العلاج المناعي لسرطان الرئة.. فعالية أطول وأعراض أقل

يعتبر سرطان الرئة من الأنواع الشائعة من السرطانات والأورام الخبيثة، ولكن تبرز خطورته في كونه مرضاًصامتاً، ويتم اكتشافه في وقت متأخر بسبب عدم وجود العديد من الأعراض المنذرة في المراحل المبكرة.

وعلى الرغم من توافر العديد من العلاجات الشفائية، تلقي مجلة "هي" الضوء مع الدكتور مارون الخوري، إستشاري أورام وأمراض الدم في المستشفى الأمريكي دبي، على هذا المرضوالعلاج المناعي وأهميته.

العلاج المناعي لسرطان الرئة.. فعالية أطول وأعراض أقل

التدخين المسبب الرئيسي لسرطان الرئة

شدد الدكتور خوري في حديثه لموقع "هي"، على أهمية شهر التوعية بسرطان الرئة في شهر نوفمبر من كل عام،إنطلاقاً من أن معظم الحالات يتم الكشف عنها في مراحل متقدمة.

كما أوضح الدكتور خوريأن سرطان الرئة هومن أحد أكثر أنواع الأورام شيوعاً وخطورة، وأضاف: "على الرغم من توافر العديد من العلاجات لهذا النوع من السرطان إلا أن انتشاره ما يزال واسعاً، مما يجعلنا نذكَر أنفسنا في الشهر العالمي للتوعية بسرطان الرئة بضرورة الخضوع للفحص المنتظم والدوري عن طريق إجراء أشعة مقطعية للرئتين، لما له من أهمية في الكشف المبكر في حال وجود أورام أياً كان نوعها، خصوصاً فيما يتعلق بسرطان الرئة".

وعلى غرار الأنواع السرطان الأخرى، يُعتبر الكشف المبكر من أبرز العوامل التي تقلَل من نسب الوفيات، ويشير الدكتور الخوري في هذا الإطار إلى نسبة شفاء تتراوح بين 20 إلى 25%، لافتاً إلى أن99% من أنواع سرطان الرئة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتدخين والتلوث البيئي والتدخين السلبي والتعرض للمواد الكيماوية والإشعاعية، وهي كلها عوامل خارجية لا علاقة لها بأي مسببات جينية أو وراثية إطلاقاً.

ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الرئة

ويدعو الدكتور خوري لإطلاق المزيد من المبادرات والفعاليات التي من شأنها رفع معدلات الوعي وتشجيع الأفراد على الكشف المبكر لسرطان الرئة على غرار سرطان الثدي، لافتاً إلى أن المدخنين فوق سن الخمسين قد يحتاجون إلى الفحص بالتصوير المقطعي،ومطمئناً إلى أنه ليس بخطير لأنه يتم من دون إدخال أي محلول إلى الجسم وتكون كمية الأشعة التي يتعرض لها الجسم ضئيلة جداً ويتم الخضوع له مرة كل سنة ما يقلل من خطر الوفاة.

ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الرئة

أنواع علاج سرطان الرئة

وفي موضوع العلاجات، أشار الدكتور خوري إلى تنوع الأساليب والبروتوكولاتالتي يمكن اعتمادها لسرطان الرئة. ففي حال اكتشافه في مراحله الأولى أو الثانية أو الثالثة، يمكن اعتماد العلاجات الإشعاعية والكيميائية والمناعية الموجهة مع بعضها أو كل علاج على حدة.ويوضح الخوري أنه وفق حالة المريض، يقوم الطبيب باتخاذ القرار إما باتباع نوع واحد من العلاج أو الخلط بين أكثر من علاج.

وفي حديثه عن العلاج المناعي للسرطان، وصف الدكتور خوري هذا العلاج بالـ "ثوري" في علاج هذا النوع من السرطانوبات له مكانة متقدمة جداً لدى الأطباء، فهو يُعتبر إحدى التقنيات العلاجية التي قد تساعد على مقاومة المرض من خلال آلية عمله التي ترتكز على تحفيز جهاز المناعة لمقاومة الخلايا السرطانية بطرق عدة مختلفة.

ويُعد العلاج المناعي أحد أنواع العلاجات البيولوجية وهي تقنيات علاجية تعتمد على استخدام مواد مأخوذة من كائنات حية أو نسخ مصنعة مخبريًا من هذه المواد لمقاومة أنواع مختلفة من الأمراض.

وأوضحالدكتور خوري أن العلاج المناعي للسرطان يقوم على "استخدام أدوية موجهة وفعالة في علاج الطفرة الجينية المسبَبة لأورام الرئة إذا وُجدت،كما يعمل على رفع مناعة الجسم في حال ضعفها وذلك بهدف مواجهة امتداد الخلايا الخبيثة داخله"، مشيراً إلى أحد أبرز الأسباب التي تدفع الأطباء لتفضيله على غيره، ألاوهو أنأعراضه الجانبية أقل إزعاجاً للمريض كما أن مفعولها العلاجي يدوم وقتاً أطول في الجسم، لأن الجهاز المناعي يحفظ في ذاكرته كيفية حماية الجسم.

وعما إذا كان هناك بعض الحالات التي لا يمكن استخدام هذا النوع من العلاج معها،أكدالدكتور خوري إلى أنهناك تقريباً ما نسبته 5% من الحالات المصابة بسرطان الرئة ممن سبق تشخيصهم بمشاكل اضطراب المناعة، ليس بإمكانهم استخدام العلاجات المناعية ما يدفع الأطباء للتوجه نحو علاجات أخرى. ويربط الخوري بين اختيار نوع العلاج للمريض بضرورة تحديد الحالة الصحية العامة له،لتحديد مدى قدرة الجسم على تحمل العلاج أياً كان نوعه.

الأعراض الجانبية للعلاج المناعي لسرطان الرئة

أما عن الأعراض الجانبية أو المضاعفات لهذا النوع من العلاج، فأكد الدكتور خوريعلى أنالعلاجات المناعية تستهدف تحسين أداء الجهاز المناعي لدى المريض، ولكن قد تتخللها أعراض جانبية مزعجة تتراوح حدتها ما بين الخفيفة إلى القوية، ومنهاالإسهال واضطراب الغدة الدرقية والإلتهاب الرئوي، وعلى أساسها تتحدّد قابلية الاستمرار بالعلاج المناعي من عدمها.

ولنوعية حياة المريض دور في العلاج وفعاليته، إذ يوضح الخوري أن محور كل العلاجات، الكيميائية أو المناعية أو غيرها، هو الحفاظ على نمط حياة صحي من خلال اتباع نظام غذائي صحي والحد من التدخين وممارسة الرياضة ليتمكن المريض من تحمل العلاج.