علاج جديد قد يوقف تقدم السرطان لدى المصابين به

بالرغم من التقدم الطبي والعلمي والبحثي على كافة المجالات والأصعد خاصة الصحية منها، ما زال العالم اليوم فريسة لأمراض مزمنة تفتك بحياة المصابين بها وتودي بحياتهم، تاركة عائلات وأحبة يعانون لوعة الفراق بعدما عانونا مع مريضهم، آلام ومضاعفات مرض السرطان الذي يفتك بالجسم رويداً رويداً.

لكن الجهود ما زالت تتضافر من قبل كافة الباحثين والعلماء، في محاولة حثيثة وسباق مع الزمن، للتوصل إلى علاجات ناجعة تقلل مدة العلاج من السرطان وتمنع تقدمه بشكل سريع، فضلاً عن البحوث الهادفة لإيجاد وسائل وقائية تحمي من الإصابة بالسرطان، كما هي الحال مع اللقاحات التي تهدف للحماية من الإصابة بأمراض عدة.

وفي هذا الصدد، توصل أطباء لعلاج جديد يمكن أن يوقف تقدم المرض لدى مرضى السرطان الذين لا يستجيبون للعلاج المناعي. فيما توصل علماء آخرون إلى فحص قادر على كشف 50 نوعاً من أنواع السرطان قبل ظهورها.

فحص دم جديد يكشف امراض السرطان قبل حدوثها
فحص دم جديد يكشف امراض السرطان قبل حدوثها

علاج جديد يوقف تقدم السرطان لدى المصابين به

المعروف أن العلاج المناعي يُشكل حائط الزاوية ضمن قائمة علاجات مرض السرطان بمختلف أنواعه ومراحله وأعراضه، بجانب العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني والجراحة. وهو علاج يمكن أن ينقذ حياة الآلاف من مرضى السرطان الذين تفشل معهم خيارات العلاج الأخرى.

لكن لا يساعد العلاج المناعي جميع مرضى السرطان، ويمكن أن تُطور بعض الأورام مقاومة له. كما أن بعض مرضى السرطان، قد لا يُظهرون استجابة كبيرة لهذا النوع من العلاجات الذي يعتمد على تقوية جهاز المناعة في الجسم واستخدامه للتخلص من الخلايا السرطانية.

إلا أن خبراء أورام من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا، نجحوا في إيجاد علاج يمكن أن يعكس مقاومة السرطان للعلاج المناعي، كما خلصوا إلى أن المرضى الذين يُتوقع وفاتهم بعد استنفاد جميع خيارات العلاج، عاشوا لفترة أطول.

وأفاد موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن صحيفة "غارديان" البريطانية، تفاصيل أكثر عن هذه التجربة التي أُخضع لها مرضى سرطانات الرئة والثدي والبروستاتا والأمعاء والرئة من مستشفى رويال مارسدن وجامعة لندن كوليدج، ونُشرت نتائجها في مجلة ""إميونيوثيرابي أوف كانسر".

وخلال التجربة، عمد الأطباء للجمع بين عقار "بيمبروليزوماب"، وهو دواء للعلاج المناعي، و"غوادسيتابين"، وهو جيل جديد من عامل ميثيل الحمض النووي. وأدى هذا الجمع إلى وقف تقدم السرطان لدى أكثر من ثلث المرضى المُسجلين في المرحلة الأولى من التجربة.

وبحسب الخبراء في معهد أبحاث السرطان، فإن "المزيج المزدوج بين هذين العقارين يمكن أن يصبح سلاحاً جديداً فعالاً ضد العديد من أشكال السرطان." فيما علق البروفيسور يوهان دي بونو، كبير الباحثين في التجربة على النتائج قائلاً: "أعتقد أن أحد أهم الأشياء في هذه التجربة هو أننا استخدمنا طرقاً مختلفة ومتعددة، للبحث عن التغييرات في جهاز المناعة، مما يُظهر بقوة أنه قد تأثر بالعلاج المُركب".

فحص يرصد 50 نوعاً من السرطان قبل ظهورها

على المقلب الآخر، يبدو أن توجه العلماء في الآونة الأخيرة بات مركزاً أكثر على الفحوصات التي تساعد في الكشف عن أمراض السرطان قبل إصابة الأفراد بها. ويأتي هذا السعي كترجمة فعلية لرغبة الجسم الطبي في كشف الأشخاص الأكثر عرضة لأمراض السرطان.

وفي هذا السياق، نجح علماء من كلية كينغز لندن في تطوير فحص دم جديد، قادر على اكتشاف 50 نوعاً من أنواع أمراض السرطان لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، حتى قبل ظهور أعراض هذه الأمراض.

وقد أجرت خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا، أول تجربة على هذا الفحص وهو الأول في العالم، بحسب ما أفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وعلى الرغم من عدم التوصل لنتائج ملموسة حتى الآن، إلا أن الباحثين متفائلين بإمكانيات الفحص "الهائلة"، ويعتقدون أنه قادر على منع 10% من إجمالي الوفيات التي يتسبب بها السرطان.

هذا وتتسبب أمراض السرطان في بريطانيا وحدها سنوياً، بوفاة نحو 167 ألف شخص أي بمعدل يصل إلى 467 شخصاً يومياً.

العلاج الجديد يجمع بين عقار من العلاج المناعي وعامل ميثيل الحمض النووي
العلاج الجديد يجمع بين عقار من العلاج المناعي وعامل ميثيل الحمض النووي

الكأس المقدسة تكشف أمراض السرطان قبل حدوثها

هو اللقب الذي أطلقه الباحثون على فحص الدم الجديد الذي يؤمل أن ينقد حياة 16 ألف شخص سنوياً.

وقد شارك في التجارب الأولى للفحص، أكثر من 140 ألف متطوع جرى تحويل المئات منهم لإجراء فحوصات أخرى مثل تنظير القولون، كنتيجة للفحص الجديد. مع توقع العثور على نسبة كبيرة من هذا العدد مصابين بالسرطان.

أما في حال نجاح الفحص، فسيتم توسيع نطاق استخدامه ليصل إلى مليون شخص في بريطانيا بحلول مطلع عام 2024. وعندما يصبح الفحص متاحاً للبالغين من الفئة العمرية 50-79 عاما في بريطانيا ويبلغ عددهم 18 مليوناً، فإن نحو 130 ألف شخص لا يعانون من أعراض سيتلقون إحالات لفحوصات أخرى كل عام، مع افتراض أن نسبة 1% من هذا الفحص ستكون إيجابية.

تقوم آلية الفحص على التقاط شظايا الحمض النووي المرتبطة بالسرطان التي تُسكب بالدم، ومن هنا جاءت تسميته ب"الكأس المقدسة". ويمكنه أن يرشد للمكان الذي جاءت منه تلك الشظايا في محاولة للوقاية من المرض خصوصاً في مراحله المبكرة.

وفي تعليقه على نتائج التجربة، قال البروفيسور بيتر ساسيني، وهو واحد من 3 محققين أشرفوا على التجربة في كلية كينغز لندن:" إن إمكانات هذا الفحص على خفض عدد الأشخاص الذين يموتون سنوياً بسبب السرطان هائلة".