ما مدى فعالية كورونا عند انتقاله بالهواء

على الرغم من انقضاء عامين على أول ظهور لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، وقيام الباحثين والعلماء بمئات الدراسات والأبحاث حوله، ما زال الفيروس التاجي يثير المزيد من التساؤلات ما يوحي بعدم التوصل لمعرفة كل شيء عنه حتى الساعة.

ويأتي هذا المعتقد من تحورات الفيروس المتكررة واختلافاتها الجذرية، إن لجهة طريقة انتقال العدوى أو الأعراض المرافقة له أو الأعضاء التي يصيب تحديداً في جسم الإنسان.

وفي خضم تفشي متحور أوميكرون السريع بين الناس حول العالم، مسجلاً ملايين الإصابات في غضون أول أسبوع من السنة الجديدة، فإن الباحثين يسعون لتحديد مدى فعالية فيروس كورونا في إصابة الناس عند انتقاله في الهواء، فما الذي توصل إليه بعض العلماء من مركز أبحاث الهباء الجوي في بريطانيا في هذا الخصوص؟

فقدان فيروس كورونا لنسبة عالية من قدرته في الهواء

ما مدى فعالية كورونا عند انتقاله بالهواء

هذا ما خلص إليه باحثون من المركز المذكور أعلاه في جامعة بريستول البريطانية، مشيرين إلى أن فيروس كورونا المستجد يفقد حوالي 90% من قدرته على إصابة الآخرين وذلك خلال 20 دقيقة من انتقاله في الجو.

وأكد البروفسور جوناثان ريد، مؤلف الدراسة، أن ارتداء الكمامة وأقنعة الوجه والحفاظ على التباعد الإجتماعي هي أفضل السبل للوقاية من مرض كوفيد 19، كما جاء على موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن صحيفة "ذا غارديان".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن ريد قوله أن الدراسات السابقة أثبتت إستمرار فعالية الفيروس التاجي المعدي لثلاث ساعات في الهواء، إلا أن تجربة المركز المختص الأخيرة أفضت لنتائج معاكسة.

تفاصيل الدراسة

عمل الباحثون خلال الدراسة على تطوير جهاز يسمح بتوايد أي عدد من الجسيمات الدقيقة المحتوية على فيروسات، ورفعها برفق بين حلقتين كهربائيتين في أي مكان ما بين 5 ثوان إلى 20 دقيقة، مع التحكم بدرجة الحرارة والرطوبة والأشعة فوق البنفسجية.

ووفقاً للدراسة التي لم تخضع للمراجعة بعد، فإنه ونظراً لأن الجزيئات الفيروسية تترك الرئة الرطبة نسبياً والغنية بثاني أكسيد الكربون، فإنها تفقد الماء بسرعة وتجف، في حين أن الإنتقال لمستويات أقل من ثاني أكسيد الكربون مرتبط أكثر بزيادة سريعة في درجة الحموضة.

وقال ريد في تعليقه على الدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها أي شخص من محاكاة ما يحدث للهباء الجوي أثناء عملية الزفير".

كورونا.. موجة جديدة كل 4 أشهر

يبدو أن لا راحة متوقعة من فيروس كورونا ومتحوراته في المدى القريب، بالرغم من تطمين العديد من الخبراء المحليين والعالميين من أن متحور أوميكرون الأخير، قد يكون بداية نهاية الجائحة التي كبدت العالم ملايين الأرواح والإصابات ومليارات الدولارات من الخسائر الإقتصادية والمالية.

فقد أفادت منظمة الصحة العالمية في تصريح حديث، بأن العالم قد يشهد موجة جديدة من وباء كوفيد كل 4 أشهر. وقال الدكتور ديفيد نابارو، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا رداً على سؤال حول إمكانية حدوث زيادة في الفيروس التاجي مرتين أو ثلاث في السنة، أن الطريقة التي ينشط فيها الفيروس هو أنه يتراكم ثم يندفع بشكل كبير، ثم ينخفض مرة أخرى، ليعود ويرتفع مرة أخرى كل 3-4 أشهر.

مشيراً إلى أن استمرار الحياة وعودة الإقتصاد إلى العمل من جديد أمر ممكن في العديد من الدول، لكن من الضروري إحترام الفيروس وإيجاد خطط جيدة للتعامل مع الطفرات المفاجئة كما جاء على موقع "العربية.نت".

ولفت نابارو إلى أن الفيروس سيشكل وضعاً صعباً للغاية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على الأقل، لكنه أوضح أنه من الممكن أن "نرى النهاية في الأفق".