المصمم العالمي "ستيفان رولاند"

حين يهمس القماش بالحلم.. ستيفان رولاند يكشف لـ"هي" أسرار فساتين الزفاف الجاهزة

ليندا عيَاش
24 مايو 2025

حوار: lynda ayyach

في عالم تنسج فيه الخيوط حكايات، وتصبح الأقمشة لغة تنطق بالمشاعر والأحاسيس، يطل علينا المصمم العالمي "ستيفان رولاند" بمجموعة فساتين زفاف جاهزة، تنبض بالإلهام، وتضيف فصلا جديداً إلى سيرته الإبداعية. إنها مجموعة تستحضر الأناقة في أنقى صورها، وتترجم أسلوبه المميز الذي يمزج بين البساطة الناعمة والتفاصيل الفنية الدقيقة التي أصبحت بصمته الخاصة في عالم الأزياء. في هذا اللقاء، يأخذنا "رولاند" في رحلة بين الخيال والواقع، فيتحدث عن لحظة الإلهام الأولى، وكيف يريد لكل عروس أن ترى نفسها متألقة وذكية، وأن تكتب رسالتها الخاصة في يومها الكبير باختيارها لفستان لا يشبه سواها. فيرى "رولاند" أن الأناقة الحقيقية تكمن في هذا التوازن الدقيق بين الجمال والعملية وبين الحلم والواقع. ولا يغيب عن حديثه سحر الجذور، فالقفطان التقليدي بتاريخه الغني وتفاصيله الآسرة، يطل كظل مهيب خلف كل تصميم، شاهداً على تأثير الملابس التراثية في تشكيل ملامح هذه المجموعة التي تحمل بين طياتها عراقة الماضي وأناقة الحاضر.

ستيفان رولاند
المصمم العالمي "ستيفان رولاند" 

ما الذي ألهمك لخوض غمار تصميم فساتين الزفاف الجاهزة، نظراً لخبرتك الواسعة في عالم الأزياء الراقية؟

تلقــيــت الكثيـــر من الطلـبــــات من سيدات يحلمن بارتداء فساتين زفاف من الدار وعلى مدى سنين طويلة، لكن لم تكن لديهن الميزانية الكافية لشراء فساتين راقية. لذلك، قـررت قبل عامين إطلاق مجموعة كاملة من فساتين الزفاف، المصنوعة بالكامل في إيطاليا في ورش عمل استثنائية تكرّم الحرف اليدوية التقليدية، وتقدم منتجات عالية الجودة باستمرار.

كيف تعكس هذه المجموعة الجديدة أسلوبك المميز في حين تلبي احتياجات جمهور أوسع؟

تعــكس هذه المجموعة التي تضم أيضا مجموعة من فساتين السهرة، اللمسات المميزة من أزيائي الراقية. ستجد العروس فيها فساتين أنيقة بتصميم الكاب، وأخرى بتأثيرات ثلاثية الأبعاد، وقطعا تتميز بالكشكشة المنحوتة، إضافة إلى فساتين "إنفانتا" التي لا تزال تحلم بها الفتيات الصغيرات.

هل أثرت تجارب العرائس أو قصصهن في تصاميمك؟

ليس تماما، لأني أركز أكثر على الحفاظ على هوية العلامة التجارية لضمان الحفاظ على صورتها العامة. فانطلاقا من خبرة 30 عاما في مجال تصميم الأزياء، لدي ما يكفي من المراجع لأستلهم منها في مجموعاتي المستقبلية! وكل عروس أقابلها خلال عروض الأزياء الراقية تؤثر في إبداعاتي، لذلك أصمم فستانا فريدا يعكس شخصية كل عروس. وهذا ما يدفعني غالبا إلى الخروج من منطقة راحتي، لأن هذه الطاقات الإبداعية تساعدني كثيرا عند تصميم فساتيني الجاهزة.

تصاميم "ستيفان رولاند"

هل يمكنك شرح العملية الإبداعية وراء هذه المجموعة من الفكرة إلى الغرزة النهائية؟

أبدأ دائـما برسومـــات مستوحاة من مجموعة واسعة من المراجع، لأقدم لزبوناتي أكبر عدد ممكن من الخيارات. ثم أختار مع فريقي المتخصص الأقمشة المناسبة للتصاميم، ونختبر فيما بعد تقنيات التطريز، ونحرص بعدها على تجنب التكرار مع تقديم اللمسات الجديدة والمبتكرة. والأهم بالنسبة لي هو عنصر المفاجأة، فالكثير من العرائس والنساء اللواتي صممت لهن ملابسهن يرددن علي لي دائما: "لا تحاول إرضاءنا بتصميمك، كن على سجيتك.

لأننا نريد أن نشعر بإبداعك، وما إن نشعر بلمساتك الإبداعية حتى نتبعك مباشرة". وهذا أعظم دليل على الثقة، وقد أصبح شعاري الخاص.

كيف توازن بين الأناقة والعملية في فساتين الزفاف الجاهزة؟

في الأزياء الجاهزة، يُعدّ القياس أمرا بالغ الأهمية، إذ يجب أن يكون الفستان سهل الارتداء على الفور، ويتميز بخياطة مثالية، وأن يكون قابلا لبعض التعديلات البسيطة. وهذا هو التحدي الأكبر في الأزياء الجاهزة.

تصاميم "ستيفان رولاند"

ما الأقمشة والتصاميم التي جذبتك في هذه المجموعة؟ ولماذا؟

تضم المجـمــوعـــــة الكثير من التصاميم المتنوعة، جذبتني الفـساتين الضيقة والمنسدلة مثل فساتين الأميرات، وقدمت الكثير من الأقمشة مثل الكريب المنسدل، والأورجانزا، والساتان الــــدوقي. فـــمن المهم جدا توفــيـــــر التــنـــــوع، فكثيرا ما تكون الشابات المقبلات على الزواج غير متأكدات من خياراتهن، ويحتجن إلى خيارات متنوعة.

كيف تصف المرأة التي ترتدي فستان زفاف من تصميم "ستيفان رولان"؟

يصعب وصفها، فأنا أقدم تصاميمي لجميع النساء باختلاف أذواقــهــــن. لكن يجمـــعــهــــن قــــاســـــم واحــــد: حبـــهــــن لأسلوبي والروح التي أضيفها لكل قطعة. أعتقد أن جوهر التألق في كل تصميم يكمن في الروح والتفاصيل التي أضعها فيه، وفي التقدير الثقافي للفنون الذي ينعكس في تفاصيلها أيضا.

ما التجربة التي ترغب في أن تخوضها العروس عند ارتداء إحدى قطعك؟

أول ما أرغب في رؤيته هو لمعان عينيها عند ارتداء الفستان. ثم أبحث عن اللمعة ذاتها في عيني الوالدة ثم نظرة العريس لها. فأحرص على إثارة المشاعر وعلى عنصر المفاجأة فيما أقدمه للعروس.

تصاميم "ستيفان رولاند"

هل لديك قطعة مفضلة من هذه المجموعة؟

ليس لدي أي قطع مفضلة، فكل قطعة أبدعها تشبه طفلتي. وبطبعي أحب الفساتين الضيقة الفاتنة كما فساتين السهرة الضخمة، وأستمتع بالتنقل بينهما. مع ذلك، لا أنجذب لفساتين الدانتيل، مع أن الأمر يعتمد على العروس وذوقها؛ وبالإجمال ليس هناك أي قواعد ثابتة عندما يتعلق الأمر بالذوق.

لو كان بإمكانك تصميم فستان زفاف لشخصية تاريخية أو معاصرة، فمن ستكون؟ ولماذا؟

هناك الكثير من النساء اللواتي ألهمنني وما زلن يلهمنني حتى اليوم، وكنت أتمنى لو يرتدين من تصاميمي. صممت الكثير من فساتين الزفاف الملكية، وفساتين أخرى لحفلات زفاف أميرية، ومجموعة كبيرة لفعاليات المجتمع الراقي، وكثيرا ما ألتقي بنساء رائعات يتميزن بجمال وأناقة وحضور استثنائي أقدم لهن أجمل التصاميم، وهذا ما يشعرني بامتياز كبير.

ما الرسالة أو الشعور الذي تأمل أن تكتسبه كل عروس من ارتداء أحد تصاميمك؟

ربما يكون إضفاء المشاعر هو الأهم. لكنني شخصيا، ليس لديّ رسالة؛ فالعروس هي من تكتب رسالتها باختياراتها الخاصة وتقديم نفسها للرجل الذي سيرافقها طوال حياتها.

تصاميم "ستيفان رولاند"

ما الـــذي يمكن أن نتــوقـعـــه من "ستيفان رولان" في عالم فساتين الزفاف وما بعده؟

سننظم قريبا عرض أزياء زفاف ضخما ومذهلا بالشراكة مع أسبوع برشلونة لأزياء الزفاف، وأعتقد أنه سيكون حدثا مميزا، حيث سنسلط الضوء أيضا على مصممين شباب سيغتنمون هذه الفرصة لعرض أول فساتين زفافهم. فأعتقد أنه سيكون حدثا مميزا في مكان استثنائي.

غالبا ما تبحث العرائس العربيات عن إطلالة تكون مزيجا بين التقاليد والأناقة العصرية، ما نصيحتك لهن لاختيار فستان الزفاف المثالي؟

نصيحتي الوحيدة هي أن تحافظ العروس على ثقتها بنفسها وعدم التأثر بغيرها من العرائس على الإطلاق. فأنا شخصيا أعشق الفستان التقليدي. ولقد صممت فساتين زفاف راقية مستوحاة من التقاليد الشرقية، ولا بد لي من الاعتراف بأن هذه بعض فساتيني المفضلة.

كيف ترى تأثير الثقافة في تشكيل مستقبل أزياء الزفاف؟ وكيف يُلهم ذلك تصاميمك؟

لطالما أثّر العالم العربي وثقافته على تصاميمي. ولذلك، أعشق الأشكال الرصينة والجرافيكية والمعمارية التي تُضفي لمسة ملكية راقية. كما أن جذور الموضة التقليدية تبين مدى تأثير القفطان والأثواب في صناعة الأزياء الحالية. فثراء الثقافة العربية هو مصدر إلهام لا ينضب.