نورا شبيب مدربة يوغا ومؤسسة بليس يوغا باي نورا

خاص – نورا شبيب مدربة يوغا ل "هي": اليوغا أفضل الممارسات لتحسين جودة الحياة .. وتُعلَمنا مرونة العقل والجسم

جمانة الصباغ

اليوغا.. كلمةٌ مختصرة لعالمٍ أوسع. فاليوغا ليست مجرد حركاتٍ معينة نقوم بها، تحت إشراف ومتابعة المختصين في مجال هذه الرياضة؛ بل إنها ممارسة حياتية مهمة، تحمل في كل حركةٍ وتوجيه، الكثير من المعاني النفسية والروحية.

وكلنا يعلم، أن اليوغا هي ممارسةٌ قديمة تُركَز على توحيد الجسم والعقل والروح؛ وتشتمل على وضعيات (آسانا) وتقنيات التنفس (براناياما) والتأمل. وتهدف هذه الرياضة إلى تحسين المرونة، القوة، التوازن، والاسترخاء، بالإضافة إلى تقليل التوتر وتحسين الرفاهية العامة.

يحتفي الناس حول العالم، ومُحبي هذه الرياضة بشكلٍ خاص، باليوم العالمي لليوغا في 21 يونيو؛ وتشهد العديد من الدول والعواصم حول العالم، نشاطات واحتفالات خاصة بهذه المناسبة، لتشجيع المزيد من الأفراد على ولوج عالم اليوغا والاستفادة من مزاياها الروحية والجسدية. إذ يستضيف مركز ايوا إكسبيرينس (تجربة سكنية متكاملة في منطقة الخليج التجاري بدبي، تُطوَرها شركة أر ريفوليوشن العقارية) في جلسة يوغا خاصة تحت إشراف المُدربة المقيمة في دبي نورا شبيب. وستُركز هذه الجلسة على سُبل إعادة التواصل مع الذات في مساحةٍ هادئة غامرة بجوهر الطبيعة وألقها؛ وتعكس هذه التجربة التي تُقام اليوم، نهج ايوا الشمولي للعافية، داعيةً الجميع لاحتضان أسلوب حياةٍ أكثر وعياً.

لمعرفة المزيد عن اليوغا، أهميتها ودورها في تحسين جودة ورفاه الحياة؛ كان ل "هي" هذا اللقاء المميز مع نورا شبيب، التي تمتلك خبرة تتجاوز العقد في ممارسة وتعليم اليوغا. وبصفتها مؤسسة "بليس يوغا باي نورا"، وعضواً فاعلًا في "يوغا ألاينس"، وصاحبة حضور في فعاليات العافية على مستوى المنطقة؛ تتميّز نورا شبيب بأسلوبها الخاص الذي يجعل من الممارسات القديمة تجربة بسيطة، عميقة، وشخصية، تلائم احتياجات الإنسان المعاصر.

نورا شبيب مدربة يوغا ومؤسسة بليس يوغا باي نورا

في اليوم العالمي لليوغا، هل يمكنك أن تخبرينا باختصار عن تاريخ اليوغا وأساليبها الأساسية؟

بدأت اليوغا كوسيلةٍ لتهدئة العقل، قبل أن تتحول إلى أوضاعٍ وحركات؛ فمنذ آلاف السنين استخدم الناس في الهند التنفس، والحركة، والتأمل لتنظيم طاقتهم والتواصل مع ذواتهم الداخلية. واليوم، ما زالت هذه الأدوات نفسها وهي الحركة، والتنفس، والتأمل، من أقوى الطرق لتهدئة الجهاز العصبي وزيادة الوعي بمشاعرنا الداخلية.

ما هي أنماط اليوغا المختلفة، وما الفوائد الخاصة بكل منها؟

كل نمط يشبه لغةً مختلفة، يتحدث بها جسمكِ إلى عقلكِ:

1.     فيناسا (Vinyasa) : تساعد في تحرير التوتر المتراكم، من خلال مزامنة الحركة مع التنفس؛ حيث تمنح طاقةً وإحساساً بالحرية.

2.     يين (Yin) : يعمل بعمق على الأنسجة والجهاز العصبي، ويُزيل التوتر بلطف.

3.     هاتا  (Hatha): يمنحكِ مساحةً للتوقف، والثبات، والشعور.

4.     اليوغا الهوائية (Aerial): تُضيف لمسةً ممتعة وخفيفة، لتأخذ أفكار الشخص بعيداً.

كل نمط ينظّم الجهاز العصبي بطريقته، حسب ما يحتاجه الجسم والعقل.

هل اليوغا مفيدة للصحة العامة؟ وهل تُعزَز الصحة الجسدية والعقلية معاً؟

بالتأكيد، تقوّي اليوغا الجسم وتزيد من مرونته؛ لكن التأثير الأقوى هو كيف تُعيد برمجة استجابتنا للضغط.

تُعلَمنا اليوغا أن نتوقف ونُصغي، ونلاحظ توتر الفك أو ضيق التنفس، لنتصرف بناءً على ذلك. كما تساعد على تخفيف ضجيج الأفكار وتهمس لنا بلطف: "أنتم بأمان الآن. يمكنكم التنفس."

هل تُسهم اليوغا في تحسين العافية وطول العمر، وكيف؟

نعم، ليس فقط من ناحية المظهر الشبابي؛ بل أيضًا لجهة الإحساس بالسلام الداخلي. فاليوغا تُساعدنا في الوصول إلى الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، وهو الجزء المسؤول عن الشفاء والهضم والراحة. وعندما نُمارس اليوغا بانتظام، فإنها تُعلَمنا الهدوء والصبر. ومع الوقت، يمنحنا هذا الشعور الداخلي بالأمان عمراً أطول، ليس فقط من حيث السنوات، بل من حيث جودة الحياة.

هل لليوغا تأثيرٌ كبير في تحسين جودة النوم؟

بكل تأكيد؛ معظمنا يذهب إلى السرير بعقلٍ مزدحم وجسمٍ مشدود، فيما تُهيَئنا اليوغا للنوم. سواء بالتنفس العميق، أو من خلال سلسلة حركاتٍ لطيفة، أو بعض الأوضاع المدعومة، التي تساعد الجسم على الخروج من حالة "الهروب أو التوتر" والدخول في "الراحة وسهولة الهضم"؛ وهناك يحدث النوم الحقيقي.

كمبتدئة، ما هو أفضل نمط يوغا يمكنني البدء به؟

دائمًا أنصح بالبدء ببطء مع نمط هاتا أو يين. تساعدكِ هذه الأنماط على إعادة التواصل مع التنفس والجسم والأفكار، دون الشعور بالإرهاق.

المسألة ليست فقط إتقان الحركة، بل ملاحظة الشعور بها.

ما الفوائد الأساسية لليوغا للمبتدئين؟

الوعي.. هذا هو الأهم. تُساعدكِ اليوغا على الوعي وملاحظة توتر الكتفين وازدحام الأفكار وقِصر النفس عند التوتر، مما يُساهم في تحديد المشكلة وتغييرها. هي أداةٌ للتعامل مع الحياة اليومية بمرونة أكبر.

كم مرة يجب ممارسة اليوغا للحصول على نتائج ملحوظة؟

حتى بضع دقائق يومياً يمكن أن تُحدث فرقاً في الجهاز العصبي؛ فكلما كان الشخص أكثر انتظاماً، شعر بثباتٍ داخلي أكبر.

دائمًا أقول: ليست المسألة مقدار الوقت الذي يحتاج المرء لاستغراقه في ممارسة اليوغا، بل عنصر الحضور الذي يمنحه لنفسه في تلك اللحظة.

تُعلَمنا اليوغا مرونة العقل والجسم وتُسهم في تحسين جودة الحياة

هل يجب أن أكون مرنة جدًا لأبدأ بممارسة اليوغا؟

لا تتمحور اليوغا حول لمس أصابع قدميكِ، بل عن الإنصات لذاتكِ؛ حيث تأتي مرونة الجسد مع الوقت، لكن الأهم أن اليوغا تُعلَمنا مرونة العقل ومرونة المشاعر والتعامل مع الحياة.

هل نحتاج لمعداتٍ خاصة لممارسة اليوغا؟

فقط سجادة وعقلٌ منفتح. إذا أردتِ تحسين تجربتكِ، يمكن أن تساعدكِ أدواتٌ مثل الكتل أو الأحزمة، لكن الأهم من كل شيء هو حضوركِ الذهني.

ما الفرق بين اليوغا والتمدد العادي؟

التمدد هو حركاتٌ جسدية فقط؛ أما اليوغا فعاطفية وعقلية وروحية. في اليوغا، لا نُمدّد العضلات فقط بل نُبطئ التنفس، ونُهدّئ الأفكار، ونُنظّم الجهاز العصبي.

كيف يمكننا دمج اليوغا ضمن الروتين اليومي المزدحم؟

فكَري بشكلٍ بسيط ومنتظم، وحاولي أخذ بعض الأنفاس العميقة بين رسائل البريد الإلكتروني والتمدَد قبل النوم، أو الشعور بلحظةٍ هادئة صباحاً قبل بدء اليوم. اليوغا أسلوب حياة، وليست حصة مدتها 90 دقيقة؛ فهي تُعلَمنا التحرك والتنفس والتعامل مع أنفسنا خلال اليوم.

كيف يمكن لجيل زي وجيل ألفا الاستفادة من ممارسة اليوغا؟

يكبر أولاد هذه الأجيال بسرعة، وسط عالمٍ مليء بالمُحفزات والمقارنات. لذا فإن اليوغا تُعلَمهم التوقف والنظر إلى الداخل واكتشاف قيمة الذات التي لا تعتمد على عدد الإعجابات أو الشاشات. هي درعٌ نفسي لم يكونوا يعلمون أنهم بحاجة إليه.

أخبرينا عن جلستكِ في مركز ايوا إكسبيرينس اليوم.

يُسعدني ويُشرفَني تقديم هذه الجلسة الخاصة بالتعاون مع التحفة المعمارية ايوا، حيث تتناغم فكرة هذا المكان بعمق مع ما أؤمن به في اليوغا: الصفاء، القيمة الذاتية، والسكون. ما يعجبني أيضاً هو أن هذه التحفة ليست مجرد مكان، بل مساحةٌ تجمع فيها الطاقة الإيجابية، وهو مُصمم لمساعدة الأشخاص على الانفصال عن الفوضى والاتصال بجوهرهم الحقيقي.

وتتشارك ايوا مع اليوغا بتوفير مساحةٍ للتوقف والتأمل والتنفس والشعور بالأمان. يوم 20 يونيو، سنجمع بين الحركة الواعية، وتمارين التنفس، والحضور الكامل بطريقة تُغذَي الجهاز العصبي وتُهدئ الروح. وترتقي الجلسة لتكون تجربة مميزة تتحول فيها اليوغا من ممارسة إلى حالة وجود ، وايوا هي الملاذ المثالي لتجسيد هذه الحالة.

من خلال خبرتك الطويلة في تدريب وممارسة اليوغا، كيف ترين مستقبل اليوغا في السنوات القادمة؟

تستمر اليوغا بالتعمّق أكثر؛ فقد أصبحت أقل اهتمامًا بشكل الجسد، وأكثر تركيزاً على حالة العقل. أراها تتجه لتكون أكثر وعياً بالصدمات النفسية، وأكثر جذريةً في شفاء الجهاز العصبي، وأكثر تكاملًا مع مفاهيم العافية الحديثة. فاليوغا اليوم لم تعد مجرد أداء بل تتمحور حول السلام.

ما النصيحة التي تقدمينها لقارئات مجلة "هي" بخصوص اليوغا ودورها في الحياة اليومية؟

اليوغا ليست موضة — بل أسلوب يساعد في العودة إلى الذات، عندما تسحبنا الحياة في ألف اتجاه. لا تنتظري حتى ينهار كل شيء؛ ابدئي الآن، مجرد نفسٍ واحد يمكنه تغيير يومكِ بالكامل.

تُعلَمكِ اليوغا تهدئة نهر الأفكار الجارف في عقلكِ؛ لأنه فقط عندما تصبح المياه راكدة، نستطيع أن نرى أنفسنا بوضوح.