هل نزول الدورة الشهرية يوم أو يومين فقط أمر طبيعي
هل نزول الدورة الشهرية يوم أو يومين فقط أمر طبيعي، وكما بات معلوماً فإن نزول الدورة الشهرية ينبأ ببدء مرحلة البلوغ لدى الفتيات الصغيرات. وتبدأ الدورة الشهرية عادة بين سن التاسعة و14 عاماً، وتحدث للنساء كل 28 يومًا تقريبًا؛ لكن تبقى هناك بعض الإختلافات في الدورة من امرأة لأخرى، فقد تتراوح بين 24 يومًا إلى 35 يومًا.
نزول الدورة الشهرية أو الحيض هو مؤشر على نزول بطانة الرحم التي تنزل تلقائياً نتيجة عدم حصول الحمل. إذ أن لدى كل امرأة مبيضين، وكل مبيض يحمل مجموعة من البويضات ذات الحجم الصغير، ويحدث التبويض لدى المرأة خلال اليوم 11 إلى اليوم 21 من بدء الدورة الشهرية، وهي الفترة التي تسمى الإباضة .
وخلال فترة التبويض، يمكن أن يحدث الحمل لدى المرأة من خلال تخصيب البويضة بالحيوانات المنوية، ويمكن أن تشعر بعض النساء بأعراض التبويض، وهي عبارة عن ألم في أسفل البطن أو في أحد الجانبين، وقد لا تشعر المرأة بهذه الأعراض.
حدوث الدورة بشكل منتظم هو مؤشر على صحة الجهاز التناسلي لدى المرأة، أما في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية، فقد يدل على وجود اضطرابات في الهرمونات وحاجة المرأة إلى متابعة مع الطبيبة النسائية.
في موضوعنا اليوم، نتطرق لمسألة مهمة من اضطراب الدورة الشهرية عند المرأة، ألا وهي نزول الحيض يوم أو يومين ثم اختفاؤه. فهل يدل ذلك على حدوث حمل، أم هناك أسباب أخرى وراء هذا الأمر؟

هل نزول الدورة الشهرية يوم أو يومين فقط أمر طبيعي
تتراوح مدة الدورة الشهرية العادية بين يومين إلى 7 أيام، لكن بعض النساء قد يعانين من توقف النزف بعد يوم أو يومين من بدء الدورة. ما يجعلها تتساءل عما إذا كانت حامل، كون الحمل هو المؤشر الأول على توقف نزول الحيض.
والأمر صحيح، إذ أن الحمل يتسبب بنزول الدورة ليوم أو يومين جراء انغراس البويضة التي تم تخصيبها في بطانة الرحم. ويُطلق على هذا النزيف إسم نزيف الإنزراع، على شكل دم خفيف يستمر بين 24-48 ساعة ثم يختفي.
كما أن هناك أسباباً أخرى وراء نزول الدورة الشهرية يوم أو يومين فقط، وهي الآتية كما جمعناها من عدة مواقع على الإنترنت:
- الحمل خارج الرحم: يشير موقع "ويب طب" إلى أن الحمل خارج الرحم أو ما يُسمى الحمل المنتبذ أو الحمل الهاجر، هو أحد الحالات التي ينزل فيها دم الدورة الشهرية على شكل نزيف خفيف مع آلام في الحوض ليوم أو يومين ثم يختفي. وفي هذا النوع من الحمل، تلتصق البويضة المخصبة في مكان ما خارج جوف الرحم مثل قناة فالوب أو المبيض أو عنق الرحم، وتبلغ نسبة انتشار الحمل المُنتبذ نحو 2% من مجموع حالات الحمل.
والحمل خارج الرحم مسألة تتطلب التوجه فوراً إلى الطبيب كون استمرار البويضة المخصبة في قناة فالوب قد يتأتى عنه انفجارها لاحقاً مسبباً نزيفاً غزيراً داخل البطن.
- المرحلة العمرية: عادة ما تشهد الفتيات في سن المراهقة عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة الإختلالات الهرمونية وعدم نضوج الجهاز التناسلي كلياً، ما يؤدي لنزول الدورة الشهرية ليوم أو يومين فقط بعكس المدة المعهودة. كما أن النساء في مرحلة سن اليأس عرضة لنزول الدورة الخفيفة أو قصيرة المدة، بسبب الإضطرابات الهرمونية التي تشهدها النساء خلال هذه المرحلة.
- الوزن: يلعب تذبذب الوزن بين الخسارة والإكتساب، دوراً رئيسياً في اضطراب الدورة الشهرية ونزولها ليوم أو يومين فقط. كما أن المرأة النحيفة جداً عرضة لمشاكل في الهرمونات تنعكس سلباً على انتظام دورتها الشهرية واقتصارها على يومين فقط.
- النظام الغذائي: إن اكتساب كمية كبيرة من الدهون من الطعام، يمكن أن يؤثر سلباً على المعدل الطبيعي للدورة الشهرية.
- اضطرابات الأكل: مثل فقدان الشهية أو النهم العصبي، مشاكل تتسبب باضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها بحيث تنزل ليوم أو إثنين فقط.
- الرضاعة الطبيعية: خلال هذه الفترة، قد تشهد المرأة بعض الإضطراب في الدورة الشهرية إن لجهة موعد نزولها أو مدتها. ويعود السبب في ذلك لهرمون إنتاج الحليب الذي يمنع الإباضة ويؤخر الدورة الشهرية. لكن بعض النساء يشهدن نزول بعض نقاط الدم الخفيفة أثناء الرضاعة الطبيعية، وما أن تنتهي هذه المرحلة وتستعيد المرأة انتظام هرموناتها الطبيعية، فإن الدورة الشهرية المنتظمة تعود من جديد.
- وسائل منع الحمل: ومنها حبوب منع الحمل واللولب، هي وسائل تحول دون انتظام الدورة الشهرية كونها تمنع إطلاق البويضات. ما يجعل بطانة الرحم رقيقة بعكس المعتاد، لتصبح الدورة الشهرية خفيفة وغير منتظمة.
- التوتر والضغط النفسي: تؤثر الحالة النفسية المضطربة والتوتر والضغط العصبي، على نواحي عديدة من حياة الإنسان وصحته، والأمر ذاته ينطبق على انتظام الدورة الشهرية. فالقلق والتوتر الزائدين قد يؤثران سلباً على هرمونات المرأة ما يجعلها تعاني من عدم نزول الدورة الشهرية في موعدها أو نزولها غزيرة أو خفيفة ليوم أم إثنين. وما أن يخف الضغط النفسي، حتى تستعيد الدورة الشهرية انتظاماً من جديد.
- ممارسة الرياضة بكثرة: تهوى بعض النساء ممارسة الرياضة بشكل مكثف إما لإنقاص الوزن أو اكتساب العضلات، لكن الرياضة المجهدة والشديدة قد تتسبب بتغيرات في الدورة الشهرية لجهة عدم الإنتظام ونزولها ليوم أو يومين عوضاً عن المدة المعهودة. ويعود السبب في ذلك لاستخدام الكثير من طاقة الجسم، وعدم تناول غذاء صحي متكامل العناصر.
- تكيس المبايض: مشكلة صحية تعاني منها بعض النساء، وتؤدي لحدوث تغيرات في نظام الدورة الشهرية، إن لجهة مواعيد نزولها أو كميتها. إذ يمكن أن تكون الدورة الشهرية غزيرة للغاية أو خفيفة جداً، كما أنها لا تنتظم في موعد ثابت كل شهر.

ويتطلب تكيس المبايض مراجعة الطبيبة النسائية للحصول على العلاج المناسب لمنع اضطراب الدورة الشهرية وغيرها من الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه المشكلة مثل ظهور حب الشباب والشعر بكثافة، السمنة، ومشاكل في الخصوبة والإنجاب.
في الخلاصة، ننصحك عزيزتي بمراقبة الدورة الشهرية لديك، ومراجعة الطبيبة في حال عدم انتظامها أو نزولها قوية أو خفيفة كون هذا الإضطراب مرده لمشكلة يمكن للطبيبة وحدها تشخيصها وعلاجها.