داء السكري يمكن أن يؤدي للإصابة بالعمى

 
يبلغ عدد المصابين بداء السكري في دولة الإمارات ما يزيد عن 745,940 شخصاً، وذلك وفقاً لنتائج للإتحاد الدولي للسكري (IDF). ولا يقتصر تأثير هذا المرض على مستويات السكر في الدم فحسب، بل تطال آثاره السلبية أجهزة الجسم وأعضاءه الرئيسية، ومن أبرزها شبكية العين، والكلى، وأنسجة القلب والأعصاب. ويستهدف هذا المرض الأوعية الدموية المعروفة باسم الشعيرات الدموية في هذه الأعضاء، حيث يؤدي إلى حدوث تسريبات وانسدادات في هذه الشعيرات تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالعمى وأمراض القلب، والفشل الكلوي، وبتر الأطراف.
 
وتُعتبر المضاعفات العينية إحدى أبرز الآثار السلبية لداء السكري، حيث تتدرج إبتداءً من حالات ضعف البصر الخفيف، وضعف البصر الشديد، ووصولاً إلى العمى في المراحل المتقدمة. كما يؤثر المرض على عدسة العين ويسبَب إعتام عدسة العين المبكر، أو الرؤية الغائمة والضبابية، بالإضافة إلى حالات زيادة ضغط السائل داخل العين أو المياه الزرقاء (غلوكوما).
 
وصرّح الدكتور مدهاف راو، إستشاري في طب العيون، واختصاصي جراحة الشبكية والسائل الزجاجي في مستشفى برجيل بالقول: "يُعدَ مرض اعتلال الشبكية السكري أكثر أمراض العيون شيوعاً لدى مرضى السكري، حيث يشكل السبب الرئيسي لحالات فقدان البصر والعمى. وتنجم الإصابة بهذا المرض عن تلف الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي شبكية العين والمعروفة باسم الشعيرات الدموية، حيث يؤدي ذلك إلى تسرب السوائل والدم والبروتينات في طبقات الشبكية مما يسبَب تورماً في الشبكية أو حدوث وذمة فيها. وقد تتأثر قدرة المريض على الرؤية في حال حدثت هذه الوذمة في مركز الشبكية."
 
وأضاف الدكتور مدهاف: "ويتمثل التغيير الثاني الذي ينجم عن اعتلال الشبكية السكري في ظهور أوعية دموية جديدة غير طبيعية على سطح الشبكية، حيث تبدأ بالنمو باتجاه مركز العين. وتتميز هذه الأوعية الدموية الجديدة بكبر حجمها وهشاشتها، وقابليتها للنزيف بسهولة عند بذل أي مجهود بدني، مما يسبَب النزيف في تجويف الجسم الزجاجي (سائل هلامي في مركز العين)، أو يمكن أن تسبَب عمليات شد ونزع الشبكية ومن ثم انفصالها عن الجدران الخارجية."
 
وتُعتبر أمراض العين الناتجة عن الإصابة بمرض السكري من أخطر الأمراض وأشدها تأثيراً نظراً لعدم وجود أعراض واضحة لها خلال المراحل المبكرة. وبمرور الوقت، يعاني المرضى من عدم وضوح الرؤية، وتشويه الصور، وغشاوة في الرؤية المركزية، والظهور المفاجئ لسحابة في مجال الرؤية.
 
وأشار الدكتور مدهاف راو: "في حال تفاقم مرض اعتلال الشبكية السكري وانتقاله إلى مراحل متقدمة، يتعيّن على المريض أن يخضع لجراحة بالليزر لتقليص حجم الأوعية الدموية الجديدة التي تشكلت بصورة غير طبيعية. وتُعتبر هذه الجراحة أكثر فعالية ونجاحاً في الحالات التي تشكلت فيها الأوعية المصابة حديثاً، والتي لم تبدأ بالنزيف بعد. كما يمكن القيام بها في حالات نزيف الأوعية، إلاّ أنها قد تتسبب بحدوث مضاعفات."
 
وفي حال الإصابة بمرض السكري، فإن اتباع أساليب تضمن وقاية العين وحمايتها يُعدَ الإجراء الأكثر أهمية وإلحاحاً بالنسبة للمريض. فالتحكم بكلٍّ من نسبة السكر في الدم، وضغط الدم، والكوليسترول، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي مناسب، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يسهم بشكل كبير في الحد من الظروف والعوامل المهيئة لحدوث الإصابة بهذا المرض.
 
روابط ذات صلة: