كيفية الحفاظ على صحة القلب بعد سن 50
يتعرض الإنسان بعد سن الخمسين للكثير من المشاكل الصحية، ومن ضمنها مشاكل وأمراض القلب والتي تنجم عن حدوث تصلب في الشرايين وارتفاع في ضغط الدم والعديد من الأمراض، بالإضافة إلى زيادة الوزن وتغير الهرمونات خاصة عند السيدات.
وتكون المخاطر عند السيدات أكثر من تلك التي تواجه الرجال، ويعود السبب في ذلك لانخفاض هرمون الإستروجين في الدم بعد انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى زيادة الخطر على القلب.
وبحسب الدكتور علي محمد سيد، إستشاري أمراض القلب من مستشفى بارين في أبوظبي، يعتبر ارتفاع السن أو زيادة العمر في حد ذاته من ضمن العوامل التي تسبب أمراض القلب، وتنتشر هذه الامراض بشكل اكثر بعد الخمسين وبنسبة 40%.
وتبين من التجارب أن استخدام السيدات للهرمونات التعويضية بعد انقطاع الطمث، لم يؤد إلى تحسن في الحالة الصحية للقلب والشرايين بل تسبب فى زيادة إصابتهم بأمراض القلب.
حساب احتمال الإصابة بأمراض القلب
عندما يصل عمر الإنسان إلى 50 عاماً، عليه أن يكون على دراية بالحالة الصحية للقلب والشرايين وذلك عن طريق الفحوصات والقياسات لضغط الدم والسكر والكوليسترول وحساب احتمال إصابته بأمراض القلب خلال ال 10 سنوات التالية. وهذا هو المتبع دائماً في عيادات القلب، حيث يتم حساب احتمالية إلاصابة بأمراض القلب خلال العشر سنوات التالية وذلك لمن قد تعدى عمرهم 40 سنة للرجال و50 سنة للسيدات.
ثم يتم بعد ذلك متابعة هذا القياس كل خمس سنوات بتقييم حالة القلب والشرايين، واستخدام الوسائل المناسبة من تغيير نمط الحياة والعلاجات المختلفة للوقاية والعلاج.
أسباب الإصابة بأمراض القلب
يقول الدكتور سيد أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة التعرض لأمراض القلب بعد عمر الخمسين، وهي عوامل نفسية واجتماعية وعوامل مرضية تشمل التالي:
- التاريخ العائلي لأمراض القلب.
- التدخين.
- إرتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- إرتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكري.
- زيادة الوزن أو السمنة.
وبالنسبة للسيدات، يُعتبر الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم مع الحمل أو ارتفاع السكر مع الحمل، كذلك التعرض للإجهاض المتكرر من عوامل الإصابة بأمراض القلب بعد عمر الخمسين.
طرق الوقاية من أمراض القلب
للوقاية من أمراض القلب، ينصح الدكتور سيد بضرورة الابتعاد عن بعض الأشياء الضارة مثل التوتر والإنفعال الشديد. إضافة لتجنب تناول الهرمونات التي تُعطى بعد سن الخمسين بالنسبة للسيدات، وتقليل الضغط عن 140÷90 و يفضل أن يكون بين 120 إلى 130 إضافة لخفض الكوليسترول الضار عن 100 مليجرام لكل ديسيلتر، وتجنب التعرض للتلوث والإنبعاثات الكربونية.
ومن العوامل الأخرى التي تفيد الإنسان وتقي من أمراض القلب، تجنب نمط الحياة الغير نشيط والامتناع عن التدخين والمحافظة على الوزن المثالي.
ويؤكد الدكتور سيد أن المحافظة على نسبة الكوليسترول وتقليلها إلى النصف عند المصابين بأحد أمراض الشرايين وأمراض القلب وكذلك ضبط نسبة السكر، هي من أهم عوامل المحافظة على صحة القلب.
مضيفاً أن ممارسة الرياضة المشي والسباحة وركوب الدراجات وكذلك الجري، تعد عوامل مهمة للحفاظ على صحة القلب. وينبغي أن تكون بين 20-30 دقيقة يومياً ولمدة تتراوح بين 5-6 أيام أسبوعياً.
ويساعد استخدام تقنيات حديثة لمراقبة النشاط، مثل الساعات الديجيتال الحديثة التي تراقب كمية السعرات الحرارية المستهلكة ووقت النشاط الرياضي ومتابعة نبض القلب وفي بعض الأحيان، التسجيل والتنبيه لحدوث أي اختلال في نبض القلب.
الغذاء الصحي للوقاية من أمراض القلب
أظهرت دراسات المعهد الوطني لأمراض القلب والرئة والدم، أن الغذاء الصحي الذي يؤدي إلى تقليل نسبة الإصابة بأمراض القلب لابد أن يتضمن تقليل الدهون المشبعة كالوجبات السريعة والبرجر والنقانق واللحوم عالية الدهون كلحم الخروف، والإكثار من الأسماك الدهنية والتونة والسلمون والسردين.
إضافة إلى الإكثار من الحبوب والمكسرات الغير مملحة والزيوت المفيدة كزيت الزيتون، وكذلك زيت فول الصويا وزيت الكانولا وزيت الأفوكادو. كما يعتبر زيت بذور الكتان من الزيوت المفيدة لصحة القلب، فهو يحتوي على كمية عالية من الأوميغا 3. بجانب الإقلال من الزيوت المهدرجة مثل زيت النخيل وزيت الذرة وزيتعباد الشمس وكذلك السمن النباتي.
وقد أثبتت دراسة علمية نشرت في عام 2018 أن الحمية الغذائية التي يستخدمها سكان مناطق البحر المتوسط تقلل من حدوث الأزمات القلبية والجلطات الدماغية بنسبة 30%. وهي تحتوي أساساً على زيت الزيتون والمكسرات والخضروات والفواكه، وكذلك الحبوب والقمح الكامل أو ما يسمى بالخبز كامل القمح داكن اللون، وكذلك الأسماك والكثير من الاعشاب والتوابل.
ويشدد الدكتور سيد على السيدات وجوب المحافظة على الوزن المثالي والذي يعتمد على قياس محيط الخصر بحيث يكون أقل من 88 سنتيمتر عند السيدات وأقل من 102 عند الرجال، لأنه إن زاد عن ذلك يعرَض الشخص للإصابة بأمراض السكر والكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.