
تعرفي على الفرق بين الزميل والصديق في العمل وحدودهما
يبحث الكثيرون عن الفرق بين الزميل والصديق في العمل، وفي بيئة العمل الحديثة، غالبًا ما تختلط الخطوط الفاصلة بين العلاقات المهنية والشخصية، ولأننا نقضي جزءًا كبيرًا من حياتنا في العمل، فمن الطبيعي أن نبني روابط مع من حولنا، ومع ذلك، من المهم التمييز بين زملاء العمل، والزملاء، والأصدقاء للحفاظ على مستوى عالٍ من المسؤولية والمعنويات.
الفرق بين الزميل والصديق في العمل

إن فهم الاختلافات بين زملاء العمل والزملاء والأصدقاء أمرٌ أساسيٌّ للحفاظ على مستوى عالٍ من المساءلة والمعنويات في مكان العمل، وبينما من الطبيعي تكوين روابط مع من نعمل معهم، فإن إدراك هذه الاختلافات واحترامها يُسهم في الحفاظ على الاحترافية ويضمن أن تكون علاقات العمل مثمرة وداعمة.
ومن خلال وضع حدود واضحة، وتعزيز ثقافة التعاون، وتشجيع التوازن بين العمل والحياة، يُمكننا خلق بيئة عمل تزدهر فيها المساءلة والمعنويات.
وقد يؤدي سوء فهم هذه العلاقات إلى مفاهيم خاطئة وتوقعات غير واقعية، وفي هذا التقرير، سنستكشف الفروقات المهمة ونتناول خطأ مساواة علاقات العمل بالصداقة الحقيقية.
زملاء العمل مقابل الزملاء مقابل الأصدقاء
ولنبدأ الحديث بتوضيح الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة:
زملاء العمل:

زملاء العمل هم أفراد يعملون في نفس المؤسسة، لكنهم لا يتعاونون بالضرورة عن كثب، ويتشاركون نفس جهة العمل، وقد يتفاعلون أحيانًا خلال الاجتماعات أو فعاليات المكتب، وعادةً ما تقتصر العلاقة مع زملاء العمل على التفاعلات المهنية ومحادثات العمل.
زملاء:
الزملاء هم من تعملي معهم عن كثب، غالبًا ضمن الفريق نفسه أو في مشاريع مماثلة، وتتجاوز هذه العلاقة التفاعل غير الرسمي، لتشمل التعاون وتبادل الأفكار والدعم المتبادل، وقد يطور الزملاء فهمًا أعمق لنقاط القوة والضعف المهنية لدى بعضهم البعض، ويمكنهم تقديم رؤى قيّمة ومساعدة قيّمة.
الأصدقاء:
الأصدقاء هم أفراد تربطك بهم رابطة شخصية تمتد إلى ما هو أبعد من نطاق العمل، وتتميز هذه العلاقة بالمودة المتبادلة والثقة والدعم، وتشمل جوانب الحياة المهنية والشخصية، ويثق الأصدقاء ببعضهم البعض، ويتشاركون تجاربهم الشخصية، ويقدمون الدعم العاطفي.
زيف صداقات العمل

من السهل الوقوع في فخ الاعتقاد بأن زملاء العمل أو زملائي أصدقاء، خاصةً في بيئة عمل إيجابية وتعاونية، وحتى في بيئة مسمومة، وهناك ميل للترابط بسبب الأحداث المؤلمة أو سوء المعاملة.
اختلاف التوقعات:
تصاحب الصداقات توقعات معينة بالولاء والسرية والدعم الشخصي، وعندما تُفرض هذه التوقعات على العلاقات المهنية، فقد يؤدي ذلك إلى خيبة أمل وصراع في حال عدم الوفاء بها.
الحدود والاحترافية:
يُعد الحفاظ على الحدود المهنية أمرًا بالغ الأهمية لرفع مستوى المساءلة والمعنويات، وقد يؤدي تجاهل هذه الحدود إلى المحاباة والتحيز وتضارب المصالح، مما قد يُقوّض نزاهة الفريق وفعاليته.
الاعتماد العاطفي:
قد يكون الاعتماد المفرط على علاقات العمل للحصول على الدعم العاطفي أمرًا محفوفًا بالمخاطر، فبيئة العمل ديناميكية وعرضة للتغيير، وقد يغادر الزملاء أو يُنقلون إلى وظائف أخرى، مما قد يُعطل نظام الدعم.
الأداء والمساءلة:
قد تؤدي الصداقات أحيانًا إلى التساهل في محاسبة بعضنا البعض، وفي البيئة المهنية، من الضروري الحفاظ على الموضوعية والتأكد من أن كل فرد يفي بمسؤولياته ويساهم في تحقيق أهداف الفريق.
كيفية الحفاظ على مستوى عالٍ من المعنويات خلال العمل

لتعزيز بيئة عمل صحية تُوازن بين المساءلة والمعنويات، من المهم فهم واحترام الفروق بين زملاء العمل والزملاء والأصدقاء، وإليكِ بعض الاستراتيجيات لتحقيق هذا التوازن:
وضع حدود واضحة:
وضع حدود واضحة بين التفاعلات المهنية والشخصية والتواصل بشأنها، ويساعد احترام هذه الحدود في الحفاظ على الاحترافية ويضمن استمرار علاقات العمل الإنتاجية والفعالة، وتجنبي الإفراط في المشاركة، وهناك آخرون قد يستخدمون المعلومات لاستغلال المحادثات والتلاعب بها.
تعزيز ثقافة تعاونية:

تشجيع التعاون والدعم المتبادل بين أعضاء الفريق مع الحفاظ على جو مهني، وهذا النهج يبني علاقات قوية بين الزملاء دون أن يُطمس الحدود ويتحول إلى صداقة شخصية.
قدِّمي الدعم العاطفي:
مع أن الدعم الشخصي العميق قد يكون مقتصرًا على الأصدقاء، إلا أنه من المهم تقديم الدعم العاطفي الأساسي والتعاطف مع الزملاء، فقط قدِّري إنجازاتهم، وتفهَّم تحدياتهم، وقدّم المساعدة عند الحاجة، وعدم الصداقة لا يعني عدم الود، والتعاطف مهم في أي علاقة.
شجّعي على تحقيق التوازن بين العمل والحياة:
احرصي على تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة لضمان حصول الموظفين على الوقت الكافي لتنمية علاقاتهم الشخصية خارج العمل، ويُساعد هذا التوازن على تجنب الاعتماد العاطفي على علاقات العمل، ويدعم الصحة العامة.
احتفلوا بالإنجازات معًا:

إن الاحتفال بإنجازات الفريق وإنجازاته يُعزز الروابط بين زملاء العمل، ويُعزز الشعور بالوحدة والنجاح الجماعي، دون أن يُؤدي ذلك إلى اختلاط هذه العلاقات بالصداقات الشخصية.