"قبعة ذكية" لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري والتدخين

كثيرة هي المشاكل الصحية والنفسية التي يعاني منها الناس خصوصاً في الآونة الأخيرة مع استمرار انتشار جائحة كوفيد-19. وكثيرة بالمقابل هي محاولات الأطباء والعلماء البحث عن حلول وعلاجات لهذه المتاعب التي تثقل كاهل المصابين بها والسلطات الصحية على حد سواء.

لهذا تشهد المعارض التخصصية العديد من الإختراعات والإكتشافات الساعية لتحسين جودة الحياة والتخلص من الأمراض والمشاكل الصحية التي تواجهنا.

وخلال معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي انعقد في إمارة دبي الأسبوع الماضي، تم الكشف عن جهاز على شكل قبعة ذكية لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري والاقلاع عن التدخين. وتعد هذه القبعة الأولى من نوعها عالمياً لما تتميز به من استخدام الذكاء الاصطناعي والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة من خلال الوصول لمناطق أعمق من قشرة المخ.

وبحسب الدكتور عمار مارتيني، عضو مجلس الإدارة والمسؤول العلمي الطبي بمؤسسة جيلان الطبية التابعة مجموعة غسان عبود: "يستخدم الجهاز الجديد تكنولوجيا حديثة مبتكرة غير جراحية ومثبتة تتم داخل العيادة بوضعية الجلوس بدون الآم أو ازعاج او الشعور بعدم الارتياح من المريض أو آثار جانبية بعد جلسة العلاج".

مشيراً الى انه تم الحصول على الموافقة من هيئة الغذاء والأدوية الأمريكية وشهادة الجودة الأوروبية، وهما من اعلى المؤسسات الصحية العالمية المعنية بالتسجيل والاعتماد.

مميزات القبعة الذكية

 القبعة الذكية قادرة على المساعدة في مسألة الاقلاع عن التدخين

تقوم تكنولوجيا الجهاز على التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة على تحفيز مناطق عميقة داخل الدماغ، من خلال تعريضها الى مجال مغناطيسي يقوم باثارة او كبت مناطق خلايا عصبية عميقة في الدماغ.

وأوضح مارتيني أن الجهاز يعمل على تغيير الحالة النفسية للشخص الذي يعاني من الاكتئاب او الوسواس القهري او المساعدة على الإقلاع عن التدخين.

وتقوم التكنولوجيا المستخدمة بالجهاز، على تحفيز مناطق في الدماغ من أجل معالجة الاضطرابات التالية: اضطراب الاكتئاب الشديد من خلال تحفيز قشرة الفص الجبهي الظهرية اليسرى، واضطراب الوسواس القهري من خلال تحفيز القشرة الحزامية الامامية، والإقلاع عن التدخين من خلال تحفيز قشرة الفص الجبهي والقشرة المعزولة.

كما تقوم هذه التكنولوجيا بتحفيز خلايا عصبية في الدماغ على عمق   يصل إلى 3.2 سم داخل الدماغ مع تغطية لمنطقة أكبر من أجل الحصول على أفضل نتيجة من جلسة العلاج. ويتم استخدام خوذة معينة من أجل الوصول إلى عمق أكبر وتغطية اكبر للحصول على أفضل النتائج.

تكون جلسة العلاج 5 ايام في الأسبوع وكل جلسة تكون مدتها 20 دقيقة لمدة تتراوح من 4-6 اسابيع حسب تشخيص الطبيب لحالة المريض.

وعن مميزات وفوائد التكنولوجيا المستخدمة مقارنة بالطرق التقليدية، أفاد الدكتور عمار مارتيني، أن بعض المرضى لا يستطيعون تحمل أخذ الأدوية للأثار الجانبية الناتجة عنها مثل الاكتئاب، والقلق، وزيادة الوزن، والعجز الجنسي، والتفكير في الانتحار، والغثيان، والأرق.

مضيفاً: "بعض المرضى لا يشعرون بالتحسن حتى بعد تناول الأدوية، وأيضاً المرضى لا يرغبون بالانزعاج من العلاج وتأثيراته على وقتهم بهدف ممارسة الحياة بشكل طبيعي بعد أخذ اجلسة العلاج".

وذكر مارتيني انه بناء على دراسات عديدة، فان نسبة معدل الاستجابة لدى الأشخاص الذين تمت معالجتها باستخدام هذه التكنولوجيا عالية وقد عادوا لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.