مضادات الإكتئاب هل تقلل من الوفاة بسبب كورونا
ما زال خطر فيروس كورونا يتهدد حياة الملايين حول العالم، في وقت عاد فيه الفيروس التاجي للتفشي من جديد في عدد من الدول حاصداً المزيد من الإصابات والوفيات.
وفي خضم الحديث عن تحول فيروس كورونا لاضطراب صحي موجود في المجتمع لكن بخطورة أقل في السنة المقبلة والسنوات التي تليها، بحسب فاوتشي كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، فقد برز للعلن الحديث عن مفاجأة قد تعد "سارة" لجهة الوقاية من خطر الموت بسبب كورونا.
ويتمثل هذا الحديث عن دور كبير لمضادات الإكتئاب في تقليل خطر الوفاة نتيجة عدوى فيروس كورونا، بعدما أثبتت هذه المضادات سابقاً دوراً هاماً في تقليل مضاعفات مرض كوفيد 19 والحاجة للإستشفاء.
مضادات الإكتئاب تقلل من الوفاة نتيجة الإصابة بكورونا
هذا ما كشفت عنه دراسة قام بها باحثون من جامعة أمريكية ونشرت نتائجها في دورية JAMA Network Open، كمزيد من الأدلة على أن تناول بعض مضادات الإكتئاب قد يخفض خطر الوفاة بسبب كورونا.
وبحسب الدراسة التي تحدث عنها موقع "العربية.نت" نقلاً عن موقع CNN الأمريكي، تشير لإمكانية مساعدة هذه المضادات الأفراد الذين ليس لديهم إمكانية بعد الحصول على اللقاحات والتي تعد خط الدفاع الأول في الوقاية من عدوى فيروس كورونا.
ومضادات الإكتئاب التي تحدثت عنها الدراسة، تشمل مثبطات امتصاص السيروتونين الإنتقائية، مثل فلوكستين الذي يباع على نطاق واسع تحت الإسم التجاري Prozac، وعقارا فلوفوكسامين أو لوفوكس.
وذكر الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا فلوكستين، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 28% بسبب كورونا، فيما كان المرضى الذين يتناولون فلوفوكسامين الموصوف في أغلب الأحيان لعلاج اضطراب الوسواس القهري، أقل عرضة للوفاة بنسبة 26%.
فيما شهد الأشخاص الذين تناولوا أي نوع من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، انخفاضاً في خطر الوفاة بنسبة 8%.
تفاصيل الدراسة
وكانت الدراسة استخدمت أكثر 83 ألف سجل إلكتروني لمرضى تم تشخيص إصابتهم بمرض كوفيد 19 من 87 مركزاً طبياً في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما فيهم أشخاص أصيبوا بالمرض بين أشهر يناير وسبتمبر من العام الفائت.
وتحدثت مارينا سيروتا، الأستاذة المشاركة في طب الأطفال وعضو معهد باكار لعلوم الصحة الحاسوبية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو التي عملت على الدراسة، في بيان حول الدراسة أنه "لا يمكننا معرفة ما إذا كانت الأدوية تسبب هذه التأثيرات، لكن التحليل الإحصائي يظهر ارتباطاً كبيراً".
مضيفة: "لقد كانت دراسة بأثر رجعي، لذلك ستكون هناك حاجة لمزيد من البحث لتحديد سبب هذا الإنخفاض المحتمل في الوفيات. ولكن حقيقة أن أي ارتباط مخفف مع الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 هو أمر مثير للاهتمام".
كيف تعمل مضادات الإكتئاب على خفض الوفاة بسبب كورونا؟
ترجح إحدى النظريات أن مضادات الإكتئاب قد تقلل من إنتاج المركبات الإلتهابية التي باتت تُعرف بإسم السيتوكينات التي ينتجها الجسم، وقد يزيد إنتاجها في بعض الأحيان كاستجابة لعدوى كوفيد-19 الشديدة.
وليست الدراسة الأمريكية هي الوحيدة حول العلاقة بين مضادات الإكتئاب وكورونا، فقد سبقتها دراسة فرنسية خلصت لوجود صلة بين فلوكستين وتقليل خطر الوفاة. فيما شهدت دراسات صغيرة أخرى نتائج مماثلة.