هل تغيرت مفاهيم الصحية النفسية عند أبناء جيل Z

هل تغيرت مفاهيم الصحية النفسية عند أبناء جيل Z ؟ كيف؟

ريهام كامل

مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي تشبع به جيل اليوم، تغيرت طبيعة الحياة، واختلفت كثير من المفاهيم، من بينها مفاهيم الصحة النفسية التي تغيرت بشكل جذري لدى جيل Z، الذين نشأوا في عصر التكنولوجيا، والانفتاح الثقافي، والتحديات العالمية من حولهم.

فقد أصبحت الصحة النفسية عند جيل اليوم، محورًا أساسيًا في حياتهم، فلم تعد النظرة التقليدية للصحة النفسية كما كانت في السابق، بل تحولت إلى أولوية يتم الحديث عنها علنًا، بفضل منصات التواصل الاجتماعي، وطريقة التعليم في المدارس، وعلى أوسع نطاق. لكن، هل يعني هذا أن كل شيء أصبح أفضل؟ أم أن هناك تحديات جديدة تواجه جيل Z من نوع مختلف؟

اليوم، موضوعنا هام للغاية، من أجل ذلك، وللإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، تابعوا معي هذا المقال بدقة لنقترب أكثر من جيل الشباب مع فهم الكثير عن صحتهم النفسية.

من هم أبناء جيل  Z؟

جيل Z أو جيل اليوم، هو الجيل الذي وُلد بين منتصف التسعينات وبداية عام 2010، منهم من بلغ سن الرشد اليوم، ومنهم من يقف على أعتاب بمرحلة المراهقة. هذا الجيل عاصر  يُعرف بسرعة تأقلمه مع العالم الرقمي، هذا الأمر ميزة وعيب في نفس الوقت.

مفاهيم الصحية النفسية عند أبناء جيل Z

ما هي الصحة النفسية للجيل الجديد؟

تقول د. أميرة داوود، دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، في السابق، لم يكن هناك أحاديث عن الصحة النفسية، والأمراض المرتبطة بها، أما اليوم ومن خلال جيلZ ، فقد تم كسر هذا الحاجز. وأصبح الحديث عن الاكتئاب، القلق، نوبات الهلع، وحتى الذهاب إلى المختصين النفسيين أمرًا طبيعيًا ومقبولًا بين صفوف جيل اليوم.

والحقيقة أن لذلك أسباب عديدة منها:

  • الانفتاح الثقافي الرقمي الذي ساعد الشباب في معرفة تجارب الآخرين وكيفية تعاملهم من مشاكهم النفسية، وأهمية الاعتراف بها.
  • حديث المشاهير من جميع الفئات عن الاكتئاب بجرأة، ومشاركة جيل الشباب ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
  • المناهج التعليمية الحديثة، إذ بدأت المدارس في دمج مفاهيم الصحة النفسية في مناهجها، وخصوصًا مع تزايد الحاجة إلى معرفة الكثير عنها.

ما هي تحديات الصحة النفسية التي تواجه جيل Z؟

تقول د. أميرة، أنه وعلى الرغم من تزايد الوعي بأهمية الصحة النفسية لدى جيل الشباب، إلا أنه هناك ضغوط متزايدة عليهم بس الحياة المعاصرة التي يعيشونها حيب العالم الرقمي واسع الانتشار.

تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن 46% من جيل Z تم تشخيصهم رسميًا باضطرابات نفسية، في حين يعتقد 37% أنهم يعانون من مشاكل نفسية أخرى لم يتم تشخيصها ببعد.

القلق النفسي هو الاضطراب الأكثر شيوعًا بين أبناء جيل Z ، يليه الاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).

رغم التحديات، توجد مؤشرات إيجابية، حيث أن 54% من جيل Z يتمتعون بصحة نفسية جيدة وهي في إزدياد  2022، بينما انخفضت نسبة الأيام النفسية السيئة بنسبة 10%، وذلك بفضل إيمان جيل Z بأهمية استشارة المختصين النفسيين، وضرورة طلب الدعم النفسي.

ومن أبرز الأسباب التي تقف وراء التحديات النفسية التي يواجهها جيل Z ما يلي:

  • تأثيرات سلبية للحياة غير الواقعية التي يحاول المشاهير والمؤثرين الظهور بها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث الحياة رغدة العيش كثيرة المال والراحة.
  • العزلة والوحدة التي سادت بسببب العلاقات المتاحة عبر العالم الرقمي، واختفاء التواصل المباشر مع الآخرين.
  • المقارنة المستمرة بين ما يراه جيل الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي وبين أحوالهم، هذه المقارنات تصيب جيل اليوم بالاحباط والاكتئاب.

مفاهيم الصحة النفسية عند جيل اليوم تغيرت بسبب العالم الرقمي

كيف يتعامل جيل Z مع تحديات الصحة النفسية؟

رغم تحديات الصحة النفسية التي يواجهها جيل الشباب إلا أنهم يفهمون جيدًا أهمية طلب المساعدة وأهمية دعم الصحة النفسية الذاتية. إن أبناء جيل Z يتعاملون مع هذه التحديات وكذلك مسألة الدعم النفسي من خلال ما يلي:

  • التعبير عن المشاعر، حيث أصبح التعبير عن القلق أو الحزن أمرًا مقبولًا اجتماعيًا، كتصوير فيديو أو البث المباشر، كما أن البعض منهم يتقن التعبير عنها من خلال التدوين، ونشر منشورات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
  • قبول فكرة الذهاب إلى المختصين النفسيين لطلب الاستشارة وللتغلبب على أي مشاكل نفسية كفرط القلق والتوتر والاكتئاب بكل درجاته.
  • متابعات مدربين الحياة على مواقع التواصل، وسهولة تطبيق تمارين التأمل والتنفس والاسترخاء.

كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية لجيل Z؟

لقد تغيرت الصحة النفسية عند أبناء جيل اليوم بشكل واضح، وأصبح جيل Z يقود هذه التغييرات بشجاعة وشفافية. ومع كل التحديات التي يواجهونها، يظل وعيهم العالي ومبادراتهم الجريئة في التعامل مع ضغوط الحياة النفسية أمرًا يستحق التقدير والدعم. ومن واجبنا كمجتمع أن نقف إلى جانبهم، ونبني بيئة تسمح لهم بالنمو نفسيًا وعاطفيًا بثقة وأمان. يمكن تعزيز الصحة النفسية لجيل Z من خلال تضافر جميع الجهود بين الأسرة والمجتمع والمدارس وجميع المؤسسات المعنية كما يلي:

  • دعم الأبناء نفسيًا، والإنصات لمشاعرهم دون إطلاق الأحكام أو التوبيخ.
  • دمج مواد علمية خاصة بالصحة النفسية والذكاء العاطفي ضمن البرامج الدراسية
  • توفير خدمات نفسية مجانية أو منخفضة التكلفة في المدارس والجامعات وفي النوادي وكافة المستويات.
  • يجب توضيح أهمية عمل توازن رقمي، بوضع حدود لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتقليص الوقت المنقضي على الاتصال بالانترنت.
  • ضرورة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف.
  • تعزيز التواصل المباشر مع العائلة والأصدقاء.

خلاصة القول:

تمر الصحة النفسية عند أبناء جيل Z، بتحديات واضحة، لكنها أيضًا تسير نحو وعي أكبر من الأجيال السابقة بدءًا من اللجوء إلى العلاج، وحتى اعتماد نمط حياة صحي نفسيًا وجسديًا. يُظهر جيل Z وعيًا غير مسبوق بالصحة النفسية. وربما سيكون هذا الجيل هو العامل الحاسم في تغيير نظرتنا للصحة النفسية والعمل في المستقبل.