النساء أكثر عرضة لأمراض القلب من الرجل.. لهذه الأسباب

كما بات معلوماً للجميع، فإن النساء والرجال يتقاسمون بعض الأمراض فيما أن هناك أمراضاً خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، كما هناك بعض الأمراض التي تتعرض لها النساء أكثر من الرجال، مثال على ذلك سرطان الثدي.

ومن الأمراض المشتركة بين النساء والرجال، أمراض القلب سواء الوراثية أو المكتسبة جراء نمط الحياة غير الصحي أو مع التقدم بالسن. والسائد أن الرجال هم أكثر عرضة لأمراض القلب على اختلافها مثل النوبة القلبية، الجلطات، وانسداد الشرايين؛ لكن الطب له رأي مغاير في هذا الصدد، ويشير إلى أن المرأة أكثر عرضة من الرجل للإصابة بأمراض القلب التي قد يكون بعضها قاتلاً في بعض الحالات.

فما هي الأسباب والعوامل التي يستند إليها الطب في هذا الموضوع، وهل النجاة من أحد الأمراض الأخرى الخطيرة مثل السرطان يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب؟ هذا ما نسكتشفه سوياً في موضوعنا اليوم.

البلوغ المبكر والانفلونزا الحادة والحمل من اسباب تعرض المرأة اكثر من الرجل لامراض القلب
البلوغ المبكر والانفلونزا الحادة والحمل من اسباب تعرض المرأة اكثر من الرجل لامراض القلب

النساء أكثر عرضة لأمراض القلب من الرجال لهذه الأسباب

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ملايين النساء والرجال يتوفون سنوياً بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وتأتي هذه الأمراض في صدارة أسباب الوفيات، معظمها من النساء اللاتي يتعرضن لخطر الإصابة بأمراض القلب أكثر من الرجال إضافة لأمراض أخرى مثل السمنة، السكري، الفشل الكلوي، سرطان الثدي والإكتئاب.

ويشير تقرير نشره موقع "العربية.نت" نقلاً عن موقع "بولد سكاي" المعني بالشؤون الصحيةـ للأسباب والعوامل التي تقف وراء زيادة خطر إصابة النساء بأمراض القلب على الشكل التالي:

  • البلوغ قبل سن 12 عاماً: تتعرض المرأة التي وصلت سن البلوغ مبكراً، لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. وفي دراسة حديثة، وجد الباحثون أن النساء اللاتي بلغن قبل سن 12 عاماً أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالنساء اللاتي بلغن بعد سن 13 عاماً. ويرجح الباحثون السبب وراء ذلك لزيادة معدلا الأستروجين والتي ترفع من خطر تشكل جلطات الدم والأزمات القلبية عند التقدم بالسن.
  • الإنفلونزا الحادة: في حال تعرضت المرأة لدور الإنفلونزا الحاد، فإنها تصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، خصوصاً أثناء الإصابة بالعدوى. ومعلوم أن الإنفلونزا تحدث نتيجة بكتيريا وفيروسات خطيرة، يمكن أن تنتقل إلى القلب في حال عدم علاجها أو اشتداد دور الإنفلونزا، ما يزيد من خطر أمراض القلب. لذا تُنصح كل سيدة تعاني من الإنفلونزا الحادة، مراجعة الطبيب فوراً.
  • تناول حبوب التنحيف: بهدف إنقاص الوزن بسرعة، وتكشف دراسات عدة أن معظم هذه الحبوب ليست فقط غير نافعة في العديد من الأحيان، بل أنها قد تتسبب بحدوث مشاكل في القلب كونها ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. وهو ما يحذر منه الأطباء دوماً داعين النساء لضرورة تجنب هذه الحبوب نظراً لخطورتها.
  • الحمل: يضع الكثير من العبء على الجهاز الدوري للمرأة، ما قد يُسبب الإجهاد للقلب أثناء فترة الحمل. ويزداد الخطر في حال إصابة المرأة الحامل بسكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل، وهذه كلها إشارات خطيرة على رفع خطر إصابتها بأمراض القلب.
  • الإنكسارات القلبية: عاطفة المرأة الجياشة تجعلها أكثر تأثراً عاطفياً بأية أحدات تحصل معها، ما يزيد من خطر إصابتها بأمراض القلب جراء الإنكسارات القلبية الناجمة عن فقدان عزيز أو فشل في علاقة عاطفية أو ضائقة مالية وغيرها.
  • الإلتهابات المتكررة: تتعرض النساء أكثر من الرجال لالتهاب المفاصل الروماتويدي، الذي يزيد بدوره من خطر إصابتهن بأمراض القلب. والتهاب المفاصل الروماتويدي يزيد من حدة الإلتهابات بالجسم كما يؤثر على الأوعية الدموية. لذا ينصح الأطباء وخبراء التغذية المرأة بالإكثار من تناول الأطعمة المضادة للالتهابات للوقاية من أمراض القلب.
  • الوحدة: تتعرض المرأة لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب جراء شعورها بالوحدة وذلك بنسبة تصل إلى 30% وهي نسبة تساوي تقريباً خطر التدخين.
  • الإكتئاب: من المشاكل النفسية التي تضيع المرأة في دوامتها، وتؤثر سلباً ليس فقط على صحتها النفسية وإنما أيضاً صحتها الجسدية، كون الإكتئاب يرفع خطر إصابة المرأة بأمراض القلب. وكلما عانت المرأة من حالة الإكتئاب، كلما ارتفع لديها مستوى هرمون التوتر الكورتيزول، والمرتبط بأمراض القلب. وتشير الأبحاث إلى أن الإكتئاب يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والضغط العالي والكوليستيرول.
النجاة من السرطان قد لا تعني النجاة من امراض القلب
النجاة من السرطان قد لا تعني النجاة من امراض القلب

النجاة من السرطان وعلاقتها بأمراض القلب

قد يتخيل للبعض أن فرص النجاة من مرض السرطان، تزيد بالتأكيد من فرص تمتع الناجية بحياة أفضل وخالية من أية أمراض أخرى. لكن العكس هو الصحيح، إذ تشترك أمراض القلب والسرطان بنفس عوامل الخطر مثل التدخين والسكري والسمنة وعدم ممارسة الرياضة.

ولعل السبب الرئيسي في ذلك، هو خضوع مرضى السرطان للعلاج الإشعاعي والكيميائي للتخلص من الأورام السرطانية. هذان العلاجان يزيدان من ضعف عضلة القلب بعد فترة من الزمن، ما يجعل من الضرورة على أطباء السرطان والقلب العمل معاً وفي مرحلة مبكرة من علاج السرطان، للتقليل قدر الإمكان من خطر تعرض الناجيات من السرطان لأمراض القلب والدورة الدموية.

ونقل موقع "العرب" عن بعض الأطباء توضيحاً للعلاقة بين النجاة من السرطان وأمراض القلب. منهم الدكتورة سوزانا فيج ريمرز، التي أوضحت إمكانية حدوث قصور في عضلة القلب كون الأدوية والإشعاعات لا تهاجم الخلايا السرطانية سريعة النمو فقط، بل خلايا عضلة القلب أيضاً.

من جهته، قال البروفيسور شتيفان بالدوس أخصائي الطب الباطني بمستشفى جامعة كولن الألمانية، أن أكثر الآثار الجانبية التي تترتب على علاج الأورام هي قصور القلب، وهو الأمر الذي قد يفوق السرطان خطورة.

موضحاً بعض العلامات الشائعة التي سجلها الناجون من السرطان مثل عدم انتظام ضربات القلب والتخثرات وأمراض صمامات القلب، ما يعني أن الإشعاع يزيد من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.

وبعيداً عن تأثيرات العلاج، هناك ثمة عوامل أخرى تربط النجاة من السرطان وأمراض القلب، منها بعض عوامل الخطر مثل التدخين والسكري والسُمنة وعدم ممارسة الرياضة بحسب فيج ريمرز، التي أكدت وجود مشاكل مسبقة لدى العديد من مرضى السرطان فيما يخص عضلة القلب، والتي يمكن أن تتفاقم مع علاج السرطان.

كيف يمكن الحد من تداعيات علاج السرطان على صحة القلب

للحد من هذه المخاطر والتمتع بحياة هانئة خالية من الأمراض بعد النجاة من مرض السرطان، يؤكد الأطباء على ضرورة وجود تعاون بين تخصصي أمراض القلب والأورام لتحديد العلاج المناسب، إضافة لضرورة تغيير نمط الحياة وتقليل عوامل الخطر لدى مرضى السرطان مثل التدخين وقلة الحركة وزيادة الوزن.