في مساعدة المرضى وتحسين حالتهم الصحية. ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية إقامة هذه الورشة حول "الممارسات السريرية السليمة" وفائدتها في ضمان تمتّع هؤلاء الباحثين بالجاهزية الكاملة لإجراء مثل هذه البحوث والدراسات، والقدرة على استخلاص أفضل النتائج منها. 
 
أهمية الأبحاث الطبية
وقالت الدكتورة غادة التاجر، مديرة مركز البحوث السريرية في مستشفى القاسمي بدولة الإمارات: "يُعدّ إجراء الأبحاث والدراسات السريرية أمراً حيوياً وأساسياً في عملية إحراز التقدم في الحقل الطبي من خلال تقديم التدخلات التشخيصية والعلاجية المبتكرة للأمراض. وبذلك توفر البحوث السريرية أساليب جديدة للعلاج وتعطي أملاً جديداً للمرضى المصابين بالأمراض التي تهدد الحياة بالخطر. إن المبادئ التوجيهية المعتمدة عالمياً قد حددت معايير تركَز على حقوق المريض وسلامته، إضافةً إلى المصداقية العلمية للبحوث السريرية. وقد اعتمدت وزارة الصحة هذه المبادئ التوجيهية لإجراء البحوث إلتزاماً بالمعايير المنصوص عليها عالمياً. ونعمل بدورنا على تشجيع أكبر عدد من الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية للإنضمام إلى المجتمع العالمي للأبحاث والإسهام في إنماء وتطوير الحقل الطبي." 
من جانبه، قال سلوبودان نيدل جكوفيتش، المدير الطبي للمناطق الفرعية في ‘روش الشرق الأوسط’: "يمثّل تحفيز منهج التفكير العلمي وتطويره عبر العمل على تمكين الأفراد المسؤولين عن إيجاد الحلول الطبية المبتكرة إحدى رؤى وأهداف شركة ‘روش’ للصناعات الدوائية التي تسعى لتحقيقها على المدى الطويل. ونهدف أيضاً إلى تطوير الممارسات السريرية عبر طرح أدوية جديدة ومبتكرة تحدث تغييراً جذرياً في المجال الطبي. ولكي نكون قادرين على تحقيق هذه الغاية، فإنه من الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن نقوم بتأهيل وإعداد الباحثين الرائدين على صعيد إجراء البحوث والدارسات لاكتشاف الأدوية الجديدة. كما نحرص على تكريس جهودنا في سبيل الإرتقاء بمستوى فائدة المرضى ومنفعتهم عن طريق التوصل إلى أدلة علمية دامغة تبيّن قيمة وفعالية الأدوية التي ننتجها، وإطلاع المرضى على النتائج التي نتوصل إليها."
المراجع:
1. تقرير الإحصاءات الصحية لعام 2013 الصادر عن هيئة الصحة في أبوظبي، تمّ آخر تحديث في 27 نوفمبر 2014.
http://www.haad.ae/HAAD/LinkClick.aspx?fileticket=LrAOka_Zx3Q%3d&tabid=349