آلام الحوض المزمنة عند النساء وأهمية علاجها

الخطوة الأولى لمعالجة أي مشكلة هو الاعتراف بوجودها وهو أمر يدركه معظمنا. ومع ذلك، حينما يتعلق الأمر بصحتنا وعافيتنا، غالباً ما نجد أنفسنا تحت ضغوطات داخلية وخارجية على حد سواء للمكابرة والمضي قدماً. وينطبق ذلك بشكل خاص على بعض الحالات الصحية التي يمكن أن تكون مصدر خوف أو إحراج أو خجل مثل آلام الحوض المزمنة عند النساء.

وتصيب هذه الآلام سيدة من بين كل 7 نساء على مستوى العالم، والأماكن العرضة لهذه الأوجاع هي الحوض، أو الأعضاء التناسلية، أو أسفل جدار البطن، أو أسفل الظهر، أو الأرداف.

وبحسب البروفيسور فرانشيسكو كابيلانو، رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى فقيه الجامعي، فإن آلام الحوض المزمنة هي حالة خطيرة إلى حدّ أنها قد تسبب الإعاقة أو تؤدي على المدى البعيد.  

والأسباب التي تستلزم ضرورة البدء بالحديث عن آلام الحوض المزمنة وإيجاد علاج لها هي أربعة وتتلخص في التالي:

 لا يجب اغفال التاثيرات السلبية لالام الحوض المزمنة على المرأة

  1. زيادة الوعي حول التأثير السلبي الذي تخلَفه آلام الحوض المزمنة على صحة النساء، والتي باتت أكثر انتشاراً حول العالم، والأسباب المؤدية اليها ومنها الانتباذ البطاني الرحمي، والتهاب المثانة الخلالي. وتولَد هذه الآلام عدداً من الأعراض المزعجة، مثل الإمساك وصعوبة وتكراره أو الإلحاح البولي وحركة الأمعاء المؤلمة، والعجز الجنسي المرتبط بفقدان الرغبة.
  2. آلام الحوض المزمنة هي من أكثر الحالات التي تفتقر إلى التشخيص أو يتم تشخيصها بشكل خاطئ عند النساء والرجال. ويعود السبب في ذلك للاضطرابات التي تؤثر على عدة أجهزة، وتشمل الكثير من الأعراض المتنوعة منها الجنسية أو المعوية أو البولية أو حتى أمراض النساء وما إلى ذلك.

وبحسب البروفيسور كابيلانو، غالباً ما يُفترض أن آلام الحوض المزمنة هي أحد الآثار الجانبية لالتهاب المسالك البولية أو تُصنَّف على أنها حالة التهاب البروستات المزمنة عند الرجال. ونتيجة لذلك، يتم علاج العديد من المرضى بالمضادات الحيوية لسنوات عدة، ولا يدركون سبب معاناتهم الحقيقي إلا بعد عدة إحالات ومرور 3-5 سنوات في المتوسط. ما يؤدي إلى تفاقم الحالة وصعوبة العلاج.

  1. صعوبة علاج المرض بسبب نقص المعرفة المتخصصة وعدم فهم آثاره.
  2. التأثيرات النفسية على المدى البعيد، خاصة عندما يصعب تشخيص المرض وعلاجه بشكل فعال، ما يولَد الشعور بالاكتئاب والقلق وقلة النوم وصعوبة العمل.

وفي حال تُركت آلام الحوض المزمنة دون علاج لسنوات، فإن المريض يشعر بمزيد من الضيق والعجز، ما يسبب عدة أعراض ثانوية تتطلب رعاية نفسية عند نحو 4% من الحالات، يضيف البروفيسور كابيلانو.

نصائح للتعامل مع آلام الحوض المزمنة

يشارك البروفيسور كابيلانو نصائحه حول أفضل الطرق للتعامل مع آلام الحوض المزمنة:

تولد الام الحوض المزمنة العديد من الاعراض المزعجة والمحرجة

  • إيجاد الطبيب المناسب والالتزام: نظراً للطرق المعقدة التي يمكن أن تظهر بها آلام الحوض المزمنة، من الضروري تصميم حلول خاصة تناسب الاحتياجات المختلفة لكل مريض مما يجعل العلاقة بين الطبيب والمريض أكثر أهمية من أي وقت مضى. لذا، احرص على إيجاد الطبيب المناسب وتجنب الأخذ بآراء متعددة. يجب أن يولي ذلك الطبيب المناسب اهتماماً بنفس القدر لأعراضك الجسدية والنفسية عند علاج آلام الحوض المزمنة.
  • استخدام الأدوية بوعي ومسؤولية: من الأفضل التفكير في الفوائد قصيرة المدى والتأثيرات طويل المدى عندما يتعلق الأمر بالعلاجات الدوائية. على المدى القصير، يمكن معالجة الألم عن طريق المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين أو الأسبرين. وإذا لم تنجح هذه الطرق، يجب التحدث مع طبيبك الذي قد يوصي بدواء خاص لك.
  • العلاج الطبيعي: ويمكن أن يشمل علاجات بالحرارة أو الوضعية أو تمارين التمدد أو الشدّ أو التدليك، أو العلاج بالموجات فوق الصوتية. وبناءً على شدة الأعراض الجسدية، قد يُوصي طبيبك أيضًا بتمارين عضلات قاع الحوض.
  • العلاج النفسي الفسيولوجي: تذكَر دائماً ألا تُغفل الجانب النفسي في الحالات الجسدية مثل آلام الحوض المزمنة. لهذا، يوصي البروفيسور كابيلانو بعلاجات الاسترخاء واستشارة الطبيب النفسي وبرامج إدارة الإجهاد والتوتر وتقنيات الارتجاع البيولوجي. ويمكن من خلال ذلك بالإضافة إلى العلاج الطبيعي، تقليل تواتر وشدة تلك الآلام.