لماذا يموت بعض الناس من كورونا حتى بعد أخذ اللقاح
ما زال العالم شبه منقسم بين مؤيد لأخذ اللقاح للوقاية من عدوى فيروس كورونا، وبين من يعارضه بشدة. وهي مسألة لم يستطع الطب ولا خبراء الصحة حسمها بعد على الرغم من الدراسات والأبحاث والحملات الكثيرة التي قام بها المختصون والهيئات الصحية في كافة الدول، لتشجيع الناس على تلقي التطعيم الذي يضمن وقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وإن لم تكن اللقاحات المتوفرة حالياً تقدم 100% مناعة ضد فيروس كورونا الجديد.
وتأتي بعض الوفيات ضمن مجموعات الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، لتشجع المعارضين على المضي قدماً في رفضهم للتطعيم، آخرها كانت وفاة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول على الرغم من حصوله على اللقاح.
ما يطرح السؤال التالي: لماذا يموت بعض الناس من كورونا حتى بعد أخذ اللقاح؟ وهو ما سوف نحاول إيجاد أجوبة له معكم اليوم، فتابعوا القراءة.
لماذا يموت بعض الناس من كورونا حتى بعد أخذ اللقاح
بات محسوماً إمكانية الإصابة بفيروس كورونا أكثر من مرة، أو حدوث مضاعفات تضطر المصاب بالفيروس دخول المستشفى وصولاً إلى الوفاة. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون: ما دامت فعالية اللقاحات المعتمدة حالياً معتمدة سريرياً، لماذا قد تسبب الإصابة بفيروس كورونا تدهور الحالة الصحية بعد التلقيح أو الوفاة؟
وتشير معظم الجهات الصحية لوجود 3 مستويات من الحماية حسب الحالة الصحية للأفراد، وتشمل التالي:
- الحماية من العدوى.
- الحماية من عدوى الأعراض.
- الحماية من النتائج السلبية للإصابة بفيروس كورونا حتى مع ظهور الأعراض.
أما أسباب تدهور الحالة الصحية لمرضى كورونا حتى بعد التطعيم، فيردها الخبراء لعدة أسباب منها عدم فعالية للقاح لدى قلة من الأشخاص الملقحين إذ يمكن أن يكون اللقاح فعالاً بنسبة تصل إلى 95% بين الملقحين، فيما يثبت عدم فعاليته بين 5-15% بين أقرانهم ممن حصلوا على اللقاح.
كما تؤثر الحالة الصحية للشخص في فعالية اللقاح، فبعض المتلقحين قد يعانون من ضعف في وظيف المناعة بسبب التقدم بالسن أو بسبب حالة صحية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات صحية، وحتى الموت في حالات نادرة. وهؤلاء الأشخاص هم مرضى السرطان وغسيل الكلى، والأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
كذلك فإن اللقاحات قد لا تتصدى بشكل كاف لبعض المتغيرات التي تحصل في حياتنا اليومية. وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية ومنها، وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن لقاحات الكوفيد المصرح باستخدامها توفر الحماية ضد معظم المتغيرات. لكن بعض المتغيرات قد تسبب المرض لبعض الأشخاص بعد أن يتم تطعيمهم بشكل تام.
فضلاً عن سبب رابع وقوي، هو عدم أخذ الجسم الوقت الكافي لبناء الحماية المطلوبة من عدوى فيروس كورونا. إذ يستغرق الجسم عادة مدة أسبوعين على الأقل لتكوين حماية وتعزيز الإستجابة المناعية بعد التلقيح، لذا يمكن أن يمرض الإنسان خلال هذه الفترة ويعاني من مضاعفات خطيرة في حال لم يأخذ اللقاح الوقت الكافي لبناء المناعة.
آمنية اللقاحات للكثير من الناس
تجدر الإشارة إلى أن اللقاحات المتاحة حالياً تم تصنيفها على أنها آمنة، ولها بعض الآثار الجانبية الخفيفة مقارنة بآثار الإصابة بكوفيد. لذا ينصح خبراء الصحة باعتماد اللقاح لوقف الوباء على نطاق واسع، ليس فقط لجهة خفض الإصابات وإنما لخفض أعداد الوفيات ومنع الفيروس التاجي من التحور والإنتشار.
وفيما يخص وفاة الوزير السابق كولن باول التي أثارت الجدل بشكل واسع خلال الأيام الماضية، شرحت الدكتورة لينا وين، طبيبة طوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، بعض الأسباب والإحتمالات لموت ملقحين بالكامل.
مشيرة إلى أن اللقاحات لا تحمي بنسبة 100% لأنه لا يوجد علاج طبي فعال بنسبة تامة. لكن هذا لا يعني أن اللقاح لا يعمل أو لا يجب تلقيه، مؤكدة أن بعض الفئات هي أكثر عرضة لتطوير مضاعفات خطيرة بسبب التقدم بالسن أو المعاناة من الأمراض المزمنة، وهي الحال التي كان فيها باول كونه كان يعاني من مرض السرطان الذي أضعف مناعته، إضافة إلى أنه كان كبيراً في السن، كما أورد موقع "العربية.نت".