مخاطر قلة النوم على صحة البصر.. وهذا المعدل الطبيعي لكافة الأعمار

لا يختلف إثنان على أن النوم هو اللذة الثانية التي يعشقها الجميع، بعد لذة تناول الطعام الشهي. فالنوم هو الفرصة المثالية للراحة بعد عناء يوم دراسة وتعب شديدين، ويسهم في إراحة الجسم والعقل للنهوض من جديد في اليوم الثاني بصحة وطاقة أكبر.

لكن النوم الصحي أو "المثالي" ليس بمتناول الجميع، وإن كان الأطفال هم أكثر من يتنعم بجودة النوم. فمع الوقت والتقدم بالسن والضغوط الحياتية والنفسية، تصبح وتيرة النوم أقل، ولا ننسى بالطبع المرض والمشاكل الصحية التي تنغص على المرضى متعة النوم جيداً كل ليلة.

ويُعد اضطراب النوم من المشاكل الشائعة بشكل كبير بين البالغين، خاصة كبار السن والنساء تحديداً، ويمكن لهذا الإضطراب أن يُخلَف العديد من الأعراض والمضاعفات التي قد يصل بعضها إلى حد خطير مثل فقدان البصر في المستقبل كما وجدت دراسة حديثة، نستعرض وإياكم لنتائجها إضافة لذكر المعدل الطبيعي للنوم لكل شخص حسب الفئة العمرية.

يحتاج البالغون للنوم بين 7 و8 ساعات يوميا
يحتاج البالغون للنوم بين 7 و8 ساعات يوميا

قلة النوم يمكن أن تسبب فقدان البصر مستقبلاً

هذا ما خلصت إليه دراسة جديدة قام بها باحثون من بريطانيا، كشفت أن الأشخاص الذين يعانون من قلة واضطراب النوم المترافق مع الشخير، هم أكثر عرضة للإصابة بخطر فقدان البصر في المستقبل.

والدراسة التي أثارت الدهشة من نتائجها، توصلت أيضاً إلى أن أخذ قيلولة لبعض الوقت خلال النهار قد يُعرَض الإنسان للإصابة بمرض الجلوكوما، وهو مرض يصيب العصب البصري في العين، بنسبة تصل إلى 5%.

نقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية التي نشرت تفاصيل الدراسة، أن الأشخاص الذين يشخرون هم أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما بنسبة 10%، في حين أن الذين يعانون من الأرق ولديهم نمط نوم طويل أو قصير (بالنسبة إلى المعدل الطبيعي) كانوا عرضة أكثر بنسبة 13% بالمقارنة مع الذين يتبعون نمط نوم صحي.

وعن الأسباب، رجح الباحثون أن التغيرات التي تطرأ على ضغط العين أثناء الإستلقاء وعندما تكون هرمونات النوم خارج السيطرة، قد تكون سبباً وراء هذه المشكلة الصحية الخطيرة.

والجلوكوما أو الزرق بحسب تعريف موقع "مستشفى مورفيلدز للعيون" في دبي، تحدث جراء انسداد أنابيب التصريف (الشبكة التربيقية) داخل العين قليلاً، ما يمنع السائل الذي تنتجه العين -المعروف باسم الخلْط المائي- من التصريف بشكل طبيعي. ويمكن أن يحدث أيضاً إذا كان هناك انسداد داخل العين، كأن يقوم أحد الأوعية الدموية بسدّ الشبكة التربيقية. وعندما لا يتمكن السائل من التصريف بشكل صحيح، فإنه يؤدي إلى زيادة الضغط داخل العين مما يُسبَب حدوث تلف في الأعصاب البصرية والألياف العصبية في شبكية العين.

وعدم تشخيص هذه الحالة وعلاجها مبكراً، يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر بحسب تحذير المختصين في الدراسة المذكورة آنفاً. مشددين على ضرورة تعديل نمط النوم لذى الأشخاص الأكثر عرضة لهذه المشكلة وضرورة إجراء فحص دوري للعيون للكشف عنها في مرحلة مبكرة.

مجلس الصحة الخليجي يُحدَد ساعات النوم لدى كبار السن

بموازاة ذلك، أشار مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي عبر حساباته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال سلسلته التوعوية (إشاعة الاسبوع)، إلى تساؤل شائع لدى الكثير من الناس حول معدل النوم الطبيعي لدى كبار السن، حيث يعتقد البعض بأن معدل ساعات النوم يقل مع التقدم بالسن.

اضطراب النوم قد يسبب امراضا عدة منها فقدان البصر
اضطراب النوم قد يسبب امراضا عدة منها فقدان البصر

ولكن الحقيقة بحسب المختصين في هذا المجال، أن كبار السن يحتاجون للنوم بنفس معدل ما يحتاجه البالغين من الوقت، أي ما يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات نوم يومياً.

ونوَه المجلس إلى أن قلة النوم تُعتبر عاملاً أساسياً يساهم في الاصابة بأمراض عدة، منها أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكري، وتأثير معدلات التركيز والمزاج. وفي المقابل فإن النوم المعتدل بساعات كافية يساهم في الحفاظ على الجهاز المناعي لدى كبار السن ويساعد أيضاً على الحفاظ على الوزن وتعزيز النشاط العقلي، كما يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

كم عدد ساعات النوم الكافية للتمتع بصحة جيدة

يجيب إريك جيه أولسن، دكتور في الطب من "مايو كلينك" على هذا السؤال بالتالي:

يعتمد مقدار النوم الذي تحتاج إليه على عوامل عدة، خاصة العمرك. وبينما يختلف النوم بشكل واضح بين الأشخاص، ضعي في الاعتبار الإرشادات التالية الخاصة بالفئات العمرية المختلفة:

  • الفئة العمرية من عمر 4 أشهر إلى 12 شهراً: مقدار النوم الموصى به من 12-16 ساعة كل 24 ساعة، بما في ذلك أوقات القيلولة.
  • من عمر سنة إلى سنتين: 11-14 ساعة كل 24 ساعة، بما في ذلك أوقات القيلولة.
  • من عمر 3 – 5 سنوات: 10-13 ساعة كل 24 ساعة، بما فيها أوقات القيلولة.
  • من عمر 6 – 12 سنة: 9-12 ساعة كل 24 ساعة، بما فيها أوقات القيلولة.
  • من عمر 13 – 18 سنة: 8-10 ساعات كل 24 ساعة، بما في ذلك أوقات القيلولة.
  • البالغون: 7 ساعات أو أكثر كل ليلة.

وإضافة إلى العمر، يمكن أن تؤثر العوامل الآتية على عدد ساعات النوم الذي يحتاجها الجسم:

  • جودة النوم: إذا نمت نومًا متقطعًا بشكل متكرر، فأنك بذلك لا تحصلين على النوم الجيد، ولا تقلّ جودة النوم أهمية عن كمية النوم التي يحتاجها الجسم.
  • الحرمان من النوم في فترة سابقة: إذا كنت محرومة من النوم، سيزداد مقدار النوم الذي تحتاجينه.
  • الحمل: يمكن أن تتسبب تغيرات مستويات الهرمونات والانزعاج البدني في انخفاض جودة النوم.
  • التقدم بالسن: كما ذكرنا سابقاً، يحتاج كبار السن إلى حوالي نفس مقدار النوم الذي يحتاجه الشباب. وقد تختلف أنماط النوم لديك كلما تقدمت بالعمر.