النوم الهادئ ليس مجرد ترف أو رفاهية بل ضرورة أساسية لتعزيز صحة المرأة النفسية

ترف النوم الهادئ: فوائد نفسية وصحية.. وأكثر!

ريهام كامل
17 نوفمبر 2025

يبقى النوم الهادئ أحد تلك النعم التي لا ندرك قيمتها إلا حين نفتقدها. يشعر بقيمتها كل امرأة تعاني من اضطرابات النوم، خصوصًا تلك التي تحمل على كتفيها الكثير من الأدوار؛ لأنها تحلم بأن تنام بهدوء وعمق ولو لليلة واحدة. من هنا يصبح النوم الهادئ ترفًا ناعمًا، وضروريًا في نفس الوقت، لأنه يصنع فارقًا كبيرًا في صحة المرأة النفسية، ويعيد إليها التوازن المطلوب ليعينها على استمرارية العطاء، والقدرة على السعي لتلبية ما عليها من إلتزامات وأعباء.

اليوم سنكتشف سويًا، فوائد النوم الهادئ لصحة المرأة النفسية، وما المقصود بترف النوم، ومعرفة الأسباب التي تؤثر على جودة النوم لديها، و كذلك طرق الحصول على نوم هادئ وفاخر.

ترف النوم الهادئ يعزز من الصحة النفسية للمرأة

ما هو ترف النوم الهادئ؟

قطعًا ليس المقصود بترف النوم الغرف الفاخرة أو الوسائد الراقية كما يظن البعض، بل هو رفاهية بسيطة، تعني أن تحصل المرأة على نوم هادئ، متواصل، عميق، وصحي، بعيدًا عن القلق والتوتر الذي يحول دون خلودها إلى النوم.

يمكن القول أن النوم الهادئ هو شكل من أشكال الرعاية الذاتية، وهو ترف لأن الكثير من النساء، خاصة الأمهات والنساء العاملات، يفتقدنه رغم أهميته البالغة لصحة النفس والجسم.

كيف يؤثر النوم الهادئ على الصحة النفسية للمرأة؟

الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة لا يقل عن الاهتمام بصحتها الجسدية، ويعد النوم الهادئ أحد أهم المقومات التي تعزز من صحتها، لأنه بحاجة إلى النوم العميق مثل حاجتها إلى الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، ولأن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد ضروري جدًا لتعزيز صحتها النفسية والجسدية أيضًا بحسب "أميرة داوود"، دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا.

تابعي كيف يؤثر النوم الهادئ على صحة المرأة النفسية:

  • يخفف القلق والتوتر

النوم الجيد يساعد على تهدئة الجهاز العصبي، والنتيجة عظيمة، ألا وهي محاربة التوتر والقلق، وتعزيز قدرتها على التعامل مع الضغوط اليومية.

  • يحسن المزاج ويقلل الانفعالات

المرأة التي تنعم بنوم هادئ ومريح تكون أكثر قدرة على التحكم بمشاعر الغضب أو الحساسية الزائدة. النوم الصحي يعمل على تنظيم الهرمونات المسؤولة عن تحسين المزاج. عندما تنام المرأة نومًا هادئًا تقل انفعالاتها، وتهدأ بشكل كبير.

  • يساهم في تعزيز الثقة بالنفس

عندما تشعر المرأة بأنها في حالة جيدة نفسيًا وجسديًا، تزداد ثقتها بذاتها وتصبح قادرة على مواجهة يومها بثبات وقوة وإصرار. وهذه من أبرز الفوائد النفسية التي تتعلق بترف النوم الهادئ لديها.

  • يعزز القدرة على التركيز واتخاذ القرارات

تسبب قلة النوم تشوش التفكير، أما النوم الهادئ فيمنح الدماغ فرصة لإعادة ترتيب المعلومات، مما يحسن التركيز ويقوي الذاكرة ويجعل اتخاذ القرارات أسهل وأوضح.

  • يرفع مستوى الطاقة ويقلل الشعور بالإجهاد

النوم العميق يعيد شحن طاقة الجسم، ويمنح المرأة يقظة ونشاطًا أكبر خلال اليوم، ما يعزز من أدائها في العمل والمنزل، وفي كل ما عليها من مسؤوليات.

لماذا يعتبر النوم ترفًا في حياة المرأة العصرية؟

مع تعدد مسؤوليات المرأة، وتشعب الأدوار عليها، يصبح إيجاد وقت للنوم الهادئ تحديًا حقيقيًا لها، فاليوم غالبًا ما تعمل لوقت طويل، تهتم بالمنزل، تعتني بالأطفال، تدير تفاصيل الأسرة اليومية، وتحتاج أيضًا وقتًا لنفسها. لذلك، يتحول النوم إلى ترف صغير تمتلكه فقط إن تمكنت من تنظيم وقتها ورعاية ذاتها، ترف ضروري للحياة بعيدًا عن الرفاهية.

النوم الهادئ لا يعزز صحتك النفسية فقط بل يجدد طاقتك ويمنحك النشاط والحيوية

ما هي فوائد النوم الهادئ على المرأة نفسيًا وجسديًا؟

ترف النوم الهادئ يحقق الفوائد النفسية والجسدية التالية للمرأة:

  • تحسين الهرمونات وتنظيم المشاعر، لأن النوم الجيد يساعد على توازن هرمونات السعادة مثل السيروتونين والأوكسيتوسين، ومن ثم المساهمة في تحقيق الشعور بالراحة والسعادة.
  • النوم الهادئ هو سر جمال المرأة ، كونه يساهم بشكل كبير في تجديد الخلايا وترطيب الجلد طبيعيًا. النتيجة أنها تصبح أكثر جمالًا وهذا بدوره يعمل على تحسين صحتها النفسية.
  • النوم الهادئ العميق يحسن المزاج، ويمنح المرأة فرصة قوية لتواصل اجتماعي أقوى، كما يجعلها أكثر إيجابية، كما أن قدرتها على التواصل الصحي مع أسرتها وزملائها وأطفالها تصبح أقوى وأعمق.

ما هي الأسباب التي تؤثر في جودة نوم المرأة؟

توجد أسباب عديدة تؤثر على جودة النوم لدى المرأة ومن ثم التأثير سلبًا على نفسيتها، يجب الحذر منها:

  • الاستسلام لضغوط الحياة اليومية الخاصة منها والعملية.
  • التفكير المفرط وخصوصًا قبل النوم، فالعقل المرهق يظل نشطًا حتى عند محاولاتها النوم بهدوء.
  • التقلبات الهرمونية خصوصًا قبل الدورة الشهرية، وبعد الولادة، وأثناء الرضاعة.
  • مسؤوليات الأمومة المتعبة وخصوصًا مرحلة ما بعد الولادة حيث الرضاعة الليلية، وبكاء الرضع.
  • التواصل الكترونيًا قبل النوم، التواصل بالشاشات يؤدي إلى صعوبة في النوم، لأن الضوء الأزرق يحول دون الدخول في النوم بشكل صحي وسليم.

طرق تساعد المرأة على الحصول على نوم هادئ وفاخر

بحسب د.أميرة، يجب على كل امرأة تحلم بترف النوم الهادئ، تطبيق النصائح المهمة التالية:

  • عمل روتين هادئ قبل النوم مثل:
  1. تناول مشروب دافئ يساعد على النوم العميق ويحسن جودة النوم، مثل اليانسون أو البابونج أو اللافندر.
  2. النوم على إضاءة خافتة جدًا.
  3. الاستماع إلى موسيقى هادئة.
  4. قراءة قصة لطيفة أو كتاب ممتع قبل النوم.
  • الابتعاد عن الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل، كونه أكبر عدو للنوم العميق.
  • عمل ديكورات مريحة في غرفة النوم، وترتيبها بأناقة لتحفز المرأة على الدخول في النوم سريعًا.
  • تقليل الفوضى يقلل التوتر، وبالتالي يحسن النوم.
  • التنظيم يعزز من القدرة على النوم الهادئ.
  • الحصول على استراحة قصيرة في النهارحتى عشر دقائق فقط تهيئ الجسم للنوم ليلًا والحصول على فوائده الجمة.
  • مشاركة المسؤوليات مع الأطراف الأخرى في الأسر كل بحسب موقعه فيها.
  • توفير سرير مريح وأغطية ناعمة وألوان زاهية دافئة.
  • تعطير الغرفة برائحة عطرة هادئة.
  • ضبط درجة حرارة الغرفة، بأن تكون معتدلة لخلق بيئة جيدة لنوم متواصل وهادئ.
  • وأخيرا، عدم الاستهانة بطلب المساعدة وإستشارة المختصين عند ايجاد صعوبة في النوم، فطلب الدعم ليس ضعفًا بل ذكاء، وحرص كامل من المرأة على إيجاد حل لأي مشكلة تواجهها.

النوم الهادئ ليس مجرد ترف أو رفاهية بل ضرورة أساسية لتعزيز صحة المرأة النفسية

كيف يؤثر النوم الهادئ على دور المرأة في المنزل والعمل؟

النوم الهادئ له علاقة مباشرة بتحسين الصحة النفسية للمرأة، بسبب تحسين مزاجها، ولأن النوم الجيد، يحقق الفوائد التالية:

  • تعزيز طاقتها ومدها بالقوة والنشاط.
  • يجعلها أكثر تركيزًا في العمل.
  • يعزز من قدرتها على العطاء.
  • يجعلها أكثر قدرة على التحكم في انفعالاتها.
  • يحقق لها الرضا النفسي الذي يجعلها مطمئنة وهادئة.

خلاصة القول:

ترف النوم الهادئ ليس رفاهية ثانوية في حياة المرأة، بل هو حجر الأساس لتعزيز صحتها النفسية والجسدية. فكل امرأة تحتاج إلى لحظة صمت، وراحة. النوم ليس مجرد ساعات تمر، بل حضن دافئ يخفف عن المرأة كل الضغوط التي تواجهها يوميًا، ويرمم ما أنهكته المسؤوليات والأعباء.

تذكري .. حين تنعمين بنوم هادئ عميق، تستيقظين بروح خفيفة، ومزاج أكثر نقاءً، وفكر أهدأ.

غاليتي أنتِ تستحقين الراحة، امنحي نفسكِ نومًا هادئًا، وانعمي بآثاره العميقة على نفسيتك وحياتك وعلاقاتك.