بين مؤيد ومعارض لها .. كيف يمكنك حماية أطفالك من سلبيات ألعاب الفيديو وتحقيق استفادتهم من إيجابياتها
منذ فترة ليست قصيرة زادت شعبية ألعاب الفيديو بين صفوف الأطفال والمراهقين وأصبحت الملاذ الأول لهم في وقت الفراغ. ومع زيادة الوقت المنقضي معها أدمنها الأطفال وخصوصًا مع استسلام الأهل لفكرة اللعب وربطه بمفهوم الترويح عن النفس من وجهة نظرهم. والحقيقة أنها قد لا تكون فيها أي ارتياحية للنفس وبخاصة ألعاب الفيديو العنيفة.
وتعد حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة أحد المسؤوليات الهامة التي تقع على عاتق الأبوين بوجه خاص، والجهات المعنية بسلامة الأطفال بوجه عام. لذلك سلطت العديد من الدراسات الضوء على مخاطر هذا النوع من الألعاب مطالبة بضرورة وضع حد لها من قبل الأهل. كما نادى البعض منها بضرورة حظر ألعاب الفيديو العنيفة لما لها من تأثيرات سلبية تستهدف الأطفال، وتعرضهم لمخاطر جمة وعواقب وخيمة.
من أجل ذلك سنسلط الضوء اليوم على ألعاب الفيديو العنيفة ومخاطرها وكيفية حماية الأطفال منها مع ذكر الإيجابيات التي أشارت إليها بعض الدراسات بهدف اشباع رغبة الأطفال من اللعب مع تجنب المخاطر التي تترتب على إدمانها.
حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة مسؤولية من؟
يشترك في ذلك الأهل والجهات المعنية بتحقيق أمن وسلامة الأطفال لأنهم هم شباب المستقبل ويجب أن يكونوا في صحة نفسية وجسدية وعقلية جيدة لينفعوا أوطانهم وليكونوا فخرًا لها في يوم من الأيام. لذلك يجب أن تتضافر كل الجهود لاشباع احتياجات الأطفال من اللعب بطرق فعالة ومن خلال ألعاب فيديو آمنة وليست عنيفة في محاولة لتخفيف الأثر السلبي الناتج على الأطفال.
لماذا يجب حظر ألعاب الفيديو العنيفة؟
آراء عديدة تنادي بحظر ألعاب الفيديو العنيفة لما لها من مخاطر جمة تستهد الصحة النفسية والعقلية والجسدية للأطفال، وتستهد سلوكهم، وتعمد إلى تعليمهم العدوانية. وقد تجلى ذلك واضحًا في العديد من الحوادث التي راح ضحيتها أطفال كثيرين. ولذلك دعت الحاجة إلى ضرورة اتخاذ اجراءات سريعة وفعالة تضمن حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة.
ما هي مخاطر ألعاب الفيديو العنيفية؟
تتعدد مخاطر ألعاب الفيديو العنيفة، ولعل من أبرز مخاطرها ما يلي:
- إصابة الأطفال باضطراب ملحوظ بحسب منظمة الصحة العالمية حيث جعلته ضمن الأمراض التي تصنف دوليًا. ولذلك شددت على ضرورة تقليص الوقت المستغرق في ألعاب الفيديو العنيفة لأنها تؤثر سلبًا على الصحة البدنية والنفسية للأطفال.
- تعليم الطفل العدوانية والتأثير سلبًا على سلوكياتهم.
- التسبب في العزلة الاجتماعية وعزوف الأطفال عن المشاركة في نشاطات اجتماعية عديدة.
- التأثير على المخ والتسبب في تعرض الأطفال لنوبات عصبية.
- التوتر والقلق والأرق وصعوبات النوم.
- اضطرابات في الانتباه.
- ضعف في التصحيل الدراسي ناتج عن ضعف التركيز.
كيف يمكن حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة؟
ليتجنب الآباء المشاكل الصحية الخطيرة التي تترتب على إدمان أطفالهم على ألعاب الفيديو العنيفة يجب عليهم الالتزام بالنصائح التالية من أجل حمايتهم منها والتي من أبرزها ما يلي:
مشاركة الطفل اختيار ألعاب الفيديو
بعيدًا عن فرض الرأي الذي قد لا يتحمله الأطفال وخصوصًا من هم في عمر المراهقة، يجب على الأبوين وبشكل مرن ولطيف مشاركتهم اختيار تلك الألعاب وتجنب العنيف منها قدر الإمكان، والتعامل معهم بذكاء عاطفي يمكنهم من ذلك من خلال استيعابهم واحتواء تفكيرهم ورغباتهم والتعامل معها بصبر وحكمة حتى تكون هناك رقابة على عملية الشراء لتحقيق حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة التي قد تصل في بعض الحالات إلى كوارث مثل بعض القصص المأساوية التي حدثت جراء ذلك في الواقع.
إنشاء حساب بعمر الطفل من أجل اللعب
يجب على الآباء إنشاء حساب لألعاب الفيديو بعمر الطفل الحقيقي لضمان عدم لعب الطفل للألعاب التي تناسب عمره فقط إذ توجد ألعاب عديدة لا يسمح بكل الأطفال ممارسة اللعب معها.
التفكير في إيجاد البديل
عند رفض بعضها يجب على الآباء التفكير مسبقًا في بدائل عديدة وجيدة تشبع حاجتهم وتحقق ما يأملون فيه منها من أجل تعزيز حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة، والسيطرة على مخاطرها تمامًا.
التوعية
لا يمكن ترك الأطفال يقررون دائمًا بشأن اللعب وخصوصًا من هم أصغر سنًا لأنهم قد يتعرضون لمخاطر جمة. لذا يجب توعيتهم باستمرار والتعامل معهم بمرونة دون انفعال أو عصبية.
مشاركة الأطفال اللعب
يسعد الأطفال كثيرًا عندما يرون الآباء يشاركونهم اللعب في جو من المرح وبمرونة بعيدة عن الرسميات التي تقتل العلاقة بينهم وبين آبائهم وتجعلها جامدة بعض الشيء. لذا ليكن وقت الجد للجد فقط، ووقت اللعب من أجل اللعب ومشاركتهم إياه وتعويدهم على ألعاب الفيديو التي تضمن تفكير عميق في لعبها لتحفيزهم على الإبداع والتفكير السريع.
صرف انتباههم لنشاطات أخرى
يجب أن يعمد الآباء والأمهات إلى صرف انتباه الأطفال لنشاطات أخرى بحيث لا يكون وقت التسلية مقتصرًا على ألعاب الفيديو العنيفة أو حتى غير العنيفة فقط، بحيث يخصص وقت لممارسة أنشطة أكثر إفادة لهم مثل ممارسة الرياضة، وممارسة بعض الهوايات المفضلة إليهم، ومنحهم الفرصة للتفكير في قضاء بعض الوقت اللطيف خارج المنزل في صحبة العائلة أو حتى صحبة الأصدقاء الذين تم اختارهم بعناية.
توعية الأطفال دينيًا
توجد اليوم ألعاب فيديو عنيفة وغير لائقة للأطفال الصغار ومن هم في عمر المراهقة أيضًا، ولذلك يجب أن يحرص الآباء والأمهات بشكل دقيق على حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة وغير اللائقة من خلال غرس تقوى الله عز وجل في قلوبهم منذ الصغر، وتوضيح ما يخالف الدين والتقاليد والأصول المتعارف عليها على أن يكون ذلك معززًا بقصص يتضمن محتواها أفكارًا أصيلة تعزز المنع والتوجيه وتحقق الفائدة منه.
المتابعة
إن سلامة الأطفال تعني الكثير والكثير للأهل والمجتمعات أيضًا. لذا لا يمكن الاكتفاء بالتوجيه والإرشاد وفعل كل ما سبق دون السيطرة على الأمر من خلال المتابعة الدائمة لهم، والتأكد من سلوكهم ومن أنه لا يوجد تغيير في تصرفاتهم. لأن ذلك يحقق حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة وما تتضمنه من مخاطر جمة قد تفتك بهم إذ لم يتم متابعتهم بشكل دقيق وفعال.
والآن هل يعني ذلك أن كل ألعاب الفيديو هي ألعاب خطيرة وليس لها أي إيجابيات؟
ما هي إيجابيات ألعاب الفيديو بوجه عام؟
في حين أن بعض الدراسات والآراء قد شددت على ضرروة حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة إلا أنه توجد بعض الدراسات الأخرى ترى الجانب المضيء من ألعاب الفيديو بوجه عام من خلال ذكر الإيجابيات التي يحصل عليها الأطفال جراء قضاء وقت في اللعب معها والتي من أبرزها ما يلي:
- تعليم الأطفال التفكير المنظم وتحفيزهم على التفكير السريع.
- تطوير حس المبادرة والتخطيط والمنطق.
- التعامل مع تلك التكنولوجيا بارتياحية وتعويدهم على استخدامها.
- تحفيز التركيز والانتباه.
- البعض منها يساهم في تنشيط الذكاء.
- تنمية العقل والبديهة.
وختاماً، يرى الخبراء أن حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة وغير العنيفة أيضًا تقتضي أن يكون الآباء أقرب لأطفالهم لتحقيق أكبر استجابة ممكنة من قبلهم، لأن الأوامر والقسوة لن تأتي بنفس النتيجة التي يتم فيها توجيههم ونصحهم بحب واحتواء واستيعاب لاحتياجاتهم ولرغبتهم القوية في ممارسة هذه الألعاب.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا تجاربكم مع أطفالكم لتعم الفائدة هل يمكن حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة بطريقة تضمن فهمهم للعواقب الوخيمة التي تنتج عن ممارستها؟
مع تمنياتي لجميع الأطفال بالسلامة الدائمة،،،