كيف ستصبح حياتنا بعد أخذ لقاح كورونا

بعد انقضاء العام الاول على ظهور جائحة كوفيد-19 في مدينة ووهان الصينية وتفشيه في معظم بلدان العالم، وبعدما تخطت الاصابات عتبة 62 مليون شخص وتكاد الوفيات تقارب المليون ونصف، يستمر الناس في متابعة أخبار ومستجدات اللقاحات الجاري العمل عليها حالياً في عدة دول.

يترقب الناس بنفاذ الصبر، قرب بدء التطعيم ضد فيروس كورونا الجديد للعودة الى حياتهم الطبيعية دون خوف من الاصابة بعدوى الفيروس التاجي.

لكن السؤال الذي لا بد من طرحه هنا: كيف ستصبح حياتنا بعد أخذ لقاح كورونا؟ هل سيوفر لنا اللقاح الوقاية الضرورية والتامة لمنع الاصابة بعدوى كوفيد-19؟ وهل من آثار جانبية يمكن أن نترقبها؟

الحياة بعد لقاح كورونا كيف ستبدو

في تقرير يمكن وصفه بالمتشائم، أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" إن فيروس كوفيد-19 لن يتوقف عن التطور بعد تلقيح الناس باللقاحات الجاري العمل عليها على قدم وساق.

ويستند التقرير لتجارب سابقة عاشتها البشرية مع فيروسات وأمراض وأوبئة، وكيف أصبحت جزءا من حياتنا رغم محاولة العلماء القضاء عليها بشكل نهائي عندما تم رصدها لأول مرة.

وكان الباحث الامريكي الحائز على جائزة نوبل للطب جوشوا ليدبرغ، أعلن في العام 1988 ضرورة استحضار قانون التطور الذي وضعه داروين عند الحديث عن الأمراض المعدية. مؤكداص عدم وجود ضمانة على ربح الانسان في المعركة ضد الفيروسات.

ما يعني ان الفيروسات المسببة لهذه الامراض، ستبقى تشهد تغيرات وطفرات بشكل مستمر، فيما يواصل الطب والعلم معركتهما لمنع هذه الامراض بحسب ما جاء على موقع "سكاي نيوز" عربية.

اللقاحات لن تمنع تطور فيروس كورونا

هذا ما يرجحه كل من دافيد كينيدي وأندرو ريد، باحثان في جامعة بنسلفانيا، معتبران ان اللقاح الذي سيبدأ تطعيمه للناس قريباً قد لا يضع نهاية لتطور فيروس كورونا المستجد.

وفي مقالة علمية عمل عليها الباحثان، أشار كينيدي وريد الى وجود احتمال ولو ضعيف جداً، لإمكانية أن يطور اللقاح مقاومة ضد اللقاح. ويحتاج الباحثون لرصد استجابة الجسم بعد التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، للتأكد من فاعلية اللقاح ومدى الحماية التي يقدمها.

تفاؤل حذر بخصوص لقاح كورونا

لكن بالرغم من النظرة المتشائمة التي ينظر اليها بعض المحللين والعلماء بخصوص لقاح كورونا، فإن ثمة أسباب أخرى تدعو للتفاؤل بخصوص للقاح.

وقد عمل كينيدي وريد على تقديم تحليل بشأن الفرق بين مقاومة اللقاحات ومقاومة الادوية، ليخلصوا الى أن البكتيريا والفيروس لا يمكنهما تطوير المقاومة بسهولة أمام اللقاح على غرار ما يفعلان أمام الدواء. وهو أمر أيجابي يعوَل عليه الباحثون والكثير من الناس.

وبفضل هذه الخاصية، فإن اللقاحات التي تم تطويرها ضد داءي الحصبة وشلل الأطفال لم تفقد فعاليتها على الرغم من استخدامها لسنوات.

ويرجح الباحثون في الطب، بما أن عمر أزمة كورونا لا يزيد عن عام، من أن تحديد موعد العودة للحياة الطبيعية يعتمد على أمور عدة متشابكة منها توافر اللقاحات لمليارات البشر، وعدم ظهور مضاعفات غير مرغوب فيها على المدى البعيد، فضلاً عن عدم حدوث طفرات خطيرة تجعل اللقاحات المطورة غير قادرة على حماية البشر من العدوى مستقبلاً.