جلد الدجاجة أسبابه، أعراضه، وأفضل طرق العلاج

جلد الدجاجة: أسبابه وأعراضه.. وما هي أفضل طرق علاجه؟

جمانة الصباغ

لا تستغربي عزيزتي؛ فهذه التسمية تخص مشكلةً جلدية شائعة، إنما لا يعلم الكثيرون تسميتها بشكلٍ صحيح.

نعم؛ إنه جلد الدجاجة أو التقرن الشعري، وهو اضطرابٌ جلدي وراثي شائع يجعل جلدنا، في حال الاصابة به، يبدو كجلد الدجاجة تمامًا، ومن هنا جاءت هذه التسمية.

هل يجب أن أخشى منه؟ بالتأكيد لا، تؤكد الدكتورة أميرة عوض، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر من مجموعة مستشفيات الإمارات دبي. مشيرةً إلى أن علاجاتٍ موضعية عدة يمكن الارتكاز إليها، لتخفيف حدة هذه المشكلة.

لكن هل يمكن العلاج منها نهائيًا؟ ماذا عن الأسباب والأعراض، وهل ترتبط بمشكلاتٍ صحية أو نقصٍ في الفيتامينات مثلًا؟ هذه الأسئلة وغيرها توجهنا بها إلى الدكتورة عوض، التي أجرت لنا ما يُشبه "التشريح" لمشكلة جلد الدجاجة الشائعة.

الدكتورة أميرة عوض أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر من مجموعة مستشفيات الإمارات دبي
الدكتورة أميرة عوض أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر من مجموعة مستشفيات الإمارات دبي

ما هو مرض جلد الدجاجة ولماذا سُمّي بهذا الاسم؟

"جلد الدجاجة" هو الاسم الشائع لحالةٍ جلدية تُعرف طبيًا بإسم التقرن الشعري (Keratosis Pilaris)؛ وهي حالةٌ شائعة وغير مؤذية تصيب الجلد. تتشكل نتيجة تراكم مادة الكيراتين – وهي بروتين طبيعي موجود في الجلد – داخل فتحات بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى انسدادها وظهور حبيباتٍ صغيرة خشنة على سطح الجلد، غير مؤلمة.

السبب وراء تسمية هذا المرض بـ"جلد الدجاجة" هو مظهرالجلد  الذي يُشبه كثيرًا جلد الدجاج بعد نزع الريش؛ وأحيانًا أخرى تُسمى جلد الفراولة بسبب تشابه المظهر.

ما أسباب جلد الدجاجة؟

السبب الرئيسي في التقرن الشعري أو جلد الدجاجة غير مفهوم بشكلٍ كامل، تجيب الدكتورة عوض؛ ولكن ثمة عوامل من المرجح أن تساهم في ظهور المرض.

1.     الأسباب الوراثية

يُعدَ العامل الوراثي السبب الأساسي في التقرن الشعري؛ حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 70% من المصابين لديهم تاريخٌ عائلي بالحالة. بعض الأشخاص يتوارثون المرض من عائلاتهم بسبب خللٍ في جين يُدعى الفلاجرين، وغالبًا الفتيات والسيدات هنَ الأكثر عرضةً للاصابة بهذه الحالة؛ وقد تظهر أيضا بشكلٍ أكثر شيوعًا عند الأطفال والمراهقين.

2.     الأسباب الحياتية والبيئية

•       جفاف الجلد، خاصةً في الشتاء أو المناطق ذات الطقس البارد.

•       قلة الترطيب اليومي للبشرة.

•       استخدام صابون قوي أو مُهيّج للبشرة.

•       الاستحمام بالماء الساخن بكثرة.

•       عدم تقشير الجلد بانتظام مما يؤدي إلى تراكم الخلايا الميتة.

•       التغيرات الهرمونية مثل سن البلوغ أو الحمل.

من الأكثر عرضة للإصابة بمرض جلد الدجاجة؟

بالإضافة إلى النساء (أكثر عرضة من الرجال) والأطفال والمراهقين؛ ثمة فئاتٍ معينة يمكن أن تعاني من جلد الدجاجة، مثل مرضى الأكزيما التأتبية أو الربو، ومن لديهم تاريخٌ وراثي او عائلي للحالة كما أسلفنا.

هل جلد الدجاجة مرضٌ خطير؟ وهل يؤثر على صحة أو شكل الجلد؟

لا يُصنّف التقرن الشعري كمرضٍ خطير أو مُهدد للصحة، تُطمئن الدكتورة عوض؛ وهو لا يُسبَب أية مضاعفات داخلية، لكنه قد يؤثر نفسيًا على بعض المرضى، خصوصًا في مراحل المراهقة، بسبب المظهر الخشن أو غير المتجانس للجلد، ما يُزعزع الثقة بالنفس.

من الناحية الطبية، يُصيب التقرن الشعري فقط الطبقة السطحية من الجلد دون أن يؤثر على الأنسجة أو الأعضاء؛ ولكنه يؤثر على صحة الجلد، بحيث يصبح المريض أكثر عرضةً للجفاف أو التهاب الجلد، أو تفاقم بعض الأمراض الجلدية الموجودة مسبقًا مثل الأكزيما.

الوراثة أهم سبب لحدوث جلد الدجاجة ويمكن تخفيفها بالكريمات الموضعية
الوراثة أهم سبب لحدوث جلد الدجاجة ويمكن تخفيفها بالكريمات الموضعية

هل جلد الدجاجة مرض مُعدي؟

لا شك في أن هذا السؤال يجول في خاطركِ الآن؛ لكن اطمئني، تجيب الدكتورة عوض، فجلد الدجاجة ليس مُعديًا على الإطلاق. لا يمكن أن ينتقل من شخصٍ إلى آخر عبر اللمس أو استخدام نفس الأدوات، لأنه ناتج عن اضطرابٍ داخلي في الجلد، وليس بسبب بكتيريا أو فيروس ما.

ما أعراض جلد الدجاجة؟

•       ظهور حبيباتٍ صغيرة خشنة وغير مؤلمة، تشبه حُبيبات الرمل، وغالبًا بلون الجلد أو مائلة للحُمرة.

•       خشونة واضحة في ملمس الجلد.

•       في بعض الحالات، قد يعاني البعض من احمرارٍ بسيط أو حكة خفيفة.

•       تكون البثور أحيانًا مصحوبةً بتصبغات جلدية خفيفة.

•       قد تسوء الحالة بسبب الطقس البارد أو الجفاف، لذا من الأفضل التنبه إلى هاتين المسألتين.

ما المناطق التي يُصيبها جلد الدجاجة؟

وفقًا لأخصائية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر من مجموعة مستشفيات الإمارات الدكتورة أميرة عوض؛ يظهر جلد الدجاجة في مناطق معينة من الجسم، خاصةً التي تحتوي على كثافة شعرية عالية مثل:

1.     الجزء العلوي من الذراعين (الأكثر شيوعًا).

2.     الفخذين، خاصةً الخلفية منها.

3.     الأرداف.

4.     الوجه، وبشكلٍ خاص الخدين، لدى الأطفال.

5.     الساقين، وأحيانًا عند الركبة.

هل جلد الدجاجة مرتبط بحالاتٍ صحية أخرى؟

نعم، التقرن الشعري غالبًا ما يكون مصاحبًا لحالاتٍ جلدية أخرى، منها:

•       الأكزيما التأتبية  (Atopic Dermatitis).

•       الربو التحسسي.

•       حمى القش (المعروفة أيضًا بالتهاب الأنف التحسسي، وهي رد فعلٍ تحسسي تجاه مواد معينة في الهواء، مثل حبوب اللقاح أو الغبار أو وبر الحيوانات).

•       حالات وراثية نادرة مثل متلازمة داون أو متلازمات جلدية أخرى، قد يُذكر فيها التقرن كشكلٍ من الأعراض.

هل لجلد الدجاجة علاقةٌ بنقص الفيتامينات؟

تشير دراساتٌ عدة إلى أن نقص بعض العناصر الغذائية، قد يُفاقم حالة جلد الدجاجة أو يُضعف قدرة الجلد على التجدد، ومن هذه الفيتامينات:

1.     فيتامين  A: مهم لتنظيم الكيراتين.

2.     فيتامين C وE: يُساهمان في ترميم الخلايا وتحسين مرونة الجلد.

3.     الأحماض الدهنية أوميغا 3: التي تُقوي الحاجز الدهني للجلد وتُقلَل الالتهابات.

ومع ذلك، تبقى الأسباب الوراثية هي المحرك الأساسي لهذه الحالة.

جلد الدجاجة أسبابه، أعراضه، وأفضل طرق العلاج-رئيسية واولى
جلد الدجاجة أسبابه، أعراضه، وأفضل طرق العلاج

هل ثمة علاجات لجلد الدجاجة؟

نعم، توجد عدة خيارات علاجية، تؤكد الدكتورة عوض؛ بالرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي حتى اليوم. ويهدف العلاج حاليًا إلى تحسين المظهر والملمس وتقليل النتوءات.

تتضمن هذه العلاجات ما يلي:

1.     الترطيب اليومي المكثف: باستخدام مرطباتٍ طبية تحتوي على حمض اللاكتيك  (Lactic Acid)، حمض الساليسيليك (Salicylic Acid) واليوريا  (Urea). تساعد هذه المواد على ترطيب الجلد وتقشير الخلايا الميتة تدريجيًا، كما أنها تساعد على ازاله طبقات الكيراتين المتراكمه

2. كريمات الريتينويد الموضعية: مثل التريتينوين أو الأدابالين، والتي تُسرّع من تجدَد الجلد وتفتح المسامات. وتُستخدم هذه الكريمات تحت إشرافٍ طبي.

3. جلسات التقشير الكيميائي: باستخدام أحماضٍ خفيفة، ولكن يجب أن تكون بحذرٍ حتى لا تتفاقم المشكلة؛ (AHA, BHA) تعمل على إذابة الكيراتين المتراكم بلطف.

4. العلاج بالليزر: يُستخدم لعلاج الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، خاصةً عند وجود احمرار مزمن. كما أن ليزر إزالة الشعر قد يُساعد في تحسن الحالة كثيرًا.

هل يمكن تجنّب الإصابة بجلد الدجاجة، وكيف؟

إذا كان السبب وراثيًا، فلا يمكن منع ظهوره تمامًا؛ لكن يمكن التحكم فيه وتقليل شدّته عبر:

•       ترطيب الجلد يوميًا خاصة بعد الاستحمام.

•       تجنب الاستحمام الطويل بالماء الساخن.

•       استخدام صابون استحمام لطيف وخالي من العطور.

•       تقشير الجلد مرتين أسبوعيًا بمقشرات غير قاسية؛ ولكن يجب تجنب the body  scrubs  لأنها تُساهم في جفاف الجلد، كما تؤذي الطبقة السطحية المسؤولة عن حماية الجلد، مما يُعرَضها للالتهابات والعدوى.

•       تناول غذاء متوازن يحتوي على فيتامينات A وE  وأوميغا 3.

هل يمكن أن يختفي جلد الدجاجة مع التقدم بالعمر؟

نعم، في كثيرٍ من الحالات، يُلاحظ أن جلد الدجاجة يتراجع أو يختفي تدريجيًا بعد سن الثلاثين، خاصةً عند النساء. وقد تبقى الحالة مدى الحياة، لكن بأعراضٍ أخف في مراحل لاحقة؛ لذا من الضروري متابعة الحالة مع الطبيب المختص فور ظهورها.

في الخلاصة؛ فإن جلد الدجاجة أو التقرن الشعري هو من أكثر الحالات الجلدية شيوعًا، لا يُمثَل خطرًا صحيًا، لكنه يُؤثر على مظهر الجلد وبالتالي على راحة المريض النفسية. وباتباع خطوات العناية الصحيحة، واللجوء إلى الطبيب عند الحاجة، يمكن التحكم في الأعراض بشكلٍ فعال وتحقيق تحسنٍ ملحوظ في ملمس ومظهر البشرة.