تساقط الشعر بين الأسباب وطرق العلاج
لا بد أنك عانيت في مرحلة ما من حياتك، أو ما زلت تعانين من تساقط الشعر بكميات قليلة أو كبيرة.
لا تقلقي عزيزتي، لست وحدك من يعاني من هذه المشكلة، بل هناك الملايين من النساء وحتى الرجال حول العالم ممن يشعرون بالتوتر والتعب من مشكلة خسارة الشعر كل يوم، بنسب متفاوتة قد تصل حد التساقط الشديد والخصل الكبيرة من الشعر يومياً.
وتقف عوامل عدة كأسباب وراء تساقط الشعر، بعضها وراثي لا يمكن التحكم به، والبعض الآخر حياتي وينتج عن ممارسات خاطئة أو التعرض لعوامل خارجية تسبب تساقط الشعر. وفي الحالتين، يعمل المختصون على تشخيص مشكلة تساقط الشعر جيداً، وتحديد العلاجات المناسبة لها والتخفيف من حدتها.
وفي هذا الصدد، تحدث إلينا الدكتور أحمد الخطيب، أخصائي جلدية وجراح زراعة في كوزمسيرج عن تساقط الشعر عند الجنسين، أسبابه وطرق علاجه.
تساقط الشعر عند النساء والرجال
لتحديد أسباب كل منهما، عمد الدكتور الخطيب لتقسيم تساقط الشعر عند الجنسين إلى التالي:

-
تساقط الشعر عند النساء: وينقسم لقسمين رئيسيين
- تساقط الشعر الأنثوي الوراثي: وفيه يكون تساقط الشعر على شكل شجرة عيد الميلاد (أي فراغات متشعبة في الرأس) مع الحفاظ على خط الشعر. وهذا النوع من التساقط يُعالج بنفس طريقة تساقط الشعر عند الرجال الوراثي.
حوالي ثلث النساء يعانين من تساقط الشعر الوراثي في وقت ما من حياتهن. وبين النساء بعد انقطاع الطمث، ما يصل إلى 60% ممن يعانين من ترقق الشعر أو ظهور بقع صلعاء في فروة الرأس.
غالباً ما يكون لتساقط الشعر لدى النساء تأثير أكبر من تأثير تساقط الشعر على الرجال، لأنه أقل قبولًا إجتماعياً ويُسبب لهم مشاكل نفسية عديدة. ويمكن أن يؤثر تساقط الشعر الوراثي لدى النساء بشدة على رفاهية المرأة العاطفية ونوعية الحياة.
- تساقط شعر غير وراثي: له عدة اسباب، يقسمها الدكتور الخطيب بشكل رئيسي لأسباب غذائية وأسباب مناعية وأسباب هرمونية.
بالنسبة للأسباب الغذائية، فهي تتمثل في نقص الحديد ونقص فيتامين د؛ الأسباب الهرمونية تشمل فرط ونقص نشاط الزرق والمبيض متعدد الكيسات. أما الأسباب المناعية فتشمل الذئبة الحمامية والداء الرثياني وأسباب اخرى.
-
تساقط الشعر عند الرجال
يكون بمعظمه وراثياًأو ما يُعرف بالصلع الذكوري. وعند وجود استعداد وراثي، يعمل هرمون الذكورة المعروف بالتيستوسترون - بعد أن يتحول إلى "داي هيدرو تيستوسترون""DHT" بواسطة إنزيم داخل الجسم - على إثارة تساقط الشعر ليبدأ التساقط عادة على الجوانب، من ثم ينحسر خط الشعر للخلف وقد يمتد حتى المنطقة الخلفية أو منطقة التاج.
في السياق ذاته، يشير موقع "ويب طب" المختص بالشؤون الطبية، لوجود أسباب متنوعة لتساقط الشعر عند النساء، وقد يحدث بسبب نحو 30 حالة طبية مختلفة والعديد من العوامل المتعلقة بنمط الحياة، وأحيانًا قد لا يكون هناك سبب محدد لتساقط الشعر.

وهذه بعض أسباب تساقط الشعر الشائعةعند النساء كما حددها الموقع المختص:
- مشاكل الغدة الدرقية: إما على شكل فرط نشاط الغدة الدرقية الذي يتمثل في إنتاج الهرمونات بشكل أكبر، أو خمول الغدة الدرقية الذي يحدث نتيجة إنتاج كمية أقل من الهرمونات الضرورية لعمل وظائف الجسم.
- متلازمة تكيس المبيض PCOS: وفيها يفرط الجسم بإنتاج هرمون الإستروجين مسبباً تساقط الشعر وترققه وحب الشباب.
- الصلع: الناجم عن خلل عمل جهاز المناعة في الجسم والذي قد يهاجم بصيلات الشعر السليمة عن طريق الخطأ مؤدياً لتساقط الشعر.
- سعفة الرأس: وهي مشكلة تحدث نتيجة تكاثر الفطريات على فروة الرأس مسببة دوائر فارغة ومتهيجة ومثيرة للحكة.
- الولادة: يؤدي ارتفاع الهرمونات خلال الحمل لتحسن صحة الشعر ليصبح أكثر كثافة وسماكة. لكن عودة هذه الهرمونات لمستوياتها الطبيعية بعد الولادة قد يؤدي لتساقط الشعر الحاد لمدة تتراوح بين عدة أشهر وسنتين.
- حبوب منع الحمل: تساقط الشعر من الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل والتي تعمل على تثبيط الإباضة ما يؤدي لترقق الشعر خاصة لدى النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي من تساقط الشعر.
- تناول بعض الأدوية: مثل أدوية سيولة الدم، أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، أدوية أمراض القلب، أدوية التهاب المفاصل وأدوية الاكتئاب.
- انقطاع الطمث: يعتقد الخبراء أن الوراثة والشيخوخة يلعبان دورًا مهمًا في تساقط الشعر مع التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء سن اليأس، والشعر قد يصبح أرق في كل منطقة الرأس، وتراجع خط الشعر من منطقة الجبهة هو أمر نادر الحدوث لدى النساء.
طرق علاج تساقط الشعر عند النساء والرجال
في حال وجود سبب لتساقط الشعر،من المفترض أولاً علاج السبب. بمعنى في حال وجود خلل مناعي أو هرموني، يفترض علاج هذا الخلل أولاً وكذلك الأمر بالنسبة لوجود نقص فيتامين أو معدن معين من الجسم، إذ يجب تعويضه ومشاركة علاج السبب مع علاجات أخرى كالخلايا الجذعية والبلازما.
وفقاً للدكتور الخطيب، يمكن تأخير تساقط الشعر عند البدء بالعلاج المبكر،ويشمل العلاج بخاخات أو حبوب المينوكسدين التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية المُغذية للشعر وحبوب الفينسترايد، وهذه الحبوب تُثبط الإنزيم المسؤول عن تحول التيستوسترون لداي هيدرو تستيسترون "DHT” ، وبالتالي تحد من تأثير الهرمون المسبب لتساقط الشعر.
ويجب مشاركة هذه العلاجات مع علاجات أخرى بالعيادة، تشمل الخلايا الجذعية أو الريجنرا والبلازما والأكسوزوم التي تعمل على تحفيز نمو بصيلات الشعر والحد من التساقط. أما في الحالات الشديدة لتساقط الشعر، فقد يلجأ الطبيب لزراعة الشعر وهو علاج جراحي يتم فيه اقتطاف بصيلات الشعر من المنطقة المانحة الخلفية وإعادة زراعتها في الأمام.
هل بالإمكان علاج تساقط الشعر الوراثي عند النساء
تُعتبر الأدوية العلاج الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر الوراثي لدى النساء، ولكن في حالات كثيرة يكون من الضروري اتباع النهج الجراحي في عملية زراعة الشعر. وغالبية الأدوية التي تملأ الأسواق لعلاج تساقط الشعر الوراثي عند النساء، لا تقدم حلاً نهائياً ودائماً لهذه المشكلة، وإنما حلاً مؤقتاً يؤخر ظهور العلامات الكبيرةلهذه المشكلة.
وتتراوح هذه الأدوية بين المينوكسيديل الذي يحفز نمو الشعر، لكنه ليس دواء معجزة ويمكن أن تكون له بعض الآثار الجانبية مثل ترك رواسب جفاف وتهيج على فروة الرأس. هذا التهيج، الذي يُسمى التهاب الجلد التماسي، قد لا يحدث بسبب المينوكسيديل نفسه، ولكن بسبب الكحول الذي يتم تضمينه لتسهيل التجفيف.
الدواء الثاني هو مضادات الإندروجين، وتشمل هرمون التستوستيرون والهرمونات الذكورية الأخرى، والتي يمكن أن تُعالج تساقط الشعر لدى النساء. وقد تستفيد بعض النساء اللاتي لا يستجبن للمينوكسيديل من إضافة عقار مضاد الأندروجين لعلاج داء الثعلبة. وينطبق هذا بشكل خاص على النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد التكيسات، لأنهن أكثر ميلاًلتكوين هرمون الأندروجين بشكل زائد.
أما الآثار الجانبية لهذا الدواء فتشمل فقدان الوزن، ضعف الرغبة الجنسية، الإكتئاب والتعب، كما لا تُنصح المرأة التي تتناول مضادات الإندروجين بالحمل كون هذا الدواء قد يسبب تشوهات الأعضاء التناسلية عند الأجنة الذكور.
ويبقى العلاج الأخير، ألا وهو مكملات الحديد لعلاج نقص الحديد الذي قد يؤدي لتساقط الشعر عند النساء. لكن في حال كان مستوى الحديد لديك طبيعياً، فلن يُسبب تناول الحديد الزائد إلا آثاراً جانبية، مثل اضطراب المعدة والإمساك.