دراسة: هل يؤثر العمل من المنزل على الصحة العقلية

فرض انتشار فيروس كورونا على العالم البقاء في المنزل، وبالتالي العمل من المنزل، من خلال أجهزة الكمبيوتر، والاعتماد على البرامج التي تخلق مساحات افتراضية تساهم في للتواصل مع المدراء و الزملاء، إلا أن دراسة ترى أن العمل بهذه الطريقة يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية، فكيف ذلك؟

الاجتماعات الافتراضية تؤثر على الحالة النفسية

أضرار العمل من المنزل:

بسبب جائحة كورونا عانى بعض من العاملين من المنزل من القلق ولكن أن يصل الأمر إلى جنون الارتياب فهذا ما لم يكن في الحسبان. وفي تناول تقرير أعدته "فايننشال تايمز" البريطانية الأسباب وكيفية علاج تلك الحالات.

قبل الحجر الصحي الطوعي وبدء عمل الكثير من الموظفين من منازلهم، كان إذا شعر البعض بعدم الارتياح بشأن شيء ما في العمل، فإنهم ربما كانوا يجدون متنفسًا أو حلولًا مقنعة عندما يناقشونه مع زملائهم المتواجدين في محيطهم. أما الآن، فإن الغالبية منهم يمكثون الكثير من الوقت فرادى في غرف مغلقة بمنازلهم يحدقون معظم الوقت في شاشات الحاسوب والهواتف المحمولة.

العزلة وانعدام الثقة:

هناك أيضا بعض المظاهر عميقة الأثر بسبب العزلة وعدم الثقة في رضا الإدارة عن الأداء، والتي ربما تنتاب البعض بسبب تزايد حالة التوتر والقلق نتيجة لتبادل رسائل البريد الإلكتروني على مدار الساعة، وحالة الانتباه والترقب المتواصل.

ويقول أندريه سبايسر، أستاذ السلوك التنظيمي بكلية كاس بيزنس سكول بجامعة سيتي لندن: "بشكل عام، إن جنون الارتياب يتعلق بأشياء غير موجودة أو لم تحدث بعد، مما يعني أنه عندما لا يكون الشخص بالقرب من زملائه في العمل وداخل مقر عمله بسبب العمل الافتراضي من المنزل، فإنه من الممكن يكون هناك مساحة لتطور حالة بارانويا. وبالطبع لا يوجد لدى الجميع المعلومات التي تساعدهم على فهم ما يحدث أو يدور بين مسؤولي الإدارة الأعلى".

ويتفق بروفيسور دانييل فريمان، أستاذ علم النفس في جامعة أكسفورد، مع هذا الرأي، قائلًا: "عندما يصاب الأشخاص بجنون الارتياب فإنه غالبًا يعزى إلى حصولهم على القليل من المعلومات أو تعاطيهم مع الكثير من المواقف الغامضة. في الوقت الحالي هناك الكثير من الغموض والتهديدات باحتمالات فقد الوظائف، كما أن هناك الكثير من فترات الفراغ التي توفرت بسبب تغيير الأنشطة الروتينية اليومية ومقابلة الآخرين للتحدث عن الكثير من الأشياء الأخرى بعيدًا عن موضوعات العمل والمستقبل".

التغلب على الارتياب:

بالنسبة للمديرين، الذين لا يريدون في أن تسود أجواء من الخوف والقلق بين موظفيهم، فإن النصيحة هي التواصل بطرق متعددة وغالبًا. تقول بروفيسور وولي في نصيحة للمدير: "كن شفافًا. واحرص على أن هناك تكيفا وتوائم بين الجميع على حد سواء. إن التحدث بشفافية عما قد لا تعرفه أفضل كثيرًا (في مثل هذا الظروف) من التزام الصمت بشأن ما لا تكون متأكدًا منه."

أما بالنسبة إلى الموظف، الذي يعاني من حالة ارتياب ويحاول التيقن بحصافة من مدى واقعية مخاوفه، فتوصية بروفيسور كرامر هي أن يقوم بـ"اختبار الواقع النشط". وبعبارة أخرى، أن يقوم بمناقشة ما يساوره من مخاوف وأفكار مع دائرته الاجتماعية.