خبراء يؤكدون: الوقت وعدم تجاهل الأعراض للحد من النوبات القلبية

تحدث النوبة القلبية عندما تمنع الجلطة الدموية تدفق الدم في الشريان التاجي، وهو الوعاء الدموي الذي يوصل الدم إلى جزء من عضلة القلب مما قد يؤدي إلى تلف هذا الجزء أو حتى تدمير عضلة القلب الكلي.

في الماضي كانت النوبات القلبية تنتهي في أحيان كثيرة بالموت، أما اليوم فغالبية الذين يصابون بنوبات قلبية يبقون أحياء على قيد الحياة وذلك بفضل الوعي المتزايد لعلامات النوبات القلبية وأعراضها وبفضل تحسين العلاجات وتطويرها.

ويغتنم أطباء مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، والمركز المعتمد لآلام الصدرمن قبل دائرة الصحة في أبوظبي، اليوم العالمي للقلب الذي يوافق 29 سبتمبر، لحث أعضاء المجتمع على عدم تجاهل أي علامة أو إشارة لآلام الصدر، والتعامل معها على محمل الجد من خلال المبادرة بطلب الرعاية الطبية المناسبة دون أي تأخير.

أهمية الوقت في التعامل مع أعراض النوبة القلبية

وشدّد الدكتور محمود طرينة، أخصائي طب القلب التداخلي في معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، على أهمية عامل الوقت في التعامل مع النوبات القلبية قائلاً: "كل دقيقة تمر دون علاج من الممكن أن تؤثر سلباً على تحقيق النتائج المرجوة لحماية حياة المريض. كما أن التأخير لمدة ساعة في التعامل مع الحالة مرتبط بزيادة معدل الوفيات بنسبة 8٪".

مضيفاً: "نوصي أفراد المجتمع بعدم التهاون في التعامل مع آلام الصدر، فنصيحتي للجميع هي عدم انتظار معرفة ما إذا كانت الأعراض ستزول بعد فترة أم لا، وإنما المبادرة بطلب الرعاية الصحية أو التوجه إلى مركز متخصص في آلام الصدر في أسرع وقت ممكن".

الام الصدر والتعب الشديد من اعراض الاصابة بالنوبة القلبية

من جهته قال الدكتور لارس سفينسون، رئيس معهد عائلة سايدل وأرنولد ميلر لأمراض القلب والأوعية الدموية والصدرفي كليفلاند كلينك: "تُظهر الأبحاث التي أُجريت في كليفلاند كلينك أن مدى سرعة حصول المريض على خدمات الرعاية الفعالة التي تستند لأفضل الممارسات المثبتة، يمكن أن يقلل معدل الوفيات داخل المستشفى".

وتشير البيانات الحديثة إلى أن 15٪ فقط من حالات النوبات القلبية الحادة تصل إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" في سيارة إسعاف، وهو أقل بكثير من النسبة المئوية في الولايات المتحدة. ويصل الغالبية العظمة من المرضى في أبوظبي، إلى قسم الطوارئ بعد أن يوصلهم أحد أصدقائهم أو أفراد عائلتهم.

وأضاف الدكتور طرينة: "لا تتمتع جميع أقسام الطوارئ في المستشفيات بالقدرة ذاتها على تقديم رعاية سريعة وعالية الجودة لمرضى النوبات القلبية خاصةً في الأوقات المتأخرة من الليل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع. وهذا يعني أن المرضى الذين لا يتوجهون مباشرة إلى مركز متخصص لآلام الصدر يمكن أن يتعرضوا لتأخير غير ضروري في تلقي العلاج المناسب لحالتهم. إن طلب سيارة الإسعاف فور الشعور بأي أعراض أو وخزات في الصدر يساعد المسعفين على بدء التشخيص والاتصال بالمستشفى وإخطار الفريق المختص بقرب وصول حالة تعاني من أزمة قلبية، وبالتالي توفير دقائق قد تكون ثمينة لحياة المريض من خلال البدء بتقديم العلاج بمجرد وصوله إلى المستشفى دون أي تأخير".

أعراض ومؤشرات الإصابة بالنوبة القلبية

تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بالنوبة القلبية تنبئ بالأعراض التالية:

  • ألم مفاجئ ومتزايد في منطقة الصدر مع الشعور بذبحة صدرية.
  • يمتد الألم إلى الفك أو الحلق أو الذراع أو الظهر أو أعلى المعدة.
  • التعرق الشديد أو البارد.
  • الغثيان والقيء.
  • الدوار.
  • ضيق التنفس.
  • الشعور بعسر الهضم أو الحموضة المعوية.
  • تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  • الإرهاق والتعب الشديد.
  • الشعور بالثقل أو ضيق الصدر.

وفيما يخص عرض الذبحة الصدرية، يمكن أن تختلف أعراض النوبة القلبية حسب الجنس إذ قد لا تعاني العديد من النساء من آلام في الصدر على الإطلاق، فقط في الرقبة أو الفك أو الظهر، من بين علامات وأعراض أخرى.