تخلصي من قيود الخوف

تخلصي من قيود الخوف: خطوات لتبني المسؤولية وتحقيق النجاح

عبد الرحمن الحاج

يعتبر الخوف من المسؤولية أمر شائع، حيث يشعر الكثيرون أحيانًا بالخوف في العمل، بما في ذلك القلق بشأن تغييرات مكان العمل أو ضيق المواعيد النهائية، ويُعدّ الشعور بالقلق والخوف أحيانًا أمرًا طبيعيًا، ولكن عندما يؤثر الخوف على سلوكك في العمل، فقد يحدّ من إمكانات نموك، حيث إن مواجهة مخاوفك ومعالجتها بطرق سليمة تساعدك على الشعور بمزيد من الثقة في مكان العمل.

وفي السطور التالية، نشرح كيف يمكن أن يؤثر عليكي الخوف المهني وكيفية التغلب عليه في العمل والحياة بوجهٍ عام:

الخوف من المسؤولية المهنية

الخوف من المسؤولية المهنية
الخوف من المسؤولية المهنية

المخاوف المهنية أو الخوف من المسؤولية المهنية هي أي مخاوف تُؤثر على أنماط تفكيرك وسلوكك فيما يتعلق بقضايا العمل، وقد تشمل هذه المخاوف:

•      عدم التقدم للوظائف التي تُؤهلك لها بسبب الشك الذاتي

•      الشعور بعدم الكفاءة لشغل منصبك

•      القلق من احتمالية فصلك أو توبيخك أو تخفيض درجتك

•      مقاومة التغيير في مكان العمل

•      تجنب المهام التي لا تُتقنيها

علمًا أن إدارة مخاوفك والتغلب عليها يُمكن أن يُساعدك على الشعور بمزيد من التركيز في العمل، ويُمكن أن يُؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاجية ورضا وظيفي أعلى، كما يُمكن أن يُساعدك على النمو الشخصي والمهني، على سبيل المثال، إذا كنتِ تتجنبي مهمة مُعينة خوفًا من عدم النجاح، يُمكنك التغلب على هذا الخوف بإكمال المهمة، وخلال هذه العملية، يُمكنك طلب المساعدة، وإكمال تدريب إضافي، والتعلم من أخطائك، ويُمكن أن تُساعدك هذه الخطوات على تطوير مهاراتك الشخصية والنجاح في مسيرتك المهنية.

كيفية التغلب على الخوف من المسؤولية في العمل

إذا كنتِ تعاني من مخاوف متعلقة بالعمل، فمن المهم أن تتعلمي كيفية التغلب على الخوف في العمل، وإليكِ خطوات يمكنك اتخاذها للبدء في التغلب على مخاوفك:

كيفية التغلب على الخوف من المسؤولية في العمل
كيفية التغلب على الخوف من المسؤولية في العمل
  1. غيري عقليتك

إحدى خطوات التغلب على الخوف هي تغيير عقليتك من عقلية ثابتة إلى عقلية متنامية، حيث إن امتلاك عقلية متنامية يعني الإيمان بأن الموهبة والمهارات والذكاء يمكن أن تنمو بالجهد، وامتلاك عقلية ثابتة يعني الإيمان بأن الناس لديهم قدر ثابت من الموهبة والمهارات والذكاء، بغض النظر عن مقدار الجهد الذي يبذلونه، كما أن التحول إلى عقلية متنامية يزيد من القدرة على التكيف والثقة بالنفس، حتى عند مواجهة مهمة أو تحدٍ غير مألوف، وغالبًا ما يكون الأشخاص ذوو عقلية متنامية متحمسين للغاية لاغتنام فرص جديدة، وينظرون إلى الفشل كفرصة لتعلم دروس يمكنهم استخدامها في المستقبل.

ولتعزيز عقلية متنامية، ركزي على العملية بدلاً من نتيجة الموقف، حيث إن تقدير ما تتعلميه من كل تجربة يجعل كلاً من النجاحات والإخفاقات أكثر قيمة، وفي المرة القادمة التي لا تسير فيها مهمة أو مشروع كما خططت له، دوّني ما تعلمتيه خلال العملية، وفكّري في كيفية تطبيق هذه الدروس مستقبلًا. فالتحول إلى عقلية النموّ يساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك حتى في المواقف غير المستقرة.

إحدى خطوات التغلب على الخوف هي تغيير عقليتك من عقلية ثابتة
إحدى خطوات التغلب على الخوف هي تغيير عقليتك من عقلية ثابتة
  1. تأملي في مخاوفك

من الخطوات الأساسية للتغلب على مخاوفك في العمل التأمل فيها، ومن المهم أن تخصصي وقتًا للتفكير في أنماط تفكيرك، فعندما تتأملي في كيفية تطور أفكارك حول موضوع أو مشروع ما، يمكنك فهم نفسك ومنهجك في حل المشكلات بشكل أعمق، كما أن تحليل أنماط تفكيرك يمكن أن يساعدك على تغيير الأنماط التي تجعلك تشعري بالخوف في العمل.

وإلى جانب ذلك فإن تدوين المذكرات إحدى الطرق الشائعة للتأمل؛ فكتابة مذكرات عن خوفك من العمل يمكن أن تساعدك على تحديد مخاوفك العميقة وملاحظة أنماط السلوك والفكر التي قد تعيقك، كما أن التحدث مع متخصصين آخرين يمكن أن يوفر لكِ طريقة للتفكير في مخاوفك الوظيفية مع أقرانك الذين ربما مروا بتجارب مماثلة، حيث إن استكشاف هذه المخاوف بصراحة يمكن أن يحارب الخوف الذي يمنعك من التقدم.

كتابة مذكرات عن خوفك من العمل
كتابة مذكرات عن خوفك من العمل
  1. العصف الذهني لإيجاد الحلول

بعد التفكير في مخاوفك، يمكنك البدء في العصف الذهني لإيجاد حلول محتملة. قد يعيق الخوف من الذهاب إلى العمل قدرتك على التقدم مهنيًا، ولكن هناك العديد من الطرق للتغلب على هذا الشعور، على سبيل المثال حاولي أن تُركزي على الحلول بدلًا من التركيز على المشاكل، وعند العمل على حل مشكلة، فأنتِ تُشركي عقلك بنشاط، بدلًا من انتظار النتيجة سلبًا، حيث إن المشاركة الفاعلة في نتائج الموقف تُبقيك مُتقدمة، وتُتيح لكِ منفذًا مُثمرًا لأفكارك ومخاوفك.

الخوف من الذهاب إلى العمل
الخوف من الذهاب إلى العمل
  1. غيّري نظرتك

النظرة الإيجابية تُحفّزك في سعيك نحو النجاح، فالإيمان بنفسك وبقدرتك على تحقيق أهدافك يُساعدك على تحقيق النتائج المرجوة، وفي كثير من الأحيان، يكون المثابرة أسهل بكثير عندما تؤمن بوجود نتيجة قيّمة لجهودك، حتى لو لم تكن النتيجة مثالية، حيث يؤثر الموقف الإيجابي على جميع جوانب الحياة العملية، من التواصل إلى إنجاز المهام، حيث إن تغيير نظرتك إلى نظرة أكثر إيجابية قد يدعم نجاحك، وقد يُساعد في تخفيف مخاوفك المتعلقة بالعمل.