هيئة الفنون البصرية تختار دانا عورتاني لتمثيل السعودية في بينالي البندقية 2026
في خطوة جديدة تكرس حضور الفن السعودي على الساحة العالمية، أعلنت هيئة الفنون البصرية عن اختيار الفنانة دانا عورتاني لتمثيل المملكة في الجناح الوطني السعودي خلال المعرض الدولي الحادي والستين للفنون في بينالي البندقية، المقرر انعقاده بين 9 مايو و22 نوفمبر 2026.
هذا الاختيار يضع صوتًا نسائيًا سعوديًا في أحد أهم المحافل الفنية في العالم، ويؤكد على تطور المشهد البصري المحلي بوصفه مساحة تتفاعل فيها الذاكرة مع المعاصرة، والحرفة مع الفكرة. وستتولى الإشراف على الجناح القيّمة الفنية أنطونيا كارفر، مديرة مؤسسة "فن جميل"، بمساعدة حفصة الخضيري، في تعاون يعكس الحضور المتزايد للمؤسسات السعودية في صياغة المشهد الفني الإقليمي والدولي.

الجناح السعودي في بينالي 2026: رؤية تتجدّد
يأتي تمثيل دانا عورتاني في بينالي البندقية امتداداً للمسار الذي بدأته المملكة منذ مشاركتها الأولى عام 2011، حين رسخت حضورها في المعرض الدولي بوصفه أحد أهم فضاءات الحوار الفني في العالم. ومع كل دورة جديدة، يتحول الجناح السعودي إلى مساحة تفكير نقدي حول الفن والهوية والبيئة والعلاقة بالذاكرة.
وفي نسخة 2026، يتوقع أن يقدم الجناح السعودي طرحاً يركز على الهشاشة بوصفها شكلاً من أشكال القوة، مستلهماً من فلسفة دانا عورتاني حول فكرة الإصلاح والالتئام، ومن رؤيتها التي تمزج بين الحرفة والفكر المعاصر.

بإشراف أنطونيا كارفر، المعروفة بقراءتها العميقة للمنظومات الثقافية في المنطقة، وبمساندة حفصة الخضيري التي تمثل الجيل السعودي الجديد في إدارة الفنون، يُنتظر أن يكون الجناح منصة تجمع الحرفيين والفنانين والباحثين في مشروع بصري يتجاوز العرض الفني إلى خطاب إنساني شامل.
أعمال تعيد الحرفة إلى قلب الفن
عرفت دانا عورتاني بأسلوبها الذي يوازن بين الحرفة التقليدية والتجريب المعاصر، مستلهمةً من الزخارف والهندسة الإسلامية ومن فلسفة "العمل باليد" كوسيلة للتعبير والشفاء. في أعمالها، تحضر الحرفة كوسيط للتأمل والمقاومة؛ فالحرير، والصبغات النباتية، والتطريز اليدوي تتحول إلى لغة ترميم تحكي عن هشاشة الذاكرة وثقل ما يُفقد مع الزمن.
تأتي تجربتها كثمرة مسارٍ تنقّلت خلاله بين جدة ولندن ونيويورك، حيث درست الفنون في كلية سانت مارتنز، ثم تابعت الماجستير في مدرسة الأمير للفنون التقليدية في لندن، ما منحها قدرة فريدة على قراءة التراث من الداخل وإعادة صياغته بلغة معاصرة.

في سلسلتها "تعال، دعني أُشفي جروحك" 2019–2024، استخدمت أقمشة حريرية مصبوغة بالأعشاب والتوابل، مثقوبة ومرقّعة بخيوط دقيقة، في إشارة إلى الخراب الذي طال المواقع التراثية حول العالم، وإلى فعل المداواة بوصفه مقاومة ثقافية.
أما في أعمالها الأخيرة مثل "عندما يهدأ غبار النزاع" و"حيث يرقد الساكنون"، فتواصل تفكيك العلاقة بين الجمال والفقد، مستعيدة مهارات وصناعات تقليدية مهددة بالاندثار، لتضع الحرفة في مواجهة النسيان وتحول الترميم إلى فعل وعي أكثر منه استعادة شكل.
شاركت عورتاني في معارض دولية بارزة مثل بينالي الشارقة الخامس عشر 2023، وبينالي ليون 2022، وDesert X العلا 2022، وبينالي الدرعية 2021، إلى جانب عروض في متحف هيرشهورن في واشنطن والمتحف البريطاني في لندن. كما أقامت معارض فردية في غاليري أثر بجدة 2015، ومتحف الفن المعاصر في ديترويت 2017.
ومركز مرايا للفنون في الشارقة 2018، ومتحف Samstag للفنون في أستراليا 2024. حصلت على جائزة الثقافة الوطنية من وزارة الثقافة السعودية عام 2021، ورُشّحت لـ جائزة Richard Mille في لوفر أبوظبي عام 2022، كما اختيرت ضمن القائمة القصيرة لـ High Line Plinth Commission في نيويورك عام 2024.