الدكتورة سلوى الهزاع ل"هي": هذا ما يفعله الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية بالصحة
مجمل حياتنا مرتبط باستخدام الأجهزة الإلكترونية بأنواعها، ويوماً وبعد يوم يزداد استخدامنا لها، وقد تفاقم الأمر بشكل مخيف بعد جائحة كورونا التي فرضت على الأغلبية في العالم العمل والدراسة والتواصل عبر تلك الأجهزة.
عن ذلك وعن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية وأثرها على صحة العيون والصحة عامة، سألنا الأستاذة الدكتورة سلوى الهزاع طبيبة عيون وباحثة، وأفادتنا بالتالي.

الأجهزة الحديثة وصحة العيون
أكدت الأستاذة الدكتورة سلوى الهزاع أن حوالي 30% من البالغين متصلون بالإنترنت "بشكل دائم تقريبًا"، وذلك مع وجود العديد من الوظائف التي تتطلب العمل بالكمبيوتر،هذا بالإضافة إلى أن معظمنايقضي وقت فراغهبمشاهدة البرامج على التلفزيون، والتمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الهواتف،ومتابعة الأحداث على الأجهزة اللوحية.
مضيفة: "ولهذا الأمر آثارهالسلبية على العيون وعلى الصحة بالمجمل، التي تزيد بزيادة الوقت على الأجهزة الحديثة، ومجمل التأثيرات السلبية للوقت الطويل على الشاشة هي التالية كما أفادتنا بها الدكتور الهزاع:
- إجهاد العين والصداع: قد يؤدي قضاء الكثير من الوقت في النظر للشاشات إلى الإرهاق أو عدم الراحة في العيون بالإضافة إلى ضعف الرؤية. ويمكن أن يؤدي التوهج وسطوع الشاشات إلى زيادة الأرق على العيون. وفي النهاية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الصداع.
- الأرق وضعف النوم: يشير الضوء الصادر عن الشاشات إلى العقل ليبقى مستيقظًا، وهذا التيقظ المستمر طوال اليوم يمكن أن يجعل من الصعب الإسترخاء في الليل.
- الاكتئاب: إن الإفراط عند البعض في استخدام الأجهزة الإلكترونية، يرفع من إصابتهم بالاكتئاب بشكل أكبر مقارنة بالغير ووفق عوامل عدة.
- السلوكيات المسببة للإدمان: كشفت الدراسات الحديثة أن الأشخاص يمكن أن يطوروا سلوكيات إدمانية مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك التفكير في الجهاز أو النظام الأساسي باستمرار والرغبة في استخدامه.كما أن استخدام الهواتف الذكية أو تطبيقات الوسائط الاجتماعية للتعامل مع الحالة المزاجية أو تعديلها،وتجربة أعراض الانسحاب عندهم، يجعلهمغير قادرين على ترك هواتفهم أو تطبيقاتهم، وإذا تقدمت هذه السلوكيات لتتداخل مع الحياة اليومية، فهذا مدعاة للقلق.
- آلام الرقبة والكتف والظهر: الوقت الذي نقضيهبالجلوس على المكتب أمام الشاشات أو الإمساك بالهاتف والنظر لأسفل، يتسبب في إجهاد الرقبة والكتفين والظهر. وعندما يتم تثبيت هذه الأوضاع لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالألم وفي بعض الأحيان مشاكل عضلية هيكلية أكثر حدة.
- تغييرات في الإدراك: نحن نعلم أن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات ليس أمراً جيدًا لنمو أدمغة الأطفال، ولكن ما هي التأثيرات التي تحدثها أوقات الشاشة الطويلة على أدمغة البالغين؟ عن ذلك تجيب الدكتور الهزاع أن دراسة أجريت عام 2020كشفت أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بإدمان الهواتف الذكية، يعانون من ضعففي الأداء الإدراكي.
- انخفاض مستويات النشاط البدني: الوقت الذي يقضيه الأشخاص من الأجيال السابقة في ممارسة النشاط البدني مثل المشي، أو العمل في الحديقة، أوممارسة الرياضة، والعمل في المشاريع، وما إلى ذلك، يقابله ارتباطبنمط الحياة المستقر، والعكس يؤدي بصورة مباشرةإلى زيادة مخاطر السمنة وغيرها من مشاكل الصحة البدنية.

ما مقدار الوقت الصحي الذي يحتاج البالغون لقضائه أمام الشاشات؟
أفادت طبيبة العيون أن الخبراء يقولون إن البالغين يجب أن يقصروا وقت الشاشات خارج العمل على أقل من ساعتين في اليوم. ويجب بدلاً من ذلك، قضاء أي وقت يتجاوز الوقت الذي نقضيه عادة على الشاشات في المشاركة بنشاط بدني. قد لا يكون هذا ممكنًا على الفور، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يمكن للأشخاص القيام به لمحاولة تقليل ذلك.
وأخيراً توصي الأستاذة الدكتورة للحفاظ على صحة العيون من الأجهزة الإلكترونية بقاعدة 20/20/20: بعد كل 20 دقيقة نقضيها في النظر إلى الشاشة، كباراً وصغاراً، يجب أخذ استراحة لمدة 20 ثانية، ثم النظر إلى بعد 20 قدمًا لإراحة العينين من الجهد الذي قد يلحق بها.