دراسة: طفرة تسرع علاج سرطان البروستاتا المتقدم

يعد سرطان البروستاتا أحد أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال. وينمو سرطان البروستاتا عادة ببطء ويقتصر في البداية على غدة البروستاتا، حيث قد لا تسبب أضرارا جسيمة. ومع ذلك، في حين أن بعض أنواع سرطان البروستاتا تنمو ببطء وقد تحتاج لحد ضئيل من العلاج أو قد لا تحتاجه، هناك أنواع أخرى عدوانية ويمكن أن تنتشر بسرعة.

وأظهرت دراسة جديدة قادتها كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة ونشرت نتائجها في مجلة "جاما أونكولوجي" المختصة بعلم الأورام، أن طفرة في المورثة المرتبطة بهرمون التوستوستيرون، HSD3B1 (1245C)، ترتبط باشتداد حدة الإصابة بسرطان البروستاتا النقيلي وقصر فترة صمود المريض قبل وفاته متأثرا بالمرض.

وتشير هذه الدراسة، التي تعد أول اختبار اكلينيكي يؤكد العلاقة بين طفرة HSD3B1 والنتائج الإكلينيكية، أن الاختبارات الوراثية التي تجرى على المورثة HSD3B1 (1245C) قد تساعد الأطباء في تحديد المرضى الذين يحتمل أن يستفيدوا من علاج إضافي يكون متسما بتأثير أشد على المرض.

وأجرى الدكتور نعمة شريفي وزملاؤه، من معهد ليرنر للأبحاث التابع لمستشفى كليفلاند كلينك، تحليلًا بأثر رجعي لبيانات خاصة بـ 475 مشاركا خضعوا لتجربة اكلينيكية واسعة، لاختبار فعالية العلاج بالحرمان من الأندروجين بمفرده أو مع دوسيتاكسيل في علاج سرطان البروستات. وقارن الفريق النتائج الإكلينيكية بين الرجال الذين يحملون المورثة المتغيرة والذين لا يحملونها.

ووجد الباحثون أن الطفرة في المورثة HSD3B1 (1245C) مرتبطة بحصول تقدم أسرع في مقاومة العلاج لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا النقيلي صغير الحجم. كما وجدوا أن الطفرة أدت لتسريع حدوث الوفاة بالرغم من إعطاء المريض علاجات أخرى بعد تطور مقاومة العلاج.

واعتبر الدكتور شريفي أن هذه النتائج تمهد الطريق نحو تصميم مزيد من العلاجات الشخصية الفعالة لسرطان البروستاتا، مضيفا: "ربما نصبح قادرين في ضوء هذه النتائج، على وضع علاجات شخصية تناسب كل رجل مصاب بالمرض ويحمل هذا الشذوذ الوراثي المتعلق بالتوستوستيرون".

في المقابل، لم يعثر على تأثير للطفرة HSD3B1 (1245C) في النتائج الاكلينيكية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا كبير الحجم، وهي مسألة رأى الدكتور شريفي أنها "طبيعية" مشيرا إلى أن دراسات سابقة أظهرت أن تطور المرض والعبء الذي يتركه على المريض يختلفان اختلافا كبيرا وفقا لحجم السرطان".

وجميع هذه النتائج تشير لامكانية الاستعانة بوجود هذه الطفرة الوراثية أو غيابها في تحديد الرجال المصابين بسرطان البروستاتا النقيلي صغير الحجم والأكثر عرضة للتقدم السريع في مقاومة العلاج وحدوث الوفاة المبكرة، وهو اكتشاف له آثار بالغة في الرعاية الإكلينيكية والاستشارات الوراثية.